×

البنتاجون: أفريكوم تساعد الأفارقة في الاستعداد للكوارث

البنتاجون: أفريكوم تساعد الأفارقة في الاستعداد للكوارث

قالت وزارة الدفاع الامريكية ان البرنامج الذي أُطلق أصلاً لمساعدة الأفارقة على الوقاية من الأوبئة ليشمل الآن الاستعدادات لمواجهة مجموعة كاملة من الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان، وفي حال حدثت، للحدّ من الألم والمعاناة والخسائر.

وقال مايك هريشتشيشين، رئيس شعبة النشاطات الإنسانية والصحية للقيادة الأميركية لأفريقيا، إن القيادة قد بدأت، إدراكًا منها للتأثير العالمي للأوبئة، بمساعدة الدول الأفريقية على تطوير القدرات الضرورية لمعالجة التحديات تقريبًا بعد إنشائها سنة 2008. 

وأوضح أن البرنامج الأولي الذي استغرق تنفيذه ثلاث سنوات قد اعتمد على تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمساعدة الشركاء في تخطيط ووضع الأنظمة والبرامج للحيلولة دون تفشي الأوبئة وللسيطرة على انتشارها. أطلقت قيادة أفريكوم (القيادة الأميركية لأفريقيا) مبادرة أوسع مُمولة من وزارة الدفاع عندما انتهى هذا البرنامج في السنة الماضية. وتعالج الجهود الجديدة ليس الأوبئة وحسب، بل وأيضاً الكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان، مثل الفيضانات والجفاف والهزات الأرضية.

أكد هريشتشيشين أن كل هذه الكوارث قادرة على أن تُعيث الدمار في أفريقيا. وأشار إلى أن القارة الأفريقية تتصدر العالم من حيث عدد الكوارث المعلنة وعلى الأخص تلك التي لها علاقة بالفيضانات والجفاف.

إن الكلفة هائلة من الناحية الإنسانية، لكنها تمتد أيضاً إلى الاتصالات والبنى التحتية الأساسية والاقتصادات، والى العمليات العسكرية والأمنية التي تهم قيادة أفريكوم بنوع خاص.

وذكر هريشتشيشين أنه “في نهاية المطاف، نرى حالة وباء أو كارثة أخرى قد أصبحت تشكل خطرًا أمنيًا محتملاً. فاذا حصل ذلك على نطاق واسع، لديها الإمكانية للتسبب بتآكل المؤسسات والأنظمة الأمنية الأساسية. وفي أسوأ السناريوهات، يمكن أن تنتشر الفوضى على نطاق واسع”.

وهكذا، وكجزء من برنامجها التعاوني الأمني، تعمل قيادة أفريكوم مع شركائها الأفارقة لضمان أن يكونوا جاهزين لأي شيء يواجهونه في طريقهم.

وأضاف رئيس شعبة النشاطات الإنسانية والصحية للقيادة الأميركية لأفريقيا: “إن هذا البرنامج يركّز على الوقاية والتخفيف وبناء قدرات الشركاء سوية مع أصدقائنا في القارة الأفريقية. إنه فعلاً برنامج شراكة”.

وعلى غرار ما يجري في الولايات المتحدة، فقد تستلزم الاستجابة للكوارث في أفريقيا تدخل القوات العسكرية التي تقدم الدعم للسلطات المدنية.

وأردف هريشتشيشين قائلاً: “إن إستراتيجيتنا للحملات الميدانية تتحدث عن الاستعداد والاستجابة للكوارث والأزمات الأخرى. وجزء من الطريقة التي نتبعها للقيام بذلك هو العمل مع المنظمات العسكرية والمدنية في الدول الشريكة لإعداد الخطط”.

وشدّد هريشتشيشين على أن كل بلد يضع خطة فردية تستند إلى ظروفه الفريدة. وأضاف، “ففي حين نعمل على تسهيل العملية، فانهم هم المنخرطون في كتابة الخطة، وفي نهاية المطاف، هم الذين يتأكدون من أن الخطة تعمل بالنسبة لبلدهم.”

وذكر رئيس شعبة النشاطات الإنسانية والصحية للقيادة الأميركية لأفريقيا أن “قيادة أفريكوم قد ساعدت حتى الآن أكثر من 20 بلداً على وضع خططها الوطنية لمكافحة الأوبئة. وهذه الخطط تساعد في تحديد الأدوار التي ستقوم بها الهيئات الحكومية المختلفة، بما فيها القوات العسكرية، في التصدي للكوارث. وبالنسبة للعديد من البلدان، ساعدت قيادة أفريكوم أيضاً في وضع خطط أوسع تظهر الدعم العسكري للسلطات المدنية بالنسبة لمجموعة كاملة من الكوارث.

