×

بدء العام التاسع لاستكشاف امريكي في المريخ

بدء العام التاسع لاستكشاف امريكي في المريخ

دخل مسبار الاستكشاف “أبورتيونيتي” عامه التاسع على سطح المريخ في 25 كانون الثاني/يناير بمهمة جديدة بدأت مؤخرًا تتمخض بالفعل عن اكتشافات جديدة حول الكوكب الأحمر.
على مدى ثماني سنوات، قطعت المركبة التي يشبه حجمها حجم عربة لعبة الغولف مسافة 35 كيلومترًا تقريبًا عبر كوكب المريخ، لتفحص وتعاين التضاريس وتأخذ عينات من الصخور والأتربة السطحية. في آب/أغسطس 2011، وصلت المركبة إلى كوكبة إنديفور، والتي سميت بهذا الاسم من قبل المتعاملين مع مسبار “أبورتيونيتي” على الأرض في مختبر الدفع النفاث (JPL) في وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا). وهذا القليل مما تم اكتشافه يختلف عن أي شيء آخر قامت المركبة بمسحه واستكشافه حتى الآن، كما أنه يتيح للعلماء النظر إلى أقدم رواسب من التاريخ الجيولوجي لكوكب المريخ تم معاينتها حتى الآن. 
قال مدير برنامج المسبار جون كالاس، من مختبر الدفع النفاث في كاليفورنيا، “يبدو الأمر مثل بدء مهمة جديدة، ونحن نتلقى أخبارًا طيبة منذ اللحظة التي انطلقنا فيها.”
وقد كشف النتوء الصخري الأول الذي فحصه مسبار “أبورتيونيتي” في كوكبة إنديفور عن وجود نسبة عالية من الزنك، مما يشير إلى تأثيرات المياه. كما رصد مسبار “أبورتيونيتي” أيضًا وريدًا معدنيًا، وصنّفه على أنه كبريتات الكالسيوم المائية، والتي تعد “أوضح دليل اكتشفناه على وجود مياه سائلة على سطح المريخ خلال سنواتنا الثماني على هذا الكوكب”، على حد قول الباحث الرئيسي للمهمة، ستيف سكوايرز من جامعة كورنيل في نيويورك.
وكان مسبار “أبورتيونيتي” قد استقر على نتوء صخري في الفوهة، وظل قابعًا على منحدر مواجه للشمس بحيث تتلقى لوحاته الشمسية ما يكفي من الطاقة لمواصلة عملها خلال الشتاء على المريخ. ويجدر الذكر بأن طول السنة على كوكب المريخ يبلغ نحو ضعف مدة السنة على الأرض، ولذا سيبقى مسبار “أبورتيونيتي” في هذا الوضع حتى منتصف عام 2012. ويعتمد فريق مختبر الدفع النفاث على رياح الشتاء لكنس وإزاحة الغبار من على سطح لوحة الطاقة الشمسية، مما يسمح بإعادة شحن الطاقة بشكل تام. وعندما يتحقق ذلك، يعتزم الباحثون دفع مسبار “أبورتيونيتي” إلى موقع آخر حيث يمكن العثور على المعادن الطينية، وفقا لما تم رصده في وقت سابق.
وسوف يسمح موقع المراقبة الحالي والموضع الثابت للمركبة برصد طريقة عمل الرياح، وهي أكثر الظواهر نشاطًا على هذا الكوكب، لتغيير التضاريس. كما سوف يبعث مسبار “أبورتيونيتي” أيضًا بإشارات لاسلكية ثابتة، والتي سيتمكن من استخدامها علماء مختبر الدفع النفاث لقياس حركة دوران الكوكب. وقد تسمح هذه النتائج، بدورها، بالتوصل إلى بعض الاستدلالات حول المناطق الداخلية من المريخ.
كان مسبار “أبورتيونيتي” قد هبط على سطح المريخ في كانون الثاني/يناير عام 2004 في مهمة كان من المتوقع أن تستمر لمدة ثلاثة أشهر. وتوصلت المركبة إلى أدلة على وجود بيئة رطبة قديمة، فتحققت المهمة الأساسية وأهدافها الأولية الأخرى. ومنذ ذلك الحين قاد فريق مختبر الدفع النفاث المسبار لدراسة الحُفر الأكبر والأعمق، وتجمع لديه مزيد من الأدلة حول الفترات الرطبة والجافة في تاريخ كوكب المريخ.
وكان لمسبار “أبورتيونيتي” شريك في عام 2004، وهو مسبار متماثل يسمى “سبيريت”، هبط في منتصف الطريق حول الكوكب. ويُذكر أن مسبار “سبيريت” واصل العمل أيضًا أطول مما كان متوقعًا في البداية، لكنه توقف عن الاتصال في آذار/مارس 2010.