×

خبير عسكري سوري: السعودية تدخل في دوامة الربيع العربي

خبير عسكري سوري: السعودية تدخل في دوامة الربيع العربي

حوار مع المحلل السياسي والخبير العسكري والاستراتيجي العميد محمد عيسى

أجرى الحوار لراديو صوت روسيا: نواف ابراهيم

نص الحوار:

ِ

سؤال: سيادة العميد وردت أنباء حول أن المملكة العربية السعودية تنوي تخصيص ملايين الدولارات من أجل تشكيل مجموعات مسلحة جديدة للقتال في سوريا ضد الجيش الحكومي، وسمي الجيش الذي تريد المملكة تشكيله بالجيش الإسلامي والذي يتألف من 43 مجموعة مسلحة، كيف نعلق على هذا السلوك السعودي بعد كل التبدلات والتغيرات تجاه الأزمة السورية إقليميا ودوليا؟ 

جواب: أولا لا بد من تصحيح السؤال الذي تفضلت به، استخدام المصطلح الجيش الحكومي، اسم الجيش الحكومي الجيش العربي السوري وهو جيش تم تأسيسه منذ أكثر من ثمانين عاما وهو معروف بخبرته القتالية وبمواقفه الوطنية ولعب دورا مهما في سوريا وفي تاريخ الشرق الأوسط، إذا هو جيش الدولة السورية وليس جيشا حكوميا مرتبطا بالحكومة السورية، أما بالنسبة لما تفضلت به عن تمويل السعودية لمثل هذا الجيش الذي يقال عن أن تعداد ما بين خمسة آلاف إلى خمسين ألف، والرقم غير محدد ووبتدريب باكستاني وستقام له مراكز تدريب في الأردن وفي مناطق في السعودية وفي مناطق أيضا في تركيا وفي مناطق من لبنان بشكل عام، المهم أن الإرهاب في العالم بات معروفا على أنه ينبع من قاعدة فكرية هي الوهابية التي هي عقيدة آل سعود وهي التي تحرض على الإرهاب من الناحية الفكرية وتزرع الحقد والبغضاء بين المذاهب وبين الأديان وتكفر الجميع وهذا من الجانب الفكري، أما من الجانب السياسي فإن السعودية لا توجد حركة إرهابية في هذا العالم إلا وتدعمها السعودية، ومع هذا فإن الغرب كله يصمت على هذه القضية ويدعي محاربة الإرهاب ولا يشير إلى السعودية بأية إشارة ولو بإشارة صغيرة، المهم أن السعودية بعد أن فشلت في محاربة سوريا عبر تلك المجموعات الإرهابية بتكليف من الولايات المتحدة الأمريكية، كان هناك خلاف على الأجندة المحلية السعودية وما بين الأجندة الأمريكية. الأمريكيون باتوا مقتنعين أنه لا يمكن كسر الجيش العربي السوري. السعوديون والخليجيون بشكل عام ما زالوا يعملون لأنهم لم يحققوا شيئا على الأرض، السبب في ذلك هو العقلية البدوية، فهؤلاء لا يتكلمون ولا يفكرون بطريقة حضارية بل يقكرون بطريقة القبيلة ويريدون تفصيل العلاقات الدولية على أساس منطق القبيلة والعشيرة هذا هو الواقع، وبكل الحالات الجيش العربي السوري مستعد لذلك وهذا اختبار حقيقي لمصداقية الغرب كله، ولمصداقية العالم كله في محاربة الإرهاب، إذا كان الغرب يود فعلا محاربة الإرهاب والقاعدة، أليست القاعدة سعودية وأمريكية، وأليس الأمريكيون هم الذين يغطون السعوديين ويأمرونهم بدفع تكاليف القاعدة؟ إذاً كفى ذر الرماد في العيون، وكفى أن يقال إن القاعدة هي منتوج شرق أوسطي، القاعدة هي منتوج أمريكي وبالدرجة الأولى أيضا منتوج سعودي.

هناك خلاف في الأجندة، فالأمريكيون في الأزمة السورية باتوا مقتنعين أنه يجب الإبقاء على الدولة السورية وأن إسقاط الدولة السورية هو من المستحيل لأن الوضع محكوم بجملة من المعطيات الدولية التي تمنع إسقاط سوريا على الإطلاق، لكن من طرف خفي الأمريكيون يجهزون لاستبدال نظام الحكم في السعودية بطبقة سياسية صحيح أنها عميلة وموالية للغرب ولكنها كما يقال أكثر عصرنة بحيث أن الغرب يكون غير محرج في الدفاع عنها، الأمراء السعوديون يدركون هذه القضية ويريدون فرض أجندة معينة في سوريا مخالفة للأمريكيين ويريدون تحقيق هذا المطلب وأن دورهم ما زال موجودا على الأرض وأن بإمكانهم فعل الكثير. أريد أن أفشي سرا، العلاقات السعودية الأمريكية سوف تشهد في الشهور أو ربما الأيام القادمة مزيدا من التوتر وقد تصل إلى حد القطيعة الكلية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بسبب تضارب مصالح كلا هذين البلدين أو مصالح آل سعود مع المصالح الأمريكية. بالمحصلة هذا الكم الهائل من الدعم بالتأكيد تستغل فيه السعودية الدين، وبالتالي تستدعي باكستان وتستدعي دولا أخرى من أجل هذا الأمر.

