×

عالم امريكي يدافع عن المحاصيل المعدلة وراثيا

عالم امريكي يدافع عن المحاصيل المعدلة وراثيا

الولايات المتحدة، (أمريكا إن أرابيك) – يقول العالم الأميركي روبرت بارلبرغ إنه منذ الثمانينات من القرن الماضي، تمكنت الزراعة الواسعة النطاق للحبوب التقليدية من إنتاج كميات أكبر وبدرجة متزايدة من المحاصيل، وفي الوقت نفسه تستعمل كميات أقل من الأسمدة والمياه، ومن المواد الكيماوية المبيدة للحشرات. 

وأشار إلى أن هذا أمر جيد بالنسبة للبيئة. وأكد بارلبرغ خلال مناقشة عُقدت في 15 آذار/مارس حول “حرب الثقافة السائدة حول الأغذية والزراعة ” في كلية الدراسات المتقدمة في جامعة هوبكنز في واشنطن، إنه بوجود الزراعة التقليدية القائمة على العلم، أصبحت “بصمة أثر الزراعة على الأرض أصغر”. وأوضح أن هناك حاجة لزيادة المحاصيل لإطعام سكان العالم الذين يتعاظم عددهم باستمرار.

وأشار بارلبرغ إلى أن العمل الزراعي التقليدي اليوم “يختلف بدرجة كبيرة جدًا” عن العمل الزراعي التقليدي الذي كان سائدًا في الستينيات من القرن العشرين. ومن أهم العوامل التي حققت زيادة كبيرة في المحاصيل كان الاستعمال التجاري في العام 1996 للبذور المقاومة للأمراض والحشرات المحسّنة بواسطة التكنولوجيا البيولوجية، وهي البذور المعروفة أيضًا باسم “البذور المعدلة وراثيًا”.

وأردف يقول، على سبيل المثال، إن البذور المعدلة وراثيًا بواسطة التكنولوجيا البيولوجية توفر الحماية من الإصابة بحشرة حفر القمح بدون الحاجة إلى نشر المواد الكيمائية. كما حلّ فول الصويا المقاوم محل النشر المتعدد للمبيدات السامة للأعشاب وللحشرات.

ولأن المحاصيل المعدلة وراثيًا تقاوم الحشرات والأعشاب الضارة وتقلل من ضرورة استعمال الحراثة الميكانيكية، فإن ذلك يخفض كمية انبعاثات عوادم الديزل في الجو ويحافظ على التربة.

وأكد بارلبرغ أن العامل الآخر الأحدث الذي أثر على الزراعة التقليدية كان استخدام النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) على الآلات الزراعية التي “تحدد للمزارعين بدقة، الأجزاء في الحقل التي تحتاج إلى ري وتلك التي لا تحتاج إليه، والجزء الذي يحتوي كمية أقل من النيتروجين”. واعتبر أن ذلك يمنع استعمال