×

امريكا تدعم “الامن النووي” العالمي

امريكا تدعم “الامن النووي” العالمي

بلقم بوني جنكينز

منذ مؤتمر قمة الأمن النووي الذي انعقد في العام 2010، تم الاعتراف بمراكز التميز باعتبارها جزءا هاما من بنية الأمان النووي العالمي. إذ إن مراكز التميز هي عبارة عن آلية لكفالة الأفراد، سواء كانوا مدراء مرافق أو موظفين في الشؤون التنظيمية، أو علماء، أو مهندسين أو فنيين، حيث يجري تدريبهم على عدد كبير من القضايا الهامة المتعلقة بالأمن النووي. ويتركز اهتمام هذه المراكز على أهمية العامل البشري بالنسبة للجهود العالمية المبذولة لتأمين المواد النووية.

وقد تم إبراز أهمية هذه المراكز في بيان قمة الأمن النووي وخطتها. وأبدى عدد من البلدان المشاركة في مؤتمرات القمة السابقة عزمه على إنشاء مركز للتميز أو مركز للتدريب. وقد فعل عدد قليل منها ذلك منذ ذلك الوقت، في حين أن مراكز أخرى لا تزال قيد الإنشاء. ونتيجة لزيادة الاهتمام بالتدريب، والعامل البشري في مجال الأمن النووي، فقد زاد عدد مراكز التميز ومراكز التدريب في جميع أنحاء العالم، كما ارتفع لديها الكادر العالمي من الأفراد المدربين في مجال الأمن النووي. ويمكن لهذه المراكز أن تشجع على إيجاد نهج للتدريب في مجال الأمن النووي ليس فقط على المستوى القومي بل وعلى المستوى الإقليمي.

لقد حظي تعزيز مراكز التميز ومراكز التدريب بدعم قوي من خلال ما يعرف بـ “سلال الهدايا” أو الالتزامات المشتركة من جانب مجموعة فرعية من المشاركين في القمة، التي تم التعهد بها خلال مؤتمري القمة الأخيرين. ففي قمة العام 2014، تولّت إيطاليا زمام المبادرة في تقديم سلة هدايا بعنوان، “التدريب في مجال الأمن النووي ودعم المراكز/مراكز التميز”. هذه المبادرة التي حظيت بدعم أكثر من 30 من المشاركين في القمة، تصف التقدم المحرز منذ مؤتمر القمة في العام 2012، ويعزز تطوير مراكز إضافية وتعميق التعاون من خلال شبكة “نسك” للتدريب في مجال الأمن النووي. وهذا العدد من المؤيدين لسلة الهدايا يمثل زيادة في عدد المشاركين حيث كان عدد الداعمين لسلة الهدايا في مؤتمر القمة في العام 2012 لا يتعدى 24 جهة.

وفي مسعى لتعزيز التنسيق بين عدد متزايد من مراكز التميز ومراكز التدريب، أنشأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام 2012 شبكة التدريب للأمن النووي ومركز دعم عرف اختصارا باسم شبكة نسك. وهذه الشبكة، التي تتألف حاليا من 108 أعضاء من 43 بلدا، تعمل على تشجيع التنسيق والتعاون، وأفضل الممارسات فيما بين المراكز القائمة والمراكز التي لا تزال قيد الإنشاء. وتركّز الشبكة المدعومة من شبكة التعليم في مجال الأمن النووي التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية على النهوض بالتعليم في مجال الأمن النووي في الجامعات. وهذه الشبكة لديها ما يزيد على 90 عضوا من 38 بلدا. وتعمل الشبكتان على تحقيق التنمية المستدامة للأفراد المتعلمين والمدربين في مجال الأمن النووي.

وخلال الاجتماع الذي عقدته على هامش اجتماعات نسك، أنشأت كل من الصين، وجمهورية كوريا، واليابان مؤخرا الشبكة الإقليمية لآسيا التي ترمي إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين مراكز التدريب الخاصة بهذه البلدان. والهدف من القيام بذلك هو تبادل المعلومات حول الدورات التدريبية، والممارسات الجيدة، ومشاركة الموارد. ومن خلال شبكة نسك، يمكن إنشاء المزيد من هذه المنظمات الفرعية الإقليمية. وكما لاحظ المشاركون في “شبكة آسيا”، فإن المنظمات الفرعية الإقليمية يمكن أن تساعد في تطوير الخبرات عبر مجموعة أوسع من المواضيع، وفي التعاون بكفاءة، وتحديد الثغرات، وتساعد على الفهم الأفضل لاحتياجات المراكز الأخرى في المنطقة، وتسهل الاستخدام الأمثل للموارد عن طريق تجنب ازدواجية الجهود.

وفي الوقت الذي نمضي فيه قدما، يمثل تعزيز البنيان العالمي للأمن النووي الهادف لاستدامة الجهود الهامة لمؤتمرات القمة أمرا حيويا. إن تعزيز استدامة الأمن النووي، وتعزيز ثقافة الأمان النووي المستمر يحتّمان على جميع الأفراد المعنيين بالمسائل النووية بشكل يومي إدراك وتقدير الأمن النووي، بما في ذلك عن طريق تعزيز أهميته بالنسبة للأقران والزملاء. وستظل مراكز التميز ومراكز التدريب، وتعزيز الخبرة في مجال الأمن النووي، جزءا أساسيا من هذا الجهد.

نُشرت هذه المدوّنة بقلم بوني جنكينز لأول مرة على موقع وزارة الخارجية كما تم نشرها أيضا على موقع مركز بيلفر لمسائل الأمن النووي التابع لجامعة هارفارد يوم 21 نيسان/أبريل. ومن الجدير بالذكر أن بوني جنكينز تعمل منسّقة لبرامج الحد من التهديدات في مكتب الأمن الدولي ومنع الانتشار النووي في وزارة الخارجية الأميركية.