×

تكساس تجعل رومني مرشح الجمهوريين

تكساس تجعل رومني مرشح الجمهوريين

على الرغم من أن الاختيار النهائي لحاكم ولاية مساتشوستس السابق مِِت رومني كمرشح الحزب الجمهوري لرئاسة البلاد للفترة المقبلة كان متوقعاً منذ عدة أسابيع، فإن انتصاره في الانتخابات التمهيدية في ولاية تكساس في 29 أيار/مايو أمّن أصوات الـ 1144 مندوباً اللازمة لضمان ترشيحه.
بعبارة أخرى، حصل رومني على تأييد أكثر من نصف المندوبين الجمهوريين المتوفرين والبالغ عددهم 2286، الذين سيجتمعون في تامبا بولاية فلوريدا، في أواخر آب/أغسطس لاختياره رسمياً كمرشحهم الرئاسي.
أما بالنسبة للحزب الديمقراطي، فقد اجتاز الرئيس أوباما العتبة في 3 نيسان/إبريل عندما أمّنت ترشيحه أكثرية المندوبين الـ 2778 المطلوبة كي يصبح مرشح حزبه في المؤتمر القومي الديمقراطي في شارلوت بولاية نورث كارولينا، في مطلع أيلول/سبتمبر. 
في الانتخابات التمهيدية الأميركية وفي المؤتمرات الحزبية المغلقة لاختيار المرشحين، يقترع الناخبون بصورة غير مباشرة لاختيار مرشحيهم الرئاسيين؛ ولكنهم في الحقيقة يختارون المندوبين الذين يتعهدون بتأييد مرشحين محددين في المؤتمر القومي للحزب. ولقد أصبح اختيار رومني بصفته المنافس الجمهوري للرئيس أوباما شبه مؤكد غير أنه لن يُرشح رسمياً إلا عند اجتماع المندوبين في تامبا.
وجاء في بيان صادرٍ عن حملة أوباما: “لقد اتصل الرئيس أوباما هاتفياً في 30 أيار/مايو، لتهنئة رومني، وقال: “إنه يتطلع إلى اليوم الذي ستجري فيه بينهما مناقشة هامة ومفيدة حول مستقبل أميركا، وتمنّى للحاكم رومني ولأسرته كل خير طوال الحملة المقبلة.”
الصيغ المختلفة لتعيين المندوبين
تكون المسابقة لكسب المندوبين معقدة لأن الحزب في كل ولاية من الولايات له قواعده الخاصة لكيفية تعيين المندوبين. فبعضهم يعتمدون نظام “الفائز يربح كل الأصوات”، كما هو الواقع في فلوريدا، حيث حصل رومني على جميع المندوبين الـ 50 في 31 كانون الثاني/يناير لأنه حصل على أكثرية الأصوات في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في الولاية.
وهناك أسلوب مختلف يقوم على أساس النظام “النسبي” مثل ذلك المتبع في ولاية نيوهامبشير. فقد وزعت أصوات المندوبين الـ 12 في الولاية بالتناسب بين المرشحين الذين حصلوا على 10 بالمئة على الأقل من الأصوات في الانتخابات التمهيدية في كانون الثاني/يناير. فحصل رومني في هذه المسابقة على أكثرية الأصوات (39 بالمئة) فكسب ثمانية مندوبين، لكن رون بول من تكساس، الذي جاء في المرتبة الثانية (23 بالمئة) حصل على ثلاثة مندوبين، وحصل جون هنتسمان من ولاية يوتا الذي حلّ ثالثاً (17 بالمئة من الأصوات)، على مندوب واحد.
وفي ولايات أخرى، مثل أوكلاهوما، يتبع توزيع المندوبين صيغة أخرى. فالمرشحون الذين يحصلون على 20 بالمئة من الأصوات على الأقل يتقاسمون المندوبين القوميين في الولاية، وعددهم 43، إلا إذا فاز أحد المرشحين بأكثر من 50 بالمئة من الأصوات. في هذه الحالة، يضمن المرشح الفائز تأييد جميع مندوبي ولاية أوكلاهوما.
وُصف هذا النظام بأنه أسلوب معدل لنظام الفائز يكسب كل الأصوات”. ففي الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في أوكلاهوما في 6 آذار/مارس، لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، ولذا تم توزيع المندوبين على أساس النسبية. فكسب السناتور السابق ريك سانتوروم على 14 مندوبًا مع حصوله على 34 بالمئة من الأصوات، وتبعه رومني، ثم رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش، الذي حصل كل واحد منهما على 13 مندوباً (28 و27 بالمئة من أصوات أوكلاهوما، على التوالي).
ولزيادة تعقيد الأمور، لا تفرض بعض أحزاب الولايات على المندوبين القوميين لأحزابهم بالتصويت وفقاً لنتائج الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية المغلقة، ولذلك يبقى احتساب عدد المندوبين من قبيل “التوقعات” إلى حين إدلاء المندوبين بأصواتهم في المؤتمر القومي. وأما في الممارسة، فيتبع معظم المندوبين رغبات الناخبين في ولاياتهم.
ويكون لكل مؤتمر أيضاً “مندوبوه الكبار” – وهم قادة الحزب والمسؤولون المنتخبون الذين يحملون صفة المندوبين جراء المراكز التي يشغلونها.
في مطلع نيسان/أبريل الماضي، أصبح من الواضح أن رومني سيكون على الأرجح المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري، نظراً لتقدمه من حيث عدد المندوبين الملتزمين الذين يزيدون عن مندوبي أقرب منافسيه، سانتوروم وغينغريتش. ومنذ ذلك الحين، حوّل رومني إستراتيجية حملته ورسالته الانتخابية للتركيز على سباقه في تشرين الثاني/نوفمبر مع الرئيس أوباما، وعمل على إثارة الحماس له لدى الناخبين الجمهوريين.
غير أن تجاوز رومني لحاجز الـ 1144 مندوبًا ساعده على التأكد من عدم إمكانية مواجهة أية مفاجآت أو تحديات في اللحظة الأخيرة لمنعه من الحصول على ترشيح حزبه للرئاسة عندما سيجتمع المندوبون الجمهوريون في تامبا.
وبعد سماعه الأخبار، خطب رومني أمام مؤيديه في لاس فيغاس في 29 أيار/مايو، قائلاً لهم: “كان هذا يومًا عظيمًا، وبالمناسبة -1,144 مندوباً، أخيراً وصلنا إلى هناك. إنه لشرف عظيم لي”.