×

جولة مراكز الابحاث الامريكية

جولة مراكز الابحاث الامريكية

زاحمت فرصة الاعياد الاهتمام الوافي بجولة المفاوضات النووية، في فيينا؛ جنبا الى جنب مع اعلان “استقالة” وزير الدفاع تشاك هيغل؛ واندلاع الاحتجاجات الشعبية في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري على خلفية تبرئة القضاء الشرطي المسؤول عن اغتيال شاب اعزل من اصول لفريقية.

ستناول قسم التحليل آفاق وخلفيات وتداعيات “استقالة” وزير الدفاع، والمرور على افضل ما يعتقد من المرشحين كفاءة لتولي المنصب؛ مع التركيز على آلية عمل البيت الابيض الذي يعتمد بشكل شبه مطلق على التوصيات الواردة من الطاقم الضيق في مجلس الأمن القومي، وعدم قدرة وزير الدفاع المستقيل اختراق تلك الدائرة او المساهمة في بلورة نقاشات السياسة والتأثير في قرارها، والتعريج على قائمة قصيرة من مرشحين محتملين لتسلم مهام وزارة الدفاع لزمن قصير لا يتعدى السنتين.

تونس

اعرب معهد كارنيغي عن قلقه من تراجع الاوضاع الأمنية في تونس نظرا “لتنامي الجهادية” بين افراد الشعب كرد فعل على “الغضب الشعبي لفشل الحكومة في تنمية الريف،” والقصرين شاهدة على ذلك فهي تتميز “بوفرة مياهها والاراضي الصالحة للزراعة ..” وتكافأ بالاهمال، فضلا عن استمرار “اجهزة الشرطة والأمن ممارسة التعذيب ضد المعتقلين .. وتفشي الفساد في الاجهزة الحكومية.” واوضح ان نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة تشكل دلالة واضحة على عمق الازمة الاجتماعية لضعف المشاركة الشعبية في جولة الانتخابات، “وامتناع الاجيال الشابة عن المشاركة فيها.”

تركيا

كان متوقعا ان يجري الاهتمام بزيارة نائب الرئيس جو بايدن لتركيا، ولم يغفل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الاشارة الى “الخلافات الكبيرة والمستمرة التي تطبع علاقات البلدين .. خاصة في الاهداف المرئية للحملة (العسكرية) الراهنة.” وشدد المركز على ان “تركيا لا تشاطر الرئيس اوباما الاسس البديهية لسياسته، خاصة لاعتبار الولايات المتحد خطر داعش يسمو على كل ما عداه من تحديات” تشهدها المنطقة. كما اعرب المركز عن تواضع توقعاته لنتائج زيارة بايدن، التي جاءت قبل تصريحات الرئيس اردوغان السلبية منصف الاسبوع الجاري. وقال “من غير المرجح ان تسفر زيارة (نائب الرئيس جو) بايدن عن نتائج ملموسة وفورية كما تتمناه ادارة الرئيس اوباما.”

ايران 

اهتمت معظم مراكز الابحاث والنخب الفكرية بمجريات المباحثات النووية مع ايران، تجمعها قاعدة النيل من البرنامج النووي والتذكير بعدم رفع العقوبات في الفترة الراهنة، بل ذهب اقطاب اليمين الى الاستعانة بتركيبة الكونغرس المقبلة وحثها على ابقاء العقوبات مرفوعة.

في مستوى ما اسفرت عليه الجولة الاخيرة من تمديد اجل المفاوضات، مرة اخرى، اعتبر معهد كارنيغي ان التمديد جاء ثمرة اختلاف وجهات النظر بين الطرفين، مع تجاهله لتباين الاراء داخل مجموعة 5+1. واوضح ان بونا شاسعا من عدم الثقة بين الطرفين لا يزال قائما سيما وان “ايران انتهكت بما لا يقبل مجالا للشك قواعد الشفافية المطلوبة للتيقن من وجهة البرنامج النووي .. بل ان افعالها تشير الى ان برنامجها لم يكن للاهداف السلمية حصراً.” وطالب ايران بضرورة “الاقدام على تنفيذ تدابير من شأنها تعزيز الثقة الدولية بسلمية برنامجها في المستقبل .. خاصة في ظل مناخ تصريحات القادة الايرانيين بأن بلادهم لن تتخلى عن القدرات (النووية) التي توصلت اليها، بما فيها تخصيب اليورانيوم.”

اعرب معهد ويلسون عن اعتقاده ان تمديد الجولة “يدل على عدم جدية الطرفين” الامتثال للموعد المحدد، سيما وان “تعليمات الوفد المفاوض الايراني استلزمت تمسكه بموقفه، حتى في ظل عدم توفر دلالات على ارجاء تنفيذ نظام العقوبات.” واستدرك بالقول ان الجانب الايراني “يدرك تماما” تعديل ميزان القوى المقبل في الكونغرس “وما يترتب عليه من صعوبات اضافية لادارة الرئيس اوباما في تعامله مع مجلسي الكونغرس الذي لا يزال الارتياب من سير المفاوضات يهيمن على اعضائه.” وعليه، مضى بالقول، انه “من الصعوبة التنبؤ بما تخبؤه الاشهر السبعة المقبلة لناحية حدوث تغيير في موقف القادة الايرانيين.”

اعتبرت مؤسسة هاريتاج ان الرئيس اوباما انساق سريعا خلف رغبته التوصل لانجاز اتفاق، محذرا الادارة الاميركية بأنه “يتعين عليها الاعراض عن (تكرار) الفشل ورفض اي اتفاق تنص بنوده على اضفاء شرعية على البنية التحتية النووية لايران والاخذ بعين الاعتبار امتلاكها اسلحة نووية.” واوضح ان اتفاقية بتلك المواصفات من شأنها “تعريض الأمن القومي للولايات المتحدة، وتثير الأسى لحلفاء اميركا، خاصة اسرائيل ومعظم الدول العربية ..” واضاف انه في حال تم التوصل “لاتفاق يقضي اتاحة الفرصة لايران التهرب من العقوبات،” ينبغي على الرئيس اوباما الاقلاع عن رغبته بارساء ارث سياسي قبل نهاية ولايته الرئاسية، ويشكل “وصفة لهزيمة.”

اعادة النشر بموافقة مركز الدراسات الأميركية والعربية بواشنطن