وأضاف: “إن أحد الأهداف الأولية لبرنامجنا الخاص بالاستعداد لمواجهة الكوارث هو إقامة ذلك الرابط بين وزارة الصحة ووزارة الدفاع والشؤون الدولية وغيرها بحيث يستطيعون العمل معاً على صعيد الحكومة كلها. وعبر الاستفادة من هذه الموارد، نعتقد- على الأخص في القارة الأفريقية- أنهم سيتمكنون من إحداث تأثير أكبر”.

تشجع قيادة أفريكوم أيضاً التعاون ما بين الوكالات والتعاون الدولي من خلال المؤتمرات وورش العمل. فالحرس القومي للولايات متمرس على مهام التصدي للكوارث في الولايات المتحدة ويتبادل خبراته بصورة منتظمة مع العسكريين الأفارقة الذين هم على اتصال معهم عبر برنامج شراكة الولايات.

ويلاحظ هريشتشيشين إنه علاوة على ذلك، تشدّد قيادة افريكوم كثيراً على الجهوزية للكوارث عبر برنامجها التدريبي. وكل مناورة ترعاها القيادة تقريباً تشمل على الأقل بعض عناصر الاستجابة للكوارث التي يستطيع الشركاء استخدامها لاختبار خططهم الوطنية للاستجابة للكوارث.

وأضاف: “هذه طريقة لتحديد الفجوات ولإلقاء نظرة على المجالات التي تحتاج إلى التقوية”.

وقد ألقى الجنرال ديفيد رودريغز، قائد أفريكوم، نظرة مباشرة على آثار هذه المناورات التدريبية خلال زيارته لمكان إجراء مناورة “الاتفاق المشترك 13” (Shared Accord 13) في جنوب أفريقيا في آب/أغسطس المنصرم. وصرّح الجنرال رودريغز للمراسلين خلال مؤتمر صحفي عبر الانترنت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بأن المناورات التدريبية الأميركية-الأفريقية الجنوبية قد شجعت التعاون ما بين الحكومات الأمر الممكن أن ينقذ الأرواح ويخفف المعاناة في حال وقوع الكوارث.

وشملت المناورة كلا من القوات المسلحة الأفريقية الجنوبية ووزارة الصحة الأفريقية الجنوبية. وأشار رودريغز الى أن “هذا كان مثالاً كبيراً حول التعاون ما بين العسكريين، وبين المدنيين والعسكريين”. هذه المناورات تشجع الشراكات الإقليمية وتزيد القدرات وتعزز التدريب في مجالات متعددة والعمل المشترك بين قواتنا المسلحة”.

وأفاد هريشتشيشين بأن قيادة أفريكوم قد رعت الشهر الماضي مناورة مصغّرة في نيجيريا تركزت بنوع خاص على التصدي للأوبئة، وشارك فيها أكثر من 100 مدني ومسؤول عسكري وممثلون عن القطاع الأمني في نيجيريا. وقد استكشفوا مع أعضاء من الحرس القومي لولاية كاليفورنيا الذين قدموا تجاربهم الخاصة، كيف يمكن للقوات المسلحة النيجيرية المشاركة بصورة أوثق مع القطاع المدني والمنظمات الدولية لإعداد استجابة تشارك فيها جميع القطاعات الحكومية.

وشارك أيضاً في التمرين مراقبون من بوركينا فاسو وغانا وكينيا والسنغال ويوغندا وبلدان أخرى.

وقال هريشتشيشين إنه يرحب بالنهج الإقليمي لاستعدادات التصدي للكوارث مُعترفاً أنه ربما ينبغي على الجيران العمل معاً خلال الأزمات.

وأضاف أنه “من خلال إقامة المزيد من قنوات الاتصال البعيدة المدى وضمان المزيد من العمل المشترك، ستكون هذه البلدان جاهزة بصورة أفضل عندما سيكون عليها الاستجابة للكوارث أو الأوبئة”.

وأردف قائلاً: “إن لديهم الاتصالات، ويفهمون الأنظمة، ولديهم فكرة عن البروتوكولات القائمة. وهذا يجعل الأمر أسهل بالنسبة لهم للعمل معاً في سيناريو فعلي. فالغاية كلها هي تخفيف المعاناة الانسانية وإنقاذ الأرواح والحدّ من الآثار المُدمّرة التي تأتي من الكوارث الطبيعية أو التي من صنع الإنسان”.

ويرى هريشتشيشين بأن ذلك الاعتراف قد فتح الأبواب بالنسبة للأفارقة لأنه ينشئ الشراكات عبر القارة.

وقال:”هذا مهم. إنه شيء يُحدث تغييراً فعلياً. وإنه شيء تتطلع إليه الدول شريكتنا في القارة الأفريقية. ففي هذه الأنواع من المجالات، رحبّوا بنا بالأذرع المفتوحة، وقد بنوا بعض العلاقات الطويلة الأمد التي اعتقد ان الجميع سيستفيدون منها مع مرور الزمن”.

نُشرت هذه المقالة أصلاً على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع في 18 كانون الأول/ديسمبر