×

تصريحات الوزير كيري ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول سوريا وإيران (مقتطفات)

تصريحات الوزير كيري ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول سوريا وإيران (مقتطفات)

تصريحات الوزير كيري ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول سوريا وإيران (مقتطفات)


وزارة الخارجية الأميركية

مكتب المتحدث الرسمي

4 تشرين الثاني/نوفمبر 2013

تصريحات

وزير الخارجية جون كيري

ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل

4 تشرين الثاني/نوفمبر 2013

قاعدة الرياض الجوية

الرياض، المملكة العربية السعودية

وزير الخارجية كيري: صاحب السمو الملكي، شكرًا جزيلاً لك. (غير مسموع). يُشرفني جدًا أن أكون هنا وإنني ممتن جدًا لكم ولجلالة الملك على وجه الخصوص لترحيبه الكريم والحار جدًا، ولكن أيضًا وبنفس الأهمية، للمناقشات الصريحة والودية للغاية التي أجريناها بشأن قضايا ذات أهمية قصوى لبلدينا، وللمنطقة، وحتى للعالم كله. إنه لامتياز لي أن أكون هنا مرة أخرى في المملكة العربية السعودية، وخاصة أن أكون مع صديقي الكبير الأمير سعود الفيصل. لقد توصلنا إلى معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل وأفضل، وأمضينا الكثير من الوقت في التحدث خلال هذه الأسابيع الأخيرة، وأنا معجب دائمًا بحكمه وحكمته حول المنطقة والمشورة الجيدة التي يتبادلها معي ومع الرئيس أوباما.

إن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تمثل أشياء كثيرة، وأنا ممتن بشكل خاص للتعليقات التي أدلى بها للتو صاحب السمو الملكي حول بعض تكهنات وسائل الإعلام مقابل واقع الصداقة التي تجمعنا. إن علاقتنا هي علاقة استراتيجية، ودائمة، وتغطي مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية. وأود أن أُذكّر الجميع ببيان الرئيس أوباما في الأمم المتحدة، حيث قال إنه سيستخدم كل عناصر القوة الأميركية، بما في ذلك القوة العسكرية، لتأمين المصالح الأساسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال إن الولايات المتحدة ستتصدى للعدوان الخارجي ضد شركائنا، كما فعلنا بالنسبة للكويت في حرب الخليج. سنعمل على ضمان التدفق الحر للطاقة من هذه المنطقة إلى العالم. سوف نفكك الشبكات الإرهابية التي تهدد شعبنا. لن نتسامح إزاء تطوير أو استخدام أسلحة الدمار الشامل. هذه هي المصالح الأساسية للولايات المتحدة، ونحن نتشاطر هذه المصالح مع المملكة العربية السعودية، وعازمون على العمل حول ذلك مع المملكة العربية السعودية.

كما نسعى معًا، فالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بينهما علاقة عميقة مذهلة. إنها تتعدى كثيرًا بلدًا واحدًا أو بلدين وتتجاوز جهدًا واحدًا أو جهدين. إننا نقوم بعمل مشترك في التخطيط العسكري، وفي تعزيز إمدادات الطاقة المتجددة، وفي استقرار وأمن الطاقة، وفي مكافحة الإرهاب، وفي حماية البنية التحتية الحاسمة، وفي مجالات التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا، وفي تعزيز الرعاية الصحية وتوجيه الاهتمام الطبي نحو كيفية التعامل مع الأوبئة ومعالجتها، وفي الزراعة والأمن الغذائي، وفي التعليم وبرامج تبادل الطلاب. إن هذه العلاقة العميقة التي مضى عليها حتى الآن أكثر من 70 عامًا ستستمر في المستقبل.

لقد أثبتت المملكة العربية السعودية مرة تلو الأخرى أنها شريك لا غنى عنه، ولكنها، وبشكل واضح، شريك لديه آراء مستقلة ومهمة خاصة به، ونحن نحترم ذلك. ونتطلع قُدمًا إلى مواصلة هذا التعاون لتعزيز أمننا المتبادل وازدهارنا المشترك.

