×

الامريكيون يعارضون التدخل العسكري في سوريا

الامريكيون يعارضون التدخل العسكري في سوريا

الولايات المتحدة، (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) –  رغم الجهود المضنية التي يبذلها كبار صقور المحافظين الجدد وغيرهم في واشنطن لصالح التدخل العسكري في سوريا، أعرب الرأي العام الأميركي الذي أنهكته الحروب، وبشكل واضح جدا، عن مخاوفه من أي نوع من التدخل العسكري في هذه الدولة العربية التي يعتقد الخبراء أنها سرعان ما سوف تنغمس في حرب أهلية مفتوحة. 

فقد بين إستطلاع أخير أجراه مركز بيو للأبحاث أن 25 في المئة فقط من المواطنين الذين شملهم الاستطلاع قالوا أنهم يعتقدون ان الولايات المتحدة لديها “مسؤولية القيام بشيء ما” إزاء أعمال العنف في سوريا التي دامت عاما كاملا الآن وراح ضحيتها أكثر من 7.500 شخصا.

وفي المقابل، أجاب ما يقرب من ثلثي الأمريكيين (64 في المئة) الذين شملهم الإستطلاع سلبيا علي سؤال عن مدي تأييدهم لإحتمال التدخل عسكريا في سوريا.

وبالمثل، قال فقط 25 في المئة منهم أنهم يفضلون أن تقوم الولايات المتحدة وحلفائها بقصف القوات العسكرية السورية لحماية الجماعات المناهضة للحكومة، عملا بإقتراح مرشح الرئاسة لعام 2008 السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي طرحه قبل أسبوعين، والذي سارع بتأييده كل من السيناتور الجمهوري المتشدد ليندسي غراهام، والمستقل جوزيف ليبرمان.

بيد أن هذا الإقتراح فشل في كسب القوة الدافعة اللازمة حتى بين كبار صقور مرشحي الرئاسة الجمهوريين، وذلك علي الرغم من التأييد الذي لاقاه من جانب العديد من مراكز البحوث السياسية، والكثير من المحافظين الجدد المنخرطين في صفوف مركز مبادرة السياسة الخارجية ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والذي تبناه أيضا معلق صحيفة “واشنطن بوست” المعروف جاكسون ديل، ضمن غيرهم.

ويعزي صمت كبار الجمهوريين المتشددين بشأن هذا الإقتراح لعوامل عدة ليس أقلها أهمية هو حقيقة أن حملة الانتخابات التمهيدية تركزت بشكل كبير على القضايا المحلية، وخاصة المسائل الاقتصادية والاجتماعية عزيزة على القلب علي اليمين المسيحي، بما في ذلك الإجهاض وزواج مثلي الجنس وحتى وسائل منع الحمل.

وحتي عندما يتطرق الجمهوريون في حملتهم الانتخابية مع قضايا السياسة الخارجية، فعادة ما تهمين علي مواقفهم وتصريحاتهم مسألة تعرض إسرائيل والولايات المتحدة لمخاطر برنامج إيران النووي المزعومة، وعما إذا كان ينبغي علي واشنطن أن تقدم لإسرائيل كافة الأسلحة التي تحتاجها لضرب المنشآت النووية الايرانية، أو القيام بمهاجمتها مباشرة.

يضاف إلي ذلك النكسات الأمريكية الخطيرة الأخيرة في أفغانستان وخاصة مجزرة الاسبوع الماضي في ولاية قندهار، وطلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي في وقت لاحق بأن تخضع القوات القتالية الامريكية لقيود صارمة، مما حصر عدد الصقور المرشحين للرئاسة في مجرد ثلاثة رئيسيين، نوه إثنان منهم -نيوت غينغريتش وريك سانتوروم- إلي ملاءمة أن تسارع واشنطن بسحب قواتها البالغ عددها 90.000.

في هذا السياق، تكتسب سوريا إهتماما ضئيلا من قبل المواطنين الأمريكيين في حين لا تبذل الإدارة أو الديمقراطيون في الكونغرس جهدا كبيرا للترويج لها.