×

حقوقيون: الاسد يرتكب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين

حقوقيون: الاسد يرتكب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين

نيويورك، (امريكا إن ارابيك) – قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الامريكية إن قوات الأمن السورية ترتكب انتهاكات خطيرة في حملتها العسكرية على بلدة القُصير التي يسكنها نحو 40 ألف نسمة، والتابعة لمحافظة حمص قرب الحدود مع لبنان. 

ونقلت المنظمة عن شهود عن وجود قصف مكثف استهدف مناطق سكنية، وعن قناصة يطلقون النار على المواطنين في الشوارع، وهجمات استهدفت السكان الفارين. وتعيش المدينة وضعًا إنسانيا كارثيًا شمل نقصًا في الغذاء والمياه، وانقطاع الاتصالات، وغياب شبه تام للمساعدات الطبية.

وتحدث 80 شاهدًا من القُصير، بما في ذلك صحفي أجنبي أقام في المدينة من 8 إلى 15 مارس/آذار 2012، عن قصف عشوائي تنفذه قوات الأمن، وهجمات استهدفت السكان الفارين، وقناصة يطلقون النار على المواطنين. وتبرز روايات الشهود تطابقًا بين ما يحدث في القصير والتكتيكات التي استخدمتها القوات الحكومية في إدلب وحمص، والتي قامت هيومن رايتس ووتش بتوثيقها، وهو ما يدل على انتهاج سياسة منظمة في ارتكاب الانتهاكات.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “بعد أن فرضت قوات الأسد حصارًا دمويًا على حمص، تعيد استخدام نفس الأساليب الوحشية في القُصير. وبعد رؤية الدمار الذي لحق بحمص، يتعين على الحكومة الروسية التوقف عن بيع الأسلحة للحكومة السورية، وتفادي المزيد من التورط في انتهاكات حقوق الإنسان”.

وقال عدد من سكان القصير ممن التقت بهم هيومن رايتس ووتش، دون أن يتم تحديد أسمائهم الحقيقية خشية الملاحقة، إن الهجمات التي تنفذها قوات الأمن السورية، بما في ذلك الاعتداء على المتظاهرين، وتدمير ممتلكات المواطنين، وشن غارات على المنازل، وعمليات القنص، قائمة منذ عدة أشهر، ولكن الجيش بدأ قصفه المكثف على المناطق السكانية منذ فترة تتراوح بين شهر واحد وثلاثة أشهر فقط. وتحدثت بعض التقارير على انتقال مقاتلي الجيش السوري الحر إلى القصير بعد أن انسحبوا من بابا عمرو في 1 مارس/آذار. كما قال أحد سكان مدينة القصير لـ هيومن رايتس ووتش إن الجيش السوري الحر متواجد في المدينة منذ فبراير/شباط.

وقال شهود، وبعضهم ممن أصيبوا خلال الهجمات، إن الجيش لم ينقطع عن إطلاق عشرات القذائف من عيار 81 ملليمتر و121 ملليمتر على المدينة بشكل يومي منذ أواخر فبراير/شباط. كما قال الشهود لـ هيومن رايتس ووتش إن المدينة تعاني نقصًا فادحًا في الغذاء والماء، مع قطع جميع الاتصالات، وهناك غياب شبه تام للمساعدات الطبية، وهو ما تسبب في زيادة حالات الوفاة لأن الأطباء عاجزين عن معالجة الجرحى.

كما قال ماتيو مابين، مراسل قناة فرانس 24 الذي كان في القصير من 8 إلى 15 مارس/آذار، إن القصف يتم بين السادسة صباحًا والثانية ظهرًا، ويتكرر في المساء، وكان الجيش في كل مرة يطلق بين 20 و25 قذيفة. وأوضح ماتيو مابين، الذي سبق وخدم في الجيش لمدة 12 سنة، إن الجيش السوري يستعمل قذائف هاون من عيار 81 ملليمتر من وحداته المتمركزة بشكل دائم وسط المدينة، ويستعمل قذائف من عيار 120 ملليمتر من وحداته المدفعية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة. وقد أيد هذه الرواية سكان القصير الذين التقت بهم منظمة هيومن رايتس ووتش الامريكية.