واليوم، بالإضافة إلى جدول أعمالنا الثنائية، فقد ناقشنا، صاحب السمو الملكي وأنا، عددًا من هذه الهواجس الإقليمية، ولقد سمعتُ للتو وجهات نظر جلالة الملك عبد الله الذي كان واضحًا جدًا لي حول أهمية العديد من هذه القضايا- سوريا، ومصر، وإيران، واليمن، ولبنان، وعملية السلام في الشرق الأوسط.

أولاً، حول سوريا، تقدر الولايات المتحدة قيادة المملكة العربية السعودية التي تدعم ائتلاف المعارضة السورية والتزامها القوي بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة، التي، كما قلنا دائمًا، ليس لها بالفعل سوى حل واحد فقط، وهو الحل السياسي المتفاوض حوله. وفي تقديرنا، فإن هذه الأزمة لن تنتهي من خلال القوة العسكرية. ونعتقد أن التسوية السياسية المتفاوض حولها على النحو المنصوص عليه في بيان جنيف، هي أفضل وسيلة لوضع حد لسفك الدماء، والاستجابة للأزمة الإنسانية في سوريا، ولمواجهة المجموعات العنيفة المتطرفة، التي يتفق كلانا على أن تهديدها لنا جميعًا يتنامى وينبغي أن يتوقف، وكذلك الاعتراف بالتحدي الكامل للكارثة الإنسانية التي نراها جميعًا. ونعتقد سوية أنه ينبغي تجنب المزيد من زعزعة الاستقرار. هذا هو السبب لضرورة أن نعقد مؤتمر جنيف 2 في أقرب وقت ممكن كي يتمكن ممثلو الشعب السوري من العمل للانتقال إلى سوريا الجديدة.

كما نعتقد بقوة أيضًا أنه ينبغي علينا مواصلة التشاور مع المملكة العربية السعودية وكذلك مع قيادة الائتلاف السوري وشركائنا الدوليين، بما في ذلك الممثل الخاص، الإبراهيمي، والحكومة الروسية من أجل الإعداد لعقد مؤتمر جنيف. ولكنني سأوضح: سنستمر في دعم المعارضة في هذه الأثناء، ولن نقف مكتوفي الأيدي بينما يستمر الأسد في استخدام أسلحة لا تتناسب أبدًا مع تلك التي بحوزة المعارضة من أجل قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال.

إننا نقدر بيان جامعة الدول العربية القوي الصادر في الليلة الماضية، الذي يشجع ائتلاف المعارضة السورية على الذهاب إلى جنيف للتفاوض. وأود أن أشدد على الأهمية التي نشعر بها نحن وجميع شركائنا الإقليميين إزاء استمرارنا في التنسيق الوثيق جدًا بشأن أهدافنا المشتركة في سوريا. لا يوجد اختلاف حول هدفنا المشترك والمتفق عليه بشأن سوريا. وكما قلتُ مرارًا في وقت سابق، لقد فقد الأسد كل شرعيته وينبغي عليه أن يرحل. يجب أن يكون هناك هيئة حكم انتقالية جديدة في سوريا من أجل السماح بإمكانية تحقيق السلام ووضع حد لمعاناة الناس، ولا نعتقد أن هناك طريقة أخرى، ولا نرى كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب أو تلك المعاناة طالما بقي الأسد هناك.

جئتُ إلى الرياض من القاهرة. وقد اجتمعت يوم أمس مع قادة الحكومة المؤقتة في مصر، والأكثر أهمية من ذلك أنني اجتمعت أيضًا مع قادة آخرين من المجتمع المدني. إن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم مصر خلال عملية انتقالها الديمقراطية. ونحن نشجع التقدم الموثوق لخارطة الطريق السياسية في مصر والجهود المبذولة لمعالجة التطلعات السياسية للشعب المصري التي تصبو إلى تهيئة الظروف من أجل اقتصاد أقوى وأكثر ازدهارًا في مصر. إن الشعب المصري بحاجة ماسة إلى تحول اقتصادي، واتفقنا على العمل بأقصى ما بوسعنا مع أصدقائنا في المملكة العربية السعودية وآخرين للمساعدة في تحقيق هذا التحوّل الاقتصادي بحيث يحدث فرقًا في نوعية الحياة، ونأمل أن يتحقق ذلك بسرعة لشعب مصر. إننا نريد أن نرى مصر تتابع عملية الانتقال إلى حكومة مدنية مستقرة وشاملة وديمقراطية تحترم وتحمي حقوق وحريات جميع المصريين.

