×

الامم المتحدة تنتج “ظل راجل” عن المرأة المصرية

الامم المتحدة تنتج “ظل راجل” عن المرأة المصرية

نيويورك، (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) – بتكليف من هيئة الأمم المتحدة للمرأة أنتج الفيلم الوثائقي “ظل راجل” وكان عرضه الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي. 

يدور الفيلم، وهو من إخراج المخرجة الشابة حنان عبد الله، حول تجارب أربع سيدات مصريات مع الزواج والطلاق والمجتمع.

مزيد من التفاصيل في تقرير ريم أباظة. 

المثل المصري (ظل راجل ولا ظل حيطة) يعبر عن تحيز وتفضيل المجتمع بشكل عام لوجود المرأة في كنف أي رجل عن أن تعيش بدون زواج وما يرتبط بذلك من عادات وتقاليد غالبا ما تفرض قيودا على المرأة. 

بعد الثورة المصرية وفي ظل التغيرات الجذرية التي يمكن أن تحدث في مصر كثفت هيئة الأمم المتحدة للمرأة جهودها للاستماع إلى النساء وتحديد مشاكلهن ودعمهن في التغيير الذي ينشدنه.

وكلفت الهيئة في مصر المخرجة الشابة حنان عبد الله بإخراج فيلم وثائقي عن هذا المفهوم انطلاقا من تجارب حقيقية كما قالت مخرجته.

“الفيلم يدور حول أربع سيدات من مصر من أجيال وطبقات مختلفة ولكل حكايتها، ولكن بصفة عامة الفيلم هو عن معنى الحرية بالنسبة للمرأة المصرية ومساحة الحرية، وما الذي تريد فعله ولا تستطيع وما الذي تقاوم من أجل تحقيقه. الفكرة الأساسية هي أن هناك نضالا شخصيا لكل امرأة موجودة بالفيلم، هذا الإحساس بالنضال والمقاومة موجود في كل بيت وعند كل امرأة مصرية.” 

الفيلم هو الأول لكل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر وحنان عبد الله، وجاء الدليل على تميز الفيلم من خلال عرضه للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي الدولي المرموق.

بطلات الفيلم الأربع جئن من مختلف أنحاء مصر ليعبرن بتجاربهن المتباينة عن نضال مشترك.

في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة حدثتنا حنان عبد الله عن بطلاتها:

“أول سيدة هي وفاء تبلغ من العمر سبعة وستين عاما ولدت في حي الحسين في طبقة فقيرة نسبيا، تزوجت ضد رغبتها وقررت أن تحصل على الطلاق عندما كانت في الخامسة والثلاثين من عمرها وكان هذا أمرا جريئا جدا آنذاك، ولم يسمح لها بالعيش وحدها بعد الطلاق فأقامت مع أسرتها وشعرت بقيود كبيرة عالية لدرجة أنها قررت العمل في أي بلد آخر فسافرت إلى لندن حيث تقيم الآن. وقد حكت لنا في الفيلم عن تجربتها، عن ليلة الزفاف وكيف كانت خائفة، وعن غيرة زوجها طوال الوقت وعدم سماحه لها بالعمل أو ممارسة أي نشاط.” 

السيدة الثانية هي بدرية فلاحة في قرية بني مزار في صعيد مصر لديها أربعة أبناء، تتحدث في الفيلم عن حلمها القديم في أن تصبح رسامة وواقعها الذي حال دون ذلك، بل وإجبارها من قبل خطيبها آنذاك على عدم إكمال دراستها.

التقت حنان عبد الله في الفيلم أيضا الناشطة المصرية شاهندا مقلد المعروفة بنضالها من أجل حصول الفلاحين على حقوقهم.

“هي مختلفة تماما عن الأخريات لأنها عندما كانت صغيرة كان والدها يقول لها إنها مثل الولد لابد أن تتمتع بالحرية والاستقلالية النفسية والاقتصادية، وتحدثت معنا عن علاقتها بزوجها الذي كان يعطيها الحرية وأن لحظة الضعف في حياتها كانت عندما توفي زوجها ولكنها وقفت على قدميها وأكملت المشوار وكفاحها في القضايا التي تؤمن بها.” 

سوزان هي نموذج آخر للمرأة المصرية الشابة التي شاركت في ثورة الخامس والعشرين من يناير، تبلغ من العمر واحدا وثلاثين عاما. تحكي في الفيلم عن عدم نجاح تجاربها في الارتباط بسبب إصرارها على استقلاليتها وحريتها باعتبارها إنسانة منتجة في المجتمع.

يجسد الفيلم (في ظل راجل) إيمان هيئة الأمم المتحدة للمرأة بقدرات الشباب والدور الذي يمكنهم القيام به لتعزيز المساواة بين الجنسين، كما أنه يسهم في تجسيد أهمية تحقيق أهداف تمكين المرأة من أجل المجتمع بأسره.