×

استخدام الدرونز الامريكية تم على نطاق اكبر من المتوقع

استخدام الدرونز الامريكية تم على نطاق اكبر من المتوقع

انتشار استخدام أجهزة الإستخبارات المركزية الأمريكية للطائرات بدون طيار في باكستان والصومال واليمن وأفغانستان أكبر بكثير مما كان متوقعا، وعدد الضحايا بين المدنيين أكبر بكثير مما يعتقد أغلب المراقبين، هذا ما تؤكده منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في باكستان، حيث ستعرض هذه القضايا في بريطانيا. 

كان عرض هذه القضية سيلغى لولا تدخل نواب في مجلس العموم البريطاني، فقد تم اختطاف الشاهد الأهم كريم خان من سكان روالبندي في باكستان قبل سفره إلى لندن بأسبوعين ليدلي بشهادته أمام النواب البريطانيين، وقد قتل أخوه وابنه وصديقه معا في قصف شنته طائرة بدون طيار على منزلهم عام 2009م. ولم يعيقها في عدوانها أن لا علاقة لهم بالإرهاب، ما دفع كريم خان عام 2010م.لرفع دعوة ضد تواجد الإستخبارات الأمريكية ببلاده بمساعدة من منظمات حقوق الإنسان.

يوم 5 شباط/ فبراير اختطف 20 شخصا بزي العسكر والشرطة كريما من بيته، ويشير محاموه إلى أن هذا السلوك يمكن أن يصدر عن أجهزة الأمن والمخابرات الباكستانية، وهي التي تعمل دائما بتعاون وثيق مع مثيلتها الأمريكية، فبرأي الكثيرين تقدم هذه الأجهزة المعلومات للمخابرات الأمريكية عن أهدافها في باكستان، ولولا تداول الخبر وانتشار هذه الفضيحة لكان خان أحد الكثيرين المختطفين المفقودين ممن يستطيعون الإدلاء بشهادتهم في قضايا موت المدنيين الباكستانيين بدون ذنب.

بدأ باستخدام برنامج الطائرات بدون طيار ضد من تراه أمريكا إرهابيا الرئيس جورج بوش الأصغر عام 2001م. وتتحدث المنظمات الإنسانية منذ وقت طويل عن كذب الأقوال المتكررة حول صغر حجم الأضرار الجانبية أو الإساءة للمدنيين أثناء غارات هذه الطيارات، وأن برنامج الإستخبارات الأمريكية هذا ليس إلا جريمة قتل دون قضاء أو حكم.

يعتقد الفيلسوف والكاتب الأمريكي الكبير البروفسور في معهد مستشوستس للتقنيات نوآم تشومسكي أن برنامج الطائرات بدون طيار يحمل في طياته تفاقم التهديد لأمن أمريكا نفسها، لا الحد منه، لأن عملية القتل الفاضحة من الجو تحرض الباقين على قيد الحياة على الإنتقام، ويضيف:

“تعتبر عملية استخدام الطائرات بدون طيار، كيفما نظرنا إليها، أكبر حملة إرهابية في العالم، بالطبع لا يصفها أحد من منظميها بهذا الوصف، ولكن هذا لا يغير من الواقع شيئا، إلى جانب ذلك تعتبر هذه الحملة محرضا رئيسا للإرهاب، فالخبراء يقولون منذ وقت طويل أن هجمات هذه الطائرات تولد إرهابيين أكثر بكثير مما تقتل”.

تضاعفت عمليات الطائرات بدون طيار عشرات المرات في عصر ديمقراطية أوباما، في الوقت الذي يشير فيه مشاهدوها من باكستان، على سبيل المثال لا الحصر، إلى أن سلوك المتحكمين بها لا يمت بصلة للدقة المتبجح بها، بل هي عمليات قتل وتخويف للمواطنين، فالطائرات لا تأتي أحادى بل في سرب من 10 إلى 12 طائرة، تحلق فوق القرية أو المنطقة، إلى أن يعطيها المشرفون عليها أمرا بالقصف، إنها ليست حرب ضد الإرهاب، كما يسميها الإعلام الأمريكي، بل هي الإرهاب بأم عينه، وباستخدام التقنيات الحديثة المتطورة في العدوان على الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.