×

بروفايل: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فرع ايباك البحثي

بروفايل: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فرع ايباك البحثي

 واشنطن، (امريكا ان ارابيك) – كغيره من معاهد السياسات الداعمة لإسرائيل، يهدف “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” إلى رعاية روابط قوية بين كبار المسئولين العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك مع كبار المسئولين العسكريين في تركيا والأردن. 

أُنشئ “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” في عام 1985، ويصف المعهد نفسه بأنه “مؤسسة تعليمية عامة تكرس نفسها للبحث العلمي والنقاش المثير للمعرفة حول المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط”. ويقول المعهد إن “برنامجه الشامل من البحوث والحلقات الدراسية والمؤتمرات والمنشورات والرحلات الدراسية، يقدم لصانعي السياسات والدبلوماسيين والصحفيين تفكيرا متجددا وأفكارا جديدة من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبا”.

وللمعهد برنامج ممتد ومؤثر من المنتديات السياسية التي تجمع كبار المسئولين الحكوميين وكبار العسكريين مع خبراء المعهد.

 ومن بين منتدياته العديدة الخاصة بالسياسات “مؤتمر مؤسسي وينبرج” السنوي والذي يمتد أسبوعا، و”ندوة سوريف” السنوية، وهما مؤتمران رئيسيان كل عام، وما يقرب من أربعين منتدى للسياسات في واشنطن. وقد أصبحت منتديات السياسات هذه “الأرضية الرئيسية للقاء بين مسئولي الحكومة الأمريكية والحكومات الأجنبية، والدبلوماسيين، والصحفيين، والعلماء، الذين يشكلون جميعا سياسة الشرق الأوسط“.

ومثل “المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي” وغيره من معاهد السياسات الداعمة لاسرائيل، يهدف “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” إلى رعاية روابط قوية بين كبار المسئولين العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك مع كبار المسئولين العسكريين في تركيا والأردن.

 فبحسب “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” ذاته فإن برنامجه “الإبداعي للعسكريين يسمح للمسئولين بتبادل الخبرات، وتطوير العلاقات، والعمل في مشروعات تكميلية”. وبالإضافة إلى ذلك فإن “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” يمتلك ميزة نادرة –  مثل جامعة “هارفارد” ومؤسسة “راند” ووزارة الإعلام –  لكونه مشاركا في “برنامج أفراد قوات الدفاع الجوي الأمريكية”.

ويرتبط “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” بقوة بـ”مركز جافي للدراسات الإستراتيجية” في جامعة تل أبيب من خلال فريق عمله المتشابك. وقد رأس المركز لفترة طويلة الجنرال “أهارون ياريف” الوزير السابق في الحكومة الاسرائيلية  ورئيس الاستخبارات، والذي توفي عام 1994. أما التمويل من أجل إنشاء المركز فقد “تم تقديمه أساسا من أفراد الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة، الذين أثبتوا أنهم مدركون ويشعرون بحساسية الحاجة لوجود مثل هذا المعهد في إسرائيل”.

 ويقوم المركز بعمل أبحاث خاصة “بأمور مرتبطة بالأمن القومي لإسرائيل”، ويهدف إلى المساهمة في النقاش العام ومشاورات الحكومة للموضوعات التي – أو التي ينبغي أن تكون –  على قمة الأجندة الخاصة بالأمن القومي لإسرائيل”.

ومن بين أعضاء ومديري “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” نجد: “روبرت ساتلوف” المدير الإداري، و”باتريك كلاوسون” وكيل المدير، و”دينيس روس” كمستشار والذي عمل كمبعوث الادارة للشرق الاوسط في فترة ولاية الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، كما أنه لـ”زيجلر”، و”مارك باريس” مدير “برنامج الأبحاث التركي”.

 ومن كبار الشخصيات في المعهد: “مايكل إيسينستادت”، و”ماثيو ليفيت”، و”ديفيد ماكوسكي”، ومن الأساتذة المشاركين “ماكس أبراهامز”، و”سيمون هندرسون”، و”زئيف شيف” “وجيفري وايت”، و”إيهود ياآر”، “جوناثان شانزر” المرتبط بندوة “سوريف”، ومن الأساتذة المساعدين “هيرش جودمان” و”جوشوا مورافشيك”، و”دانيال بايبس”، و”مايكل روبين”، و”هارفي سيشرمان” (من “معهد أبحاث السياسة الخارجية”)، و”رايموند تانر”، والأستاذ الزائر “مارتن كرامر”.

