×

تصاعد اعداد الجوعى في اليمن

تصاعد اعداد الجوعى في اليمن

قالت نائبة مساعد مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لشؤون الديمقراطية والنزاعات والمساعدات الإنسانية، كريستا كابوزولا، في مؤتمر صحفي عقدته عبر الهاتف يوم 21 أيار/ مايو الجاري، إن النزاعات السياسية الدائرة في اليمن قد فاقمت الأوضاع الإنسانية الخطيرة والأحوال الأمنية والغذائية الحرجة هناك وزادتها سوأ. وأوضحت أن هناك عشرة ملايين من المواطنين اليمنيين، أو ما يزيد عن 40 بالمئة من السكان، لا تتوفر لهم إمكانية يعتمد عليها للحصول على المواد الغذائية. ويشمل هذا الرقم مليون طفل دون سن الخامسة يعانون، كما قالت، من حاله حادة من سوء التغذية.

وأشارت كابوزولا إلى أن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتهجير الواسع النطاق، والبطالة قد ساهمت جميعها إلى حد كبير في رفع مستويات سوء التغذية عبر البلاد خلال السنتين السابقتين. وكما تعرفون فإن هذا الوضع قد يزيد من خطر انتشار الأمراض والإصابة بحالات الإعاقة البدنية والعقلية الدائمة.”

وأعلنت كابوزولا أنه “في مواجهة هذا الوضع الذي يزداد سوءاً، تركز الولايات المتحدة على تقديم مساعدات إنسانية منقذة لحياة الناس الذين هم بأمس الحاجة إليها في اليمن. والأهم من ذلك، فإننا نعالج الاحتياجات بطريقة تساعد على بناء قدرة الصمود والاستقرار”.

قدمت حكومة أوباما منذ تشرين الأول /أكتوبر 2011 مساعدات إنسانية تتجاوز قيمتها 73 مليون دولار بما في ذلك تقديم مساعدات غذائية طارئة قدرها 47 مليون دولار.

وشملت هذه المساعدات تقديم 37 ألف طن متري من القمح والمواد الغذائية الأخرى، وتوزيع بطاقات تموين بقيمة 11 مليون دولار يمكن استعمالها في الأسواق المحلية، وتنفيذ برامج تكميلية غذائية، وإنشاء عيادات طبية نقالة وتأمين الإمدادات الطارئة لها، وتنفيذ برامج توفير المياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة الشخصية، وبرامج لتأمين سبل العيش من أجل مساعدة الناس على كسب المال.

وأكدت كابوزولا “أن شيئاً بسيطاً، مثل تأمين وظيفة مؤقتة للمساعدة في إعادة بناء شبكات المياه أو المساعدة في المحافظة على الممتلكات كالمواشي، يمكن أن يدر أموالا كافية للعائلة لمساعدتها على اجتياز الأوقات العصيبة. وتستطيع برامج سبل العيش هذه أن تساعد أيضاً في بناء الممتلكات والأصول داخل المجتمع الأهلي على المدى الطويل وتأمين الاستقرار الاقتصادي. وعليه فإننا نعمل على مساعدة العائلات لاجتياز هذه الأزمة كما لزيادة قدرة الصمود على المدى الطويل.

وذكرت كيلي تي. كليمنس، نائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة أن هناك 780 ألف لاجئ وغيرهم من ضحايا النزاعات والنازحين في اليمن معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي. يشمل هذا العدد ما يزيد عن 500 ألف نازح يمني و 215 ألف لاجئ من منطقة القرن الأفريقي، ولا سيما من الصومال.

ولفتت كليمنتس إلى حصول زيادة كبيرة في عدد النازحين خلال السنة المنصرمة. وشهدت البلاد في عام 2011 تدفقاً كبير ا في عدد النازحين من القرن الإفريقي بلغ أكثر من 100 ألف نازح كما وصل 43 ألف آخرون حتى الآن خلال عام 2012 بالمقارنة مع 30 ألف وصلوا خلال نفس الفترة من عام 2011.

وتابعت كليمنتس تقول “إن الاحتياجات الإنسانية تتضاعف مع استمرار المعارك”. ونحن نتوقع أن يؤدي القتال الكثيف في محافظة أبين إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وحصول نزوح كبير للسكان في المنطقة. وترصد وكالات الإغاثة الوضع عن كثب وتعد خطة طوارئ لتلبية الاحتياجات الإنسانية المحتملة.”

وأعلنت أن الولايات المتحدة تتبع أسلوباً شمولياً لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن، يركز على تقوية المنظمات الوطنية، والمؤسسات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني.

وأكدت “أنه مع التقدم الحاصل في العملية الانتقالية في اليمن، سوف نستمر في معالجة احتياجات الشعب اليمني من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية، ودعم حقوق الإنسان والإصلاح السياسي ونظام الحكم، وتقديم المساعدات الأمنية لمكافحة التهديدات التي يشكلها التطرف العنيف”.

واعتبرت كليمنتس أن الحكومة اليمنية لن تتمكن بمفردها من معالجة الأزمة الإنسانية، وخاصة على المدى القصير، وسوف تحتاج إلى دعم من المجتمع الدولي بالإضافة إلى ما تقدمه الولايات المتحدة. واستطردت تقول إن مجموعة أصدقاء اليمن في المجتمع الدولي سوف تجتمع في الرياض يوم 23 أيار/مايو من أجل تشجيع الحكومة على “الدخول في حوار جدي مع جميع الأطراف المعنية لحل مشاكلهم العالقة”. وسوف نحاول أيضاً تنسيق المساعدات المقدمة من المانحين الدوليين لدعم عملية الانتقال السياسي في البلاد.

وخلصت المسؤولة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كاموزولا إلى القول إن الولايات المتحدة “تتوقع حصول بعض النقاش حول الاحتياجات الإنسانية المتنامية ضمن السياق الأوسع للعملية الانتقالية السياسية والاقتصادية والتحديات الكامنة في ذلك وبأننا نريد أن نستمر في تشجيع تقديم دعم دولي أكبر حجماً لتلبية هذه الاحتياجات.”