سؤال: سيادة العميد دخل باكستان على الخط وخط الأزمة السورية وهناك تعاون وثيق وحديث عن تمويل مشروع نووي وقنبلة نووية أرادت السعودية أن تري العالم بأنها قادرة على فعل ذلك بعد أن أدار ظهره لها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن باكستان تريد أن تدعم الجيش الإسلامي كما أن هناك معلومات غير مؤكدة بأنها سوف تمارس تمويل هذا العمل، والسؤال هنا هل هناك اتحاد إسلامي جديد، وهذا دعم للمجموعات المسلحة وهناك شبكة تتكون وليست السعودية وحدها الآن، وما هو التهديد الذي يشكله هذا العمل؟

جواب: الحقيقة الكل مرتبط بالسعودية وملاتبط بالوهابية التي دفعت تريليونات الدولارات من أجل نشر الوهابية في العالم أي نشر فكر التطرف والبغضاء بين البشر.

القنبلة النووية الباكستانية لم تكن بالأساس سوى قنبلة نووية سعودية، وكان تمويل البرنامج النووي الباكستاني هو تمويل سعودي، وحين كانوا يهزؤون من وجود قنبلة نووية في باكستان، كانوا يقولون إن الذباب لا يأكل القنبلة النووية، إذاً بمعنى أن القنبلة النووية الباكستانية هي بالأساس صنعت خصيصا بنفقات سعودية والعالم كله صامت.

هناك المجموعات المسلحة والإرهابية في باكستان حيث أن باكستان تغص بملايين التكفيريين الذين تم تصنيعهم خلال سنوات طويلة، وتعرف أنه في باكستان شعب فقير، والأموال السعودية تدفع لهؤلاء الفقراء من أجل تجنيدهم في حروب قذرة أو في تجنيدهم في مرحلة وهابية ومن ثم لاحقا تجنيدهم في حروب قذرة. هناك نفوذ وهابي يشمل دولا إسلامية كثيرة وقد تم استنفار كل هذا النفوذ الوهابي عندما شعرت مملكة آل سعود أنها في خطر، والغرب سيدير ظهره لها بعد انتهاء الدور السعودي.

سؤال: سيادة العميد عنا ما يفسر هذا القلق السعودي، برأيك السعودية انطلاقا من ذلك تسعى إلى منع الحوار بين أطراف النزاع في سوريا بأي شكل من الأشكال رغم كل القرارات الدولية التي اتجهت نحو حل الأزمة السورية بشكل سلمي، رغم التغيرات التبدلات الدولية، والآن السعودية تتأرجح؟

جواب: أنا قلت لك في مرحلة سابقة منذ أكثر من سنة، إن السعودية هي في مهب الريح وأنها سوف تتفتت وأن الأزمة سوف تطال السعودية أصلا لأن هي بالأساس نسيج غير منسجم وهذا الأمر قلناه منذ زمن طويل، السعودية في الوقت الراهن شعرت بالخطر وشعرت بالخوف أن يتم استبدال آل سعود بطبقة سياسية أخرى، وهذه الطبقة السياسية قد تكون أكثر عصرنة وهذا ما يرعب الجميع، ولكن السعوديين بالأساس لهم أجندتهم الخاصة بالضغط على الولايت المتحدة الأمريكية أحدها هو إفشال الحوار، السبب لأن هؤلا يفكرون بمنطق الحقد القبلي وشخصنة الحالة، هم يريدون رأس الرئيس بشار الأسد بأي ثمن لحالة شخصية وليس لحالة سياسية، وهؤلاء يخلطون ما بين الشخصي والسياسي ولا يفكرون إلا بطريقة بدائية في السياسة. والبدوي بشكل عام من طبعه الغدر ومن طبعه الخيانة لأنه لا يثق بأحد بالأساس لأنه شخص بالأساس كان يعيش في الصحراء، وتكوينه النفسي والتاريخي أنه لا يثق يأحد وهو يتوجس من الجميع، وبالتالي من طبعه الخيانة ومن طبعه الغدر ومن طبعه الخسة.