ويشمل مجلس مستشاري “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” كلا من: “وارين كريستوفر” و”لورانس س. إيجلبرجر”، و”ألكسندر هيج”، و”ماكس م. كامبلمان”، و”جين كيركباتريك”، و”صمويل و. لويس، و”إدوارد لوتواك”، و”مايكل ماندلبوم”، و”روبرت ماكفارلين”، و”مارتن بيريتز”، و”ريتشارد بيرل”، و”جيمس روتش”، و”جورج ب. شولتز”، و”بول وولفيتز”، و”ر جيمس وولزي”، و”مورتيمر زوكرمان”.

وقد استقال “وولفيتز” و”روتش” من مجلس المستشارين عند التحاقهم بإدارة بوش في 2001، ومع هذا فلا زال “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” يضع أسماءهم في قائمته بفخر.

ويفخر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” بحضوره الممتد في وسائل الإعلام، وهو إنجاز ساعد عليه إلى حد ما القدرة على الوصول إلى وسائل الإعلام من خلال وجود اثنين من مديري مجلتين من مجلات الأخبار الأسبوعية في مجلس المستشارين، وهما “زوكرمان” من “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت”، و”بيريتز” من “نيو ريببلك”. والمفارقة ان كثير من المحطات العربية مثل الجزيرة وقناة العربية السعودية غالبا ما تستعين بباحثين من المعهد في تحليلاتهم.

ومن بين المنشورات الداخلية لـ”معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” نشرة “بوليسي ووتش” و”نشرة “بيس ووتش”، وقد كانت النشرتان من المدافعين بشدة عن الجدار الذي تقوم إسرائيل بإنشائه بطول حدودها وداخل الأراضي المحتلة.

 ومن أحدث الموضوعات التي احتوت عليها نشرة “بوليسي فوكَس” التي ينشرها المعهد تقرير بعنوان “جدار الضفة الغربية: عنصر حيوي في إستراتيجية إسرائيل الدفاعية”، وقد كتب التقرير “ماج جين دورون ألموج” من قوات الدفاع الإسرائيلية.

الأصول والتأثير

تم تأسيس “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” في عام 1985 على يد “مارتن إنديك” والذي كان سابقا مديرا للبحوث في “لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية” (إيباك)، كبرى جماعات الضغط والسياسة الاسرائيلية.

وبينما كانت تركز “إيباك” على كسب تأييد الكونجرس الأمريكي، تأسس “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” كمؤسسة تفكير تقوم في المقام الأول بالتفاعل مع الجوانب التنفيذية من أجل تثبيت السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والشرق الأوسط. وعلى العكس من الشخصية الحزبية الواضحة للإيباك فقد أعطى “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” لنفسه صورة مؤسسة تفكير موضوعية، على الأقل حتى فترة إدارة بوش الابن وهو ما جعل حتى الكثيرمن العرب يقبل لفاكارهم وابحاثهم على انها حيادية وادلت شخصيات سياسية عربية بارزة باحدايث وكلمات داخل المعهد.

وفي فترة إدارتي بوش وكلينتون كان المعهد بالفعل أكثر مؤسسات التفكير تأثيرا على سياسة الشرق الأوسط. فقد ساعد تقرير المعهد عام 1998 “البناء من أجل السلام: إستراتيجية أمريكية في الشرق الأوسط” على تشكيل سياسة إدارة الرئيس بوش الأولى نحو الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني. وقد أيد التقرير فكرة أن تقوم الإدارة التالية “بمقاومة الضغوط التي تحاول إحداث تقدم إجرائي، حتى تصبح الظروف مواتية”.

 وفي “تقرير الشرق الأوسط” أكد “جول بينين” البروفيسور بجامعة “ستانفورد” أن “ستة أعضاء من المجموعة التي قامت بالدراسة والمسئولة عن التقرير، التحقت بإدارة الرئيس بوش، والذي تبنّى هذه الصيغة للأزمة، وهي ألا يتم تغيير حتى يصبح التغيير أمرا لا يمكن تجنبه.

 ومن هنا فإن الولايات المتحدة أيدت الرفض الإسرائيلي للتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية رغم اعتراف الأخيرة بإسرائيل في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر 1988.

وقد استأنف “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” سياسته التي اتبعها عام 1988 في تقرير “الشراكة الدائمة” عام 1992، والذي أوصى بسياسة الاحتواء المزدوج لعزل إيران والعراق. وقد التحق أحد عشر شخصا من الموقعين على تقرير 1992 بإدارة الرئيس كلينتون، والتي تبنّت إطار الاحتواء المزدوج. أما “مارتن إنديك”، والذي كان في الإيباك ثم في “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، فقد التحق بالإدارة كمساعد خاص للرئيس ومدير شئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الأمن القومي ثم سفيرا لامريكا في اسرائيل.