وفي ما يتعلق باليمن، ناقشنا أهمية عقد الحوار الوطني الآن، وتحريك عجلة عملية صياغة الدستور بحيث يصبح من الممكن معالجة القضايا الإقليمية. وبالنسبة للبنان، ناقشنا أيضًا أهمية دعمنا القوي للمعتدلين المسؤولين الذين يواصلون العمل من أجل تشكيل حكومة من دون قيام حزب الله بممارسة الترهيب، ونعتقد أنه من المهم عدم السماح لحزب الله بتحديد هذا المستقبل.

وبالإضافة إلى ذلك، تحدثنا حول العراق وارتفاع وتيرة العنف فيه، والضرورة المطلقة لرئيس الوزراء المالكي، الذي اجتمعنا به في واشنطن، بأن يمد يده لجميع الناس في العراق والمساعدة على انهاء العنف الطائفي وتوفير الفرص لجميع العراقيين.

وأخيرًا، حول إيران، اسمحوا لي أن أكرر الموقف الذي أوضحه الرئيس أوباما مرات عديدة: إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. ولم تتغير هذه السياسة. لقد صرح الرئيس أوباما مرارًا وتكرارًا أن تفضيلنا هو حل هذا التحدي بشكل سلمي، من خلال الدبلوماسية، ونحن ملتزمون بإعطاء الدبلوماسية فرصة حقيقية لتحقيق النجاح. وخلال وجود هذه النافذة مفتوحة، وخلال اختبارنا ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة هواجس المجتمع الدولي، لا يزال هناك عبء يقع مباشرة على إيران كي تثبت من خلال أعمال موثوقة ويمكن التحقق منها بأن برنامجها النووي هو بالفعل برنامج سلمي، وسلمي فقط.

نقول بوضوح: إن الكلمات لن تفي بذلك. إن الأفعال فقط هي التي ستعالج هواجسنا. ونعتقد أن عدم التوصل إلى صفقة هو أفضل من عقد صفقة سيئة. وذلك لن يتغير. وأريد أن أشدد على أن الرئيس أوباما لم يسحب أي خيار من على الطاولة في هذه العملية، لكننا نسعى لاختبار حقيقة احتمال وجود حل دبلوماسي.

ومرة أخرى، أعتقد أننا نتفق بشكل وثيق بشأن القضايا الأكثر أهمية بالنسبة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في هذه المنطقة وغيرها. وأعتقد أن لدينا القدرة على التعاون معًا، كما فعلنا لسنوات عديدة. وإذا كنا قد نختلف مرة أو مرتين حول أسلوب أو وسيلة هنا أو هناك، إلا أن الروابط مع أصدقائنا هي أقوى بكثير من أي خلافات في تلك اللحظة من الزمن.

إنني أود أن أشكر جلالة الملك عبد الله لتخصيصه هذا القدر الكبير من الوقت لهذا النقاش اليوم، ولقوة ونوعية المحادثات التي أجريناها. وسوف أبلغ الرئيس أوباما بأنه يستطيع الاعتماد على حقيقة أن لديه صديقًا قويًا وداعمًا وصريحًا في الملك عبد الله، وإننا، كبلدين، لدينا القدرة على إنجاز الكثير سوية خلال الأيام القادمة، ونتطلع قدمًا إلى مواصلة العمل بطريقة تعاونية.

وأخيرًا، أعبّر عن امتناني العميق لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل لصداقته المتواصلة ولضيافته الرائعة. وشكرًا لكم.

السيدة ساكي: السؤال الأول من مايكل غوردن من صحيفة نيويورك تايمز.

سؤال: لدي سؤال لوزير الخارجية وللوزير كيري. لوزير الخارجية: يوم أمس في القاهرة، سلّم الوزير كيري، كما فعل اليوم، بوجود اختلافات تكتيكية، على حد تعبيره، بين حكومة الرئيس أوباما والمملكة العربية السعودية بشأن كيفية انهاء الحرب في سوريا، وقيام حكومة انتقالية بدون بشار الأسد، وحول كيفية التفاوض مع إيران، وكيفية التجاوب مع الأحداث في مصر على النحو الأفضل.

