×

رغم دعمه لانظمة قمعية، كيري يندد بالانتهاكات ضد الصحفيين

رغم دعمه لانظمة قمعية، كيري يندد بالانتهاكات ضد الصحفيين

ببمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

لقد اتضحت لي الأخطار التي يواجهها الصحفيون خلال سعيهم إلى نشر الحقيقة في وقت سابق من هذا العام، عندما زرت كييف. فخلال توجهنا بالسيارة إلى المطار، أشار سفيرنا إلى نصب تذكاري مؤقت أقيم على جانب الطريق في المكان الذي سُحبت فيه صحفية من سيارتها وأُبرحت ضربًا وكادت أن تفارق الحياة لأنها تجرأت على انتقاد النظام البائد.

ساهمت هذه التجربة مجددًا في وضع وجه بشري على بعض الإحصاءات التي تقشعرّ لها الأبدان: في كل أسبوع تقريبًا خلال العقد الماضي تعرض صحفي للقتل لأنه تجرأ على قول الحقيقة. وفي سائر أنحاء العالم، تؤدي نسبة لا تتجاوز 10 بالمئة من الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين إلى الاعتقال أو العقاب.

عند غياب الصحافة النابضة بالحيوية كالتي ننعم بها في أميركا، ليس من المستغرب أن لا تكون هناك مساءلة ومحاسبة أكثر. وكما نعلم جميعًا، فإن المعرفة تشكل القوة – والحقيقة هي الترياق العظيم لإنهاء الإفلات من العقاب. ولهذا السبب ساهمت الولايات المتحدة الأميركية في رعاية اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. ولهذا السبب في هذا اليوم، وفي كل يوم، نشدد على أن إنهاء الإفلات من العقاب هو واجب أخلاقي وضرورة عملية لقيام المجتمعات الحرة والمفتوحة والمستقرة في جميع أنحاء العالم.

فالإفلات من العقاب لأولئك الذين يهددون ويضربون ويقتلون الصحفيين ليس مجرد عمل ظالم. إنه يشكل سابقة خطيرة ويخلق ثقافة قائمة على الإفلات من العقاب. لا ينبغي كمّ أفواه الصحفيين لمنعهم من طرح الأسئلة الصعبة؛ إنما ينبغي تمكينهم بالقوة من أجل السعي لكشف الحقيقة دون خوف من الانتقام.

الانتهاكات تحدث في أكثر من الكثير من الأماكن. لقد رأيناها بطرق وحشية فظيعة ومؤلمة في هذه السنة في سوريا. ونراها في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وعبر جميع أنحاء سوريا، حيث يواصل هذا التنظيم فرض رقابة على وسائل الإعلام من خلال هجمات شرسة وشنيعة، بما في ذلك اختطاف وإخفاء الصحفيين لوقف التدفق الحيوي للمعلومات إلى العالم الخارجي. إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة العراقية لتقديم المجرمين إلى العدالة. وندعو جميع أطراف النزاع السوري إلى حماية الصحفيين في سوريا.

واليوم من بين جميع الأيام، نطالب بوضع حد للإفلات من العقاب لأولئك الذين يستخدمون العنف لِكمّ أصوات منتقديهم. نطالب بالحصول على أجوبة لصالح جميع الصحفيين وعائلاتهم الذين لم تتحقق العدالة لهم حتى الآن. وفوق كل شيء آخر، إننا نقف بكل وقار احترامًا لشجاعة الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم للإبلاغ عن قصص وأحداث يحتاج العالم لسماعها.

منذ أكثر من أربعين سنة، عندما كنت أخدم في سلاح البحرية، كنا نتعرف أحيانًا على صحفيين يبحرون معنا في سفينتنا. لم يكونوا يحملون أي بندقية، بل كانوا يحملون قلمًا. وفي بعض الأحيان كان القلم أقوى.