×

القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) تقترب من تحقيق اهدافها

القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) تقترب من تحقيق اهدافها

واشنطن – بدأت القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) تقترب من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها، وهي بناء شراكات أقوى وزيادة التنسيق بين الولايات المتحدة والحكومات في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى والمنظمات الإقليمية. 

صرح قائد القوات الأميركية لأفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغيز، لمجموعة من الصحفيين الأفارقة عبر شبكة الإنترنت في 23 تشرين الأول/أكتوبر من وزارة الخارجية في واشنطن، قائلاً إن حملة وزارة الدفاع التي أصبحت الآن في سنتها الخامسة تعمل من أجل مزيد من “السلام والأمن في أفريقيا”. وأشار رودريغيز الى أن الأمن قد تحسّن في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وأكد رودريغيز أن “الشركاء في شرق وشمال وغرب أفريقيا حققوا تقدمًا في مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة كحركة الشباب وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مع بعض الدعم الأميركي لبناء القدرات والتمكين.”
وقد انضمت إلى قائد القوات الأميركية لأفريقيا في المؤتمر المذاع على شبكة الإنترنت مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية ليندا توماس غرينفيلد. وبصفتها مراقبة للشراكة المتنامية بين القوات الأميركية والشركاء الأفارقة منذ بدايتها، فقد أفادت بأن قوات أفريكوم رفعت المصالح الأميركية في المنطقة إلى مستويات جديدة.
وكما ذكرت توماس غرينفيلد، فإن “الأمر الجديد بالنسبة لأفريكوم على مدى السنوات الخمس الماضية هو أننا أصبحنا أكثر انخراطًا، وأن هذه الشراكة باتت مباشرة بدرجة أكبر، وأكثر تنسيقًا، وأكثر استراتيجية مما كانت عليه في الماضي.”
تبقى ذكريات هجوم أيلول/سبتمبر الارهابي على مركز التسوق وستغيت في نيروبي حيّة في أذهان الصحفيين خلال حديثهم مع المسؤولين الأميركيين. وكانت قوات الأمن الكينية في نهاية المطاف قد أنهت المواجهة التي دامت ثلاثة أيام مع مسلحي حركة الشباب، والتي قُتل فيها العشرات وجرح أكثر من 100 شخص.
وقال رودريغيز إن قوات أفريكوم باتت الآن مكرسة لضمان الاستجابة الفعالة من جانب القوات المحلية تجاه الهجمات في المستقبل.
وأضاف رودريغيز “سوف نواصل العمل مع شركائنا لتقوية قدراتهم في سبيل منع حركة الشباب من امتلاك تأثير سلبي للغاية على كل من الشعب الصومالي وكذلك على المنطقة.”
وحسب ما أوردته التقارير، فقد نفذ مهاجمو مركز التسوق وستغيت الاعتداء انتقامًا بسبب مشاركة القوات الكينية في النزاع الطويل الأمد في الصومال المجاورة. وأشارت توماس غرينفيلد إلى أن الجهود الأميركية تتركز أيضًا على تعزيز البنية التحتية السياسية والأمنية في القرن الأفريقي من أجل زيادة الشعور بالاستقرار بين الصوماليين.
وفي منطقة غرب أفريقيا، تهدد المجموعة الإرهابية بوكو حرام كلا من سلامة المدنيين والأمن الوطني. وأكدت توماس غرينفيلد أن المسؤولين الأميركيين كانوا قد ناقشوا الردود الفعالة مع الحكومة النيجيرية.
وتابعت، “لقد أجرينا عددًا من المحادثات والمناقشات مع الحكومة النيجيرية حول كيفية مواجهة هذه المسألة من ناحية معالجة قضايا التنمية الواسعة النطاق في شمال نيجيريا، وأيضًا حول كيفية استجابة الحكومة إلى التهديدات التي تطرحها مجموعة بوكو حرام في تلك المنطقة.
وقالت غرينفيد للصحفيين، “إن اقتراحنا للحكومة يتمخض حول وجوب أن يكون لديها وجهة نظر واسعة وألا يتمحور كل الشيء فقط حول الأمن. بل عليها أن تأخذ في الاعتبار تأثير عملياتها على السكان المدنيين، ونأمل أن يتمكنوا في الوقت الذي يقومون بملاحقة مجموعة بوكو حرام من بناء شراكة مع المجتمع المدني. ونحن على استعداد للعمل مع الحكومة في حقل التدريب كي تتمكن من التعامل مع قضايا حقوق الإنسان وذلك عندما تواجه الحكومة هذه القضية عن قرب. إلا أننا نريد أيضًا أن نتأكد من أننا نساعدهم في تقوية قدراتهم وكذلك في طريقة تعاملهم مع التهديدات الأمنية.”
وأكد رودريغز أن قيادة أفريكوم منخرطة في علاقات مباشرة بين القوات العسكرية الأميركية والنيجيرية وتقدم مشورتها “إلى الحكومة كلها [ردًا على مجموعة بوكو حرام] وهذا يشمل الناس، وقوات الأمن، وبطبيعة الحال، الحكومة.”
وأضاف “إنها مسألة صعبة، وصعبة هناك في ذلك الشمال الشرقي حيث تتواجد مجموعة بوكو حرام، ونحن جميعًا نعمل معًا من مختلف الاتجاهات للمساعدة في التحرك قدمًا ودعم النيجيريين في هذا الكفاح.”
استنادًا إلى تقارير الإرهاب في دول العالم للعام 2012 الصادرة عن وزارة الخارجية، فإن بوكو حرام هي منظمة عسكرية إسلامية معادية للغرب، مسؤولة عن عمليات القتل والتفجير والخطف وغيرها من الهجمات في نيجيريا، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى و تدمير واسع النطاق للممتلكات. واستنادًا إلى بعض المصادر، أسفرت هجمات هذه الجماعة عن مقتل ما يزيد عن 3 آلاف إنسان خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشار رودريغيز، خلال وصفه لنشاطات أفريكوم في جميع أنحاء القارة، إلى أن أفريكوم تضطلع بشكل كامل “مع الاتحاد الأفريقي، والمجالس الاقتصادية الإقليمية وجميع الدول الشريكة التي تساهم في عمليات حفظ السلام وذلك من خلال تقديم المشورة والدعم لها والمساعدة في بناء قدراتها وتقوية قدراتها الدفاعية.”
وقال المسؤولان إن الجهود الأميركية في دعم نشاطات مكافحة الإرهاب في أفريقيا تستند إلى الاعتراف المتبادل بأن الإرهاب في أي مكان هو تهديد للناس في كل مكان.
شارك رودريغيز وتوماس غرينفيلد في مؤتمر صحفي مباشر بُث عبر الإنترنت في 23 تشرين الأول/أكتوبر، مع صحفيين من دولة جنوب أفريقيا، والسنغال، وسيراليون، وإثيوبيا، وملاوي، وزامبيا، والنيجر، وتنزانيا، ونيجيريا.