×

السباق الجمهوري يزداد تعقيدا

السباق الجمهوري يزداد تعقيدا

الولايات المتحدة، 6 مارس/آذار    يوم 6 آذار/مارس، من الشهر الحالي، الذي يلقب عادة بالثلاثاء الأغر في المعترك السياسي الأمريكي لأن عددا كبيرا من الولايات يجري انتخابات ترشيح حزبية في هذا اليوم، فشل هذه المرة في إثارة حماس واندفاع كافيين لاجتذاب الناخبين إلى مراكز الاقتراع. 

 فقد كان إقبال الناخبين فاترا وكان أقل في الإنتخابات التمهيدية منه في الإنتخابات العامة، لكن المشاركة في الإنتخابات التمهيدية واجتماعات الترشيح الحزبية تراجعت بشكل خاص في العديد من الولايات. ولايتا فيرمونت وأوهايو فقط  أبلغتا عن زيادة في عدد الناخبين قياسا بأرقام عام 2008، في حين أفادت مراكز اقتراع في ولايات أخرى عن ادلاء أقل من عشرة ناخبين بأصواتهم طوال كامل النهار.

 إلا أن ولاية نورث داكوتا وبخلاف هذا الإتجاه تحمس ناخبوها وشاركوا في الإجتماعات الحزبية بأعداد قياسية إذ أقبل 11349 ناخبا فيها، بمعدل 16 في المئة أكثر من أعداد العام 2008 وكان هذا المجموع قياسيا.

 وسارعت حملة الرئيس أوباما لتسليط الأضواء على ما بدا أنه انعدام الحماسة او الملل والفتور في أوساط الناخبين الجمهوريين ونقص في زخم حملة المرشح في الطليعة. وقال ديفيد اكسلرود، كبير استراتيجيي حملة الرئيس أوباما الإنتخابية مازحاً في مكالمة هاتفية يوم 7 الجاري: “أرادت حملة رومني أن تنهي معركة ترشيحها يوم أمس لكن بدلا من يوم الثلاثاء الأغر تحول يوم أمس إلى يوم لا يزال القائمون عليها يواجهون منافسيه ريك سانتوروم ونيوت غينغريتش.”

 واضاف أكسلرود أن رومني يواصل تحقيق مجرد انتصارات تكتيكية في نوع من الاستعراضات الكئيبة”.

 سباق الترشيح الجمهوري يستمر إلى ما لا نهاية

 تنافس المرشحون الجمهوريون في عشر ولايات (للفوز بـ419 مندوبا) يوم 6 الجاري وهو أكبر عدد من المنافسات الولائية خلال فترة الإنتخابات التمهيدية. لكن النتائج لم تثمر عن تحديد فائز جمهوري فوزاً أكيداً للترشح للرئاسة أو حتى تضييق الهامش بين المتنافسين.

 ووفق بيان للخارجية الامريكية، فقد فاز ميت رومني في ست ولايات هي ألاسكا وآيداهو وماساشوستس وأوهايو وفيرمونت وفيرجينيا، وزاد من الفارق بين عدد مندوبيه وأعداد منافسيه ريك سالتوروم ونيوت غينغريتش، لكن جميع المرشحين الجمهوريين ما زالوا بعيدين كل البعد عن تأمين عدد 1144 مندوبا يحتاجونها للفوز بترشيح حزبهم لسدة الرئاسة.

 كما أن خسارة رومني في ولايات جورجيا وأوكلاهوما وتينيسي، مقرونة بخسارات سابقة في أيوا وكولورادو ومينيسوتا وساوث كارولينا، توحي بأنه يحتاج لتوسيع شعبيته لدى الناخبين في ولايات جنوب  الغرب الأوسط.

 واورد بيان الخارجية الامريكية أن هذا التباين الجغرافي مرده الإنقسام الإيديولوجي.  فالناخبون الأكثر محافظة ضمن الحزب الجمهوري والمرجح أن يؤيدوا سانتوروم وغينغريتش أكثر عددا في الجنوب وفي الغرب الأوسط منهم في الغرب وشمال شرق البلاد.

 وهذا يعني على الأرجح أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة ومفعمة بالتحدي لرومني. فولاية كنزاس في الغرب الأوسط ستجري اجتماعات الترشيح الحزبية يوم 10 الجاري فيما ستجري ولايتا ألاباما وميسيسيبي انتخابين تمهيديين يوم 13 الجاري. وستنظم ولاية ميزوري اجتماعات حزبية يوم 20 آذار/مارس لتوزيع المندوبين على المرشحين.  وهذا الإختيار سيكون متأثرا بانتخاب تمهيدي كسبه سانتوروم في شباط/فبراير وإن كانت نتائجه غير ملزمة.

 لكن رومني سيفيد من تصميم غريميه على البقاء في السباق. وطالما كافح سانتوروم وغينغريتش من أجل الفوز بترشيح الحزب الجمهوري فإن الناخبين في الجناح المحافظ من الحزب سيظلون يوزعون ولاءاتهم بدلا من التوحد صفا واحدا وراء مرشح بمفرده.