×

خوذة ذكية لمشاة البحرية الأمريكية

خوذة ذكية لمشاة البحرية الأمريكية

يؤكد الواقع المعاصر أن امتلاك المعلومات الضرورية هو ضمان لنجاح أي عمل وخصوصاً في المجال العسكري. وإذا ما أمعنا النظر فإن إستراتيجية المعركة في القرن الحادي والعشرين تختلف جذرياً عن تلك التي كانت قبل 20 عاماً، فالجنود اليوم يمتلكون أكثر التكنولوجيات حداثة للحصول على المعلومات الضرورية في الوقت المناسب

ومنذ الحرب العالمية الثانية بدأ العسكر يستخدمون تكنولوجيا تسمى تقنية العرض على الشاشة، والحديث هنا يدور عن طياري المقاتلات الذين أصبح باستطاعتهم ليس فقط مشاهدة ما يحيط بهم من مناظر طبيعية وإنما المعلومات المختلفة والبيانات حول درجة الحرارة وسرعة الطيران والأهداف المباشرة التي يراد التقاطها وتدميرها، كل ذلك على زجاج الطائرة الأمامي. 

بالطبع فإن مشاة البحرية كانوا دوماً وأبداً محرومين من هذه الميزة، فهم يحتاجون إلى تحليل الواقع بسرعة لاتخاذ قرارات دون العودة للقيادة ودون مساعدة أي نوع من أنواع التكنولوجيا.

وبالتالي فإن الأخطاء التي ارتكبت من قبل مشاة البحرية بسبب عدم توفر المعلومات لديهم عن الوضع العسكري ألهم المهندسون والمصممون من شركة BAE Systems لتصميم “زجاج أمامي”. فالخوذة Q-Warrior الجديدة مصممة خصيصاً للجنود المشاة من أجل تزويدهم بالمعلومات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة بحيث لا تتدخل أيضاً في اتخاذ القرارات حسب رؤية جندي المشاة في ساحة المعركة.

تعتبر الخوذة المزودة بشاشة Q-Warrior هي أحدث إصدار من التقنيات التي يمكن تثبيتها على الخوذة والتي صممت من قبل شركة BAE Systems والتي اعتمدت على منظومة العرض Q-Sight والتي حالياً يتم اختبارها لأول مرة ميدانياً في القوات المسلحة الأمريكية، وكما يشير ممثلو الشركة فإن النتائج فاقت كل التوقعات.

على الرغم من التشابه خوذات طياري مروحيات “أباتشي” والخوذات الحديثة Q-Warrior إلا أنه لا توجد بينهما قواسم مشتركة كثيرة. ويمكن لمشاة البحرية بمساعدة هذه التقنية الحديثة التعرف فوراً على الجنود الأصدقاء وعلى الجنود الأعداء بالإضافة إلى أن المشاة سوف يمكنهم التنسيق ضمن وحدة عسكرية صغيرة ورؤية المسافة التي تفصلهم عن الهدف بدقة وتحديد ارتفاع الحواجز، علماً أن المصممين لم يحددوا ماهية النظم التي ستورد هذه المعلومات. علاوة على ذلك سوف يكون بإمكانهم استخدام وسائط التصوير الحراري ليلاً ونهاراً.

يشار إلى أن الخوذة بإمكانها أن تحول من نظام إلى نظام آخر من تلقاء نفسها وفقاً للحالة المتوفرة حتى ولو تغير المشهد العسكري بشكل فوري، مع الإشارة إلى أن الجهاز الجديد هذا يستهلك طاقة قليلة ولا يرهق أعين حامله. كل ذلك والشاشة شفافة تماماً بغض النظر عن البيانات التي تظهر عليها، وهذا لا يعيق رؤية الجندي للمكان المحيط به.

ويؤكد ممثلو BAE Systems أن الخوذة ستوفر للجندي نظام مقر قيادة خاص به ونظام مراقبة واتصال يعمل وفقاً لمهداف ثلاثي الأبعاد. علاوة على ذلك سيكون بإمكان المشاة التعرف ليس فقط على الصديق وإنما على الطائرات الصديقة والمعادية وتحديد سرعتها وارتفاعها.

منذ البداية كان مقرراً منح الخوذات فقط لقادة الوحدات، ولكن بعد مرور بعض الوقت سوف تصبح هذه الخوذة متاحة لكل عناصر مشاة البحرية.

ويعتبر بول رايت المدير العام في مجال التطوير والتنمية التجارية في شركة BAE Systems أن الطلب الأكبر يجري الآن على تقنيات تسمح الدمج بين اتخاذ واعتماد القرارات السريعة والآنية مع الاستفادة من المعلومات المتوفرة، مع الإشارة إلى أن الاهتمام الأكبر لهذه التقنيات يأتي من جانب الوحدات العسكرية غير التقليدية والمخابرات والقوات الخاصة التي تقوم بعمليات مكافحة الإرهاب.

في المستقبل تخطط الشركة لإنشاء تصاميم مماثلة لصالح قوات الإنزال الجوي ومشاة البحرية حيث يتطلب هناك الدمج بين الخفة في الحركة وإنتاجية كبيرة في معالجة المعلومات العسكرية.