ومع بداية إدارة الرئيس بوش الابن الثانية ضعف تأثير “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” مع قيام المحافظين الجدد في “معهد العمل الأمريكي” و”مشروع القرن الأمريكي الجديد” بالدفع في اتجاه خروج كامل عن أطر السياسة السابقة تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي والشرق الأوسط.

 كما صار لـ”معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” أيضا العديد من قيادات المحافظين الجدد في مجلس مستشاريه، من بينهم “ريتشارد بيرل” و”بول وولفيتز”. وقد تحرك المعهد في السنوات الأربع الأخيرة في اتجاه اليمين ونحو المواقف المتشددة لذوي النزعة العسكرية في حزب الليكود. ومن بين من يحتلون منزلة داخل المعهد اليمينيون ذوو التوجهات الصهيونية من أمثال “مايكل روبين” و”مارتن كرامر” و”دانيال بايبس” و”جوشوا مورافشيك”، إضافة إلى وجه جديد آخر في المعهد وهو “جوناثان شانزير” والذي كان سابقا أحد المهتمين بالبحوث في “منتدى الشرق الأوسط” التابع لـ”دانيال بايبس” الصهيوني المخضرم الذي يتهمه مسلموا امريكا بمعاداة الاسلام والتحريض عليهم.

وفي ربيع عام 2002 قام “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” برعاية مجموعة من 52 عضوا من الخبراء وأعضاء الكونجرس الذي أعلنوا أن “الظروف ليست مواتية لجهود على مستوى عال من أجل البدء مجددا في مفاوضات السلام، وأن أكثر المهام ضرورة هو منع اندلاع حرب في المنطقة مع محاربة الإرهاب وانتشار الأسلحة”.

 ويعلق “جول بينين” على هذا قائلا إن هذه السياسة “تسمح لإسرائيل أن تؤكد على تميزها العسكري الساحق، وأن تستمر في خلق حقائق على الأرض، وبخاصة المستوطنات، وهو ما سيجعل تحقيق السلام أشد صعوبة في المستقبل”.

وقد رفض “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” فيما بعد “خريطة الطريق” التي قدمتها إدارة بوش من أجل المفاوضات الإسرائيلية–الفلسطينية. واستجابة لهؤلاء المعارضين لأي مفاوضات مع الفلسطينيين قام “روبرت ساتلوف” المدير الإداري للمعهد برفض الخطة باعتبارها “زائفة”، إذ إنها مبنية على تواز شائن بين السلوك الإسرائيلي والفلسطيني”.

وبحسب “تشارلز كروثهمر” كاتب العمود والناقد المحافظ فإن “معهد واشنطن أصبح هو المعهد رقم واحد في واشنطن من ناحية المعلومات والتحليلات التي يقدمها عن الشرق الأوسط“.

والتحول الذي قام به “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” نحو اليمين لا يعكس فقط سيطرة المتشددين في واشنطن، لكنه يعكس أيضا الطريقة التي تحول بها الخطاب العام في إسرائيل نحو اليمين منذ الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وانتخاب “أرييل شارون” ومن بعده ايهود اولمرت.

التمويل

لا يقدم المعهد أي معلومات عن مصادر تمويله على موقعه على الإنترنت. وطبقا لآخر البحوث التي قدمها “MediaTransparency.org” فقد تلقى المعهد 574 ألف دولار من مؤسستين تابعتين لليمين في الفترة من 1991 وحتى عام 2000، وهما: “سميث ريتشاردسون فونديشن” و”ليند آند هاري برادلي فونديشن”. (5)

ومن المنظمات المرتبطة بهذا المعهد

معهد أبحاث السياسة الخارجية، والمعهد اليهودي لشئون الأمن القومي، ومنتدى الشرق الأوسط وكذلك مشروع القرن الأمريكي الجديد.

Website: www.washingtoninstitute.org

 

المصادر

 

(1) حول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى

www.washingtoninstitute.org/about.htm

(2) حول مركز جافي للدراسات الإستراتيجية

www.tau.ac.il/jcss/about.html

(3) العاملون والمستشارون (معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى)

www.washingtoninstitute.org/staff/index.htm

(4) جول بينين “الصقور المؤيدون لإسرائيل، وحرب الخليج الثانية” (ميدل إيست ريبورت أون لاين)

www.merip.org/mero/mero040603.html

(5) معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، MediaTransparency.org

http://www.mediatransparency.org/search_results/info_on_any_recipient.php?recipientID=784

(6) روبرت ساتلوف: “داخل خريطة طريق متصدّعة: الحقيقة أو العواقب في عملية السلام”- “بيس ووتش” رقم 414 فبراير 2003.

“معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” رايت ويب بروفايل (سيلفر سيتي، ن.م.: “Interhemispheric Resource Center” سبتمبر 2004).