سيّدي، كيف تشرحون– بما أنك تعتقد أن وسائل الإعلام بالغت بشأن هذه القضايا- كيف تشرح لنا طبيعة هذه الاختلافات حول سوريا وإيران ومصر؟ وما هو مدى التقدم، إن وجد، وما الذي قمتم به لحل هذه الخلافات اليوم؟

وإلى الوزير كيري: يوم أمس في القاهرة، ذكرت أن الولايات المتحدة منخرطة بعمق في عملية السلام في الشرق الأوسط. وهناك تقارير في الصحافة الإسرائيلية والفلسطينية تقول إن الولايات المتحدة قد أبلغت الجانبين أنه إذا لم يتم إحراز تقدم خلال الشهرين المقبلين، فهي ستقدم خطتها الخاصة في كانون الثاني/يناير حول كيفية التعامل مع القضايا الجوهرية. هل حكومة الرئيس أوباما مستعدة لتقديم خطتها الخاصة لدفع المحادثات قُدمًا في حال لم يتم إحراز أي تقدم؟ ومتى ستفعلون ذلك؟ وبما أنك ذكرت أن العنف في سوريا أمر غير مقبول- وبشكل واضح، لم توقف اتفاقية إطار العمل ولا مبادرة الأسلحة الكيميائية ذلك- ما هي الخطوات المحددة التي تقترحها الآن لإنهاء العنف والحد منه هناك ما بعد مؤتمر السلام؟

شكرًا لك.

وزير الخارجية سعود: أود أن أجيب بأن هذه الاختلافات هي من نوعين مختلفين- اختلافات حول الهدف واختلاف في التكتيك. بعض هذه الاختلافات هي حول الهدف، وعددها قليل جدًا. ومعظم الاختلافات هي تكتيكية. حول سوريا، على سبيل المثال، كلانا متفقان على أن مؤتمر جنيف 2 لديه غرض وحيد هو تنفيذ جنيف 1. هذا اتفاق واضح حول الهدف. كلانا متفقان على أن بشار الأسد ليس لديه دور ليلعبه. وهذا هو قرار رئيسي. نحن متفقان على أن ممثل الشعب السوري هو الائتلاف. وهذا هدف واضح.

والآن، كانت لدينا اختلافات حول التكتيك ولكنها اختلافات لا تتعدى طبيعتها تلك، وهي اختلافات تكتيكية. تعتقد الولايات المتحدة أنه من الأفضل أن نفعل ذلك من خلال تقوية الائتلاف والعمل على إنجاحه في سوريا. وبالتالي فإن الاختلافات التي ذكرتها هي في معظمها اختلافات تكتيكية، وأود أن أقول إنه ليس لدينا أي اختلافات حول الهدف.

بالنسبة لإيران، كلانا نريد منطقة خالية من الأسلحة النووية. في منطقة الشرق الأوسط، وللأسف، كلما جرى إدخال سلاح إليها، يتم استخدامه، وهذا هو الخطر الذي ترزح المنطقة تحته. لذلك نحن متفقان على أنه إذا كان بمقدورنا أن نبقي هذه المنطقة، المهمة جدًا للاقتصاد العالمي، خالية من الأسلحة النووية، سيكون ذلك جيدًا. إننا نقبل تأكيدات الوزير بأنهم لن يسمحوا بتطوير أسلحة- أسلحة نووية في إيران.

وزير الخارجية كيري: مايكل، فيما يتعلق بمسألة الشائعات أو التكهنات الواردة في هذا المقال، دعني أبدد بشكل قاطع أي فكرة تقول إن هناك أي شيء غير المسار الذي تنخرط به رسميًا إسرائيل والفلسطينيون. والخطة الوحيدة التي لدينا في هذا الوقت هي متابعة تلك المناقشات ومسار النقاش الذي تحدثنا دائمًا عنه، وهو المسار الذي يجمع القادة، وهو المناقشات بين الرئيس أوباما وبيني وبين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس. لذلك فهو غير صحيح على الإطلاق. ليس هناك خطة أخرى في هذا الوقت.

أما في ما يتعلق بالعنف في سوريا، نعتقد أنه كلما أسرعنا في الوصول إلى جنيف وإشراك المجتمع الدولي في إمكانيات السلام، كلما سرّعنا محاولة جمع الدول حول هدف مشترك لتنفيذ جنيف 1. لقد حدد بيان جنيف 1 شرط قيام حكومة انتقالية مع سلطة تنفيذية كاملة من خلال التوافق المتبادل بين الطرفين.

وهذا يعني في الواقع أن الطرفين لديهما الحق في النقض، الأمر الذي يعقد الأمور. وهذا يعني أنه يتعين على الطرفين إيجاد أشخاص يحوزون على احترام الجميع والذين سيحمون حقوق السوريين خلال عملية انتقالهم لإجراء انتخابات لاختيار قادتهم في المستقبل. وهذه هي الطريقة الأكثر فعالية لإنهاء أعمال العنف بأسرع ما يمكن. وفي غياب أي حل متفاوض حوله، لا نرى أن هناك الكثير من الطرق لوضع حد لهذا العنف، وبالتأكيد، التي تكون قابلة للتنفيذ أو مرغوبة من جانبنا لأنه ليس لدينا السلطة القانونية أو المبرر أو الرغبة في هذا الوقت لزج أنفسنا في حرب أهلية. وأعتقد أن هذا كان واضحًا جدًا.

لذلك أملنا هو أن نتمكن من جمع الأطراف معًا. لن يكون هذا أول نزاع معقد للغاية يتم فيه جمع كيانات منفعلة جدًا، ومنفصلة جدًا من قبل المجتمع الدولي وتجد في نهاية المطاف وسيلة للمضي قدمًا. ومن الواضح أن دول البلقان – وكوسوفو تشكل مثالاً على ذلك. كذلك صربيا، واتفاقيات دايتون. هناك أمثلة أخرى عبر التاريخ، وهذه هي الغاية من تأسيس المنظمات الدولية المتعددة الأطراف. وأشاطر وزير الخارجية سعود الفيصل والإحباط الذي تشعر به المملكة العربية السعودية في بعض الأحيان بسبب الجهود لإحراج هيئة مثل مجلس الأمن الدولي، المفترض أن يكون غير أيديولوجي ومنفصل عن السياسة العالمية ويحث على إيجاد حلول لهذه الأمور، خلال السنوات القليلة الماضية من قبل أكثر- من خلال نوع من الاستقطاب الذي استحضر إلى هذا الكيان.

وهكذا، نتمنى أن نتمكن من إيجاد واستجماع الإرادة على الصعيد الدولي لمحاولة تحقيق السلام هنا. وأعتقد أن الكثير من الأطراف لديهم الاستعداد والإرادة للقيام بذلك. وماذا سيحدث في جنيف، في حال وصلنا إلى هناك، هو أننا سنضع تلك الإرادة على محك النية الحسنة تحت الأضواء الدولية ليراها الجميع. وسيتضح بسرعة من هو جاد في البحث عن حل، ومن هو غير جاد، وهذا بحد ذاته يمكن أن يخلق ديناميكية خاصة يمكن أن تبدأ في تغيير ترتيب الأمور.

إذن، هذه هي خطتنا، وهذه هي استراتيجيتنا، وهذا هو ما نسعى إليه. إننا نعلم أنه ليس أمرًا سهلاً. ولا تساورنا أوهام حول التعقيدات الكامنة في الطريق أمامنا، والتي هي السبب بأننا سنواصل دعم المعارضة المعتدلة في هذه الأثناء في جهودها لتكون قادرة على الدفاع عن مصالح الغالبية العظمى من الشعب السوري.

منسق الحوار: السيد تالاي.

سؤال: (عبر مترجم) حسن تالاي من قناة العربية. سؤالي الأول هو للسيد كيري. خلال زيارتك، هل قدمت أية تطمينات إلى المملكة العربية السعودية بشأن ما يحدث بين الاتحاد الأوروبي وإيران، سواء بشكل علني أو وراء أبواب مغلقة؟

والسؤال الآخر هو للجانبين بشأن التدخل الإيراني في المنطقة. هل يشمل مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا؟ وشكرًا لك.

وزير الخارجية كيري: لم أفهم السؤال حول التدخل. هل يشمل مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا؟ آه، إنك تتحدث – أفهم ما تقصده. هل مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا تشير إلى، أو تنطوي على أي من أنشطة إيران الأخرى؟ هل هذا هو السؤال؟

سؤال: نعم.

وزير الخارجية كيري: شكرًا لك. حسنًا، السؤال الأول – هل قدمتُ بعض الضمانات في ما يتعلق بإيران؟ نعم، تمامًا. بالطبع فعلت. تحدثنا عن إيران، و تبادلت مع جلالة الملك عبد الله، وكذلك مع الأمير سعود الفيصل خلال عدة مناسبات، وعلى وجه التحديد حول وجهة النظر الأميركية في ما يتعلق بنهج مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا. إنها وجهة نظر متبادلة.

فلا شيء نقوم به في ما يتعلق بهذه المفاوضات سوف يغير أو يسيء أو يقف في طريق العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعلاقة في هذه المنطقة، وهذا هو سبب طلب الرئيس أوباما لي بأن أعيد التأكيد مجددًا، خلال وجودي هنا، على البيان الذي أدلى به في الأمم المتحدة بشأن استعداده، واستعداد الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائنا في هذه المنطقة ضد أي هجوم خارجي ومواصلة العمل مع المملكة العربية السعودية وغيرها بالطريقة التي نتبعها في التعاون بين قواتنا العسكرية – والاستخباراتية. لذلك، لا شيء سوف يؤثر على ذلك، هذا أولاً.

ثانيًا: أوضحنا بأننا ندخل هذه المفاوضات في مجموعة الدول الخمس زائد ألمانيا بعيون مفتوحة جيدًا، مع فهم قوي- كما قلت في بياني الافتتاحي منذ بضع دقائق– بأننا لن نرضى فقط بالكلمات. إن الأعمال المحددة هي التي تمكِّن البلدان من قياس النتيجة، التي ينبغي أن تكون نتيجة تسمح لنا جميعًا بأن نعرف بأننا نستيقظ كل يوم ونحن نعلم بأن ما يحدث في إيران هو برنامج سلمي وليس برنامجًا يمكنهم تحويله بصورة سرية الى برنامج لصنع سلاح يمكن أن يهدد الاستقرار في هذه المنطقة.

والآن، أصرت إيران على أن برنامجها هو لأغراض سلمية، وسنعمل بشكل وثيق خلال عملية المفاوضات للتأكد من أن ذلك يمكن القيام به، وإثباته بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة. لقد قلنا علنًا – وأكدت إلى جلالة الملك والأمير فيصل- بأن عدم التوصل إلى صفقة هو أفضل من صفقة سيئة. الصفقة السيئة يمكن أن تسمح لك القيام بجهود خفية للمضي قُدما. الصفقة الجيدة تتيح لك معرفة ما يحدث. ولذا فإننا سنواصل التعاون. لقد أوضحنا بأننا سنتشاور وسنواصل المشاركة في المداولات والمناقشات الجارية. وسنتطلع بالتأكيد الى أصدقائنا هنا على أساس منتظم بحيث لا تحصل مفاجآت، وهناك وضوح في الطريق إلى الأمام. وأعتقد أن هذا، كما نأمل، هو عملية مرحب بها.

وفي ما يتعلق بمسألة مصالح إيران في المنطقة، وغير ذلك، فالموضوع الأول هو المسألة النووية. إننا ندرك جيدًا نشاطات إيران في المنطقة. ومن الواضح، أننا نحن الأميركيين لن ننسى أبدًا ما حدث بالنسبة لأبراج الخبر. ونعلم بأنه كانت هناك مخططات ترمي لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة. وندرك جيدًا النشاطات الأخرى. وما يقلقنا هو أن لدى إيران عناصر على الأرض في سوريا. وإننا نشعر بدواعي القلق لأن حزب الله ينشط بدعم من إيران. ولكن الخطوة الأولى التي يتعين البت فيها هي الخطوة النووية، التي نأمل أن تفتح الباب أمام إمكانية أن تكون لدينا القدرة على التعامل مع ذلك. وهذا يمكن أن يحدث خلال الأشهر القادمة، ومن الواضح أن لا شيء من هذا سيحدث بشكل سريع جدًا. لكن أحد الأشياء التي أوضحناها لأصدقائنا في المنطقة هو أننا لن نفعل ذلك بدون تشاور. بل سوف نعمل من خلال التعاون مع أصدقائنا وفق طرق بحيث يفهم الجميع بدقة ما يجري مناقشته، وهكذا يصبح لدى الناس ثقة بأن النتيجة لن تكون لها آثار سلبية بطرق غير متوقعة أو مفاجئة. و نعتقد أن هذا جزء مهم جدًا من علاقتنا.

السيدة ساكي: ليزلي روتون من وكالة رويترز.

سؤال: شكرا جزيلاً لك. السؤال هو لصاحب السمو. كنت أتساءل: السعودية – لقد تحدثت عن شعورك بالإحباط في ما يتعلق بإجراءات مجلس الأمن بشأن سوريا. قد سمعت الوزير كيري يقول إن الولايات المتحدة ليس لديها رغبة في الدخول في خضم حرب أهلية، ويريد حلولاً سلمية- إلا إذا كان ذلك من خلال محادثات السلام. ما الذي تقومون به، وكانت- وكانت هناك تقارير تفيد بأنكم تزيدون من دعمكم العسكري للمعارضة. هل هذا صحيح؟ وما هو المدى الممكن أن تصلوا إليه لضمان إنهاء الحرب الأهلية؟ وأيضًا، ما هو الخط الأحمر بالنسبة للمشاركة العراقية في محادثات السلام؟

وللوزير كيري، حول باكستان: باكستان تعتقد، مع الاعتراف بأنك لن تناقش غارات الطائرات بدون طيار لوكالة الاستخبارات المركزية، أن قتل زعيم طالبان محسود الذي نُفذ مؤخرًا كان محاولة لإفشال محادثات السلام. ومرة أخرى، يهددون بإغلاق طرق الإمداد إلى أفغانستان. يا ترى ما الذي يمكن أن تقوله للحكومة الباكستانية لإقناعها بأن هذا لم يكن محاولة لعرقلة محادثات السلام مع الطالبان. ومجرد سؤال للمتابعة: إنني أتساءل ما هو رأيك بالنسبة لتمكن النساء في المملكة العربية السعودية من قيادة السيارات.

وزير الخارجية سعود الفيصل: لماذا لم تسألني هذا السؤال؟ (ضحك).

وزير الخارجية كيري: تفضل.

وزير الخارجية سعود الفيصل: و- ما يمكن للإيرانيين أن يفعلوه ولا يفعلوه في سوريا هو سؤال محيّر جدًا. سوريا لديها الآن أكثر من 140 ألف ضحية، وأكثر من مليوني لاجئ. إنها أكبر كارثة تحل في العالم خلال الألفية الحالية. إذا كان هذا لا يشكل سببًا كافيًا للتدخل، لوقف سفك الدماء، فأنا لا أعرف سببًا آخر. إذا كان على المرء اختيار الخيار الأخلاقي بين- التدخل أو عدم التدخل، كيف سيكون هذا الخيار؟ هل سأسمح بمواصلة هذا القتال، أو أقوم بالمساعدة إذا كان باستطاعتي؟ والناس لا يموتون فقط من الأسلحة، من جميع أنواع الأسلحة – أسلحة الدمار الشامل مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة ذات القدرة التدميرية العالية مثل الصواريخ الباليستية التي تم استخدامها ضد المدن السورية.

بالإضافة إلى الخسائر البشرية ومأساة الخسائر البشرية، فسوريا هي جزء من التاريخ الثقافي للعالم. لقد كانت مدينة لها (غير مسموع) المدينة، دمشق. لفترة أطول من أي مدينة أخرى في العالم، فقد اعتبرت مدينة، ويقطنها أناس مثقفون، أناس متعلمون. والآن يجري تدميرها عن طريق القصف المدفعي. إذا كان هذا ليس تجاهلاً للقيم الإنسانية، فلا أعرف ما هو.

والآن يفترض أن تكون الأمم المتحدة منظمة أنشئت بعد الدمار الذي تسببت به الحرب العالمية الثانية لمنع مثل هذا الدمار أن يحدث مرة أخرى. ثلاث سنوات حتى الآن، ما يقرب من ثلاث سنوات، إنها تبحث في هذه المأساة بعدم اكتراث واضح. كيف يمكن أن يكون هذا؟ هل هذا هو دور مجلس الأمن؟ ليس الأمر أن هذا يحدث في سوريا، وهو بلد عربي. لو كان ذلك يحدث في أي مكان آخر في العالم، فإنه سيشكل مأساة كبيرة. إذا لم نتمكن من مواجهة مأساة من هذا النوع، فكيف يمكن أن نقول بأننا نريد – بناء حضارة تقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية؟ لا يمكننا تحمل مسؤولية هذه القيم الأخلاقية العالية إذا كنا لا نفعل شيئا حيال سوريا. لا نستطيع أن نقول فعلاً إننا نتخذ القرار الصعب ونؤسس إنسانيتنا إذا تركنا هذه المأساة تستمر دون انقطاع.

وزير الخارجية كيري: إنك لم تسألني، ولكن اسمح لي فقط – أريد أن أضم صوتي إلى التعليقات القوية للأمير سعود الفيصل بشأن المأساة ومستوى الدمار في سوريا، وضرورة استجابة المجتمع الدولي، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نبذل قصارى جهدنا الآن للوصول إلى طاولة المفاوضات، ولكن أيضا لماذا طرحت الولايات المتحدة هذه القضية على مجلس الأمن في عدة مناسبات، إلا أنها أُحبطت في طريق مسدود. لذلك نحن نتفق بالتأكيد بأنه ينبغي علينا الاستجابة لهذا الوضع.

والآن في ما يتعلق بحكيم الله محسود في باكستان، وبدون التعليق على ما قد حدث أو لم يحدث، من الواضح أن التقارير أفادت عن مقتله. وسأقول فقط بشكل واضح جدًا إن هذا الرجل يُعرف تمامًا بأنه استهدف وقتل العديد من الأميركيين، والعديد من الأفغان، والعديد من الباكستانيين. لقد قُتل عدد كبير من الباكستانيين على يد حكيم الله محسود ومنظمته الإرهابية. وحركة طالبان باكستان تعمل على تدمير الاستقرار والفرص المتاحة كي لا تتمكن باكستان من الاستجابة لكثير من احتياجات شعبها.

ومن الواضح أن العلاقة بيننا وبين باكستان هي علاقة مهمة جدًا. كان عندنا للتو نواز شريف في واشنطن لفترة من الوقت. ونحن نعمل بشكل وثيق جدًا معه. ونعمل بشكل وثيق مع الحكومة في باكستان. لدينا حوار مستمر قوي معهم في ما يتعلق بجميع نواحي علاقاتنا الثنائية، ولدينا مصالح مشتركة مهمة جدًا، ونحن مصممون على مواصلة العمل معهم من خلال الحوار الاستراتيجي الذي وضعناه، من أجل العمل عبر هذه الأنواع من التحديات.

ولكنني أعتقد أنه من الواضح جدًا أن باكستان تتعرض لتهديد كبير من هذا التمرد في باكستان. أعتقد أن ما يزيد عن 50 ألف جندي ومدني قتلوا خلال السنوات القليلة الماضية على أيدي المسلحين في باكستان، وهذا الرجل هو أحد هؤلاء المسلحين. ولذلك ففي حين أننا سنرحب بأي محادثات، لكننا أيضًا حساسون تجاه هواجس البلاد، ونتطلع إلى العمل الوثيق مع الحكومة الباكستانية.

وفي ما يتعلق بقضية قيادة المرأة للسيارة هنا في المملكة العربية السعودية، فلا يُخفى أننا في الولايات المتحدة نحتضن حق المساواة للجميع بغض النظر عن الجنس أو العرق، أو أي مؤهلات أخرى. ولكن الأمر متروك للمملكة العربية السعودية لاتخاذ قراراتها الخاصة حول الخيارات الخاصة ببنيتها الاجتماعية وبتوقيت أي حدث مهما كان. إنني أعلم بوجود جدل حول هذا الموضوع. لقد تحدثنا في الواقع حول هذا على مائدة الغداء. هناك نقاش صحي يجري في المملكة العربية السعودية حول هذه المسألة، ولكنني أعتقد أنه من الأفضل ترك هذا النقاش إلى المملكة العربية السعودية، والأشخاص الذين يعملون عليه، وجميعهم يعرفون بالضبط موقفنا حول هذه القضية في الولايات المتحدة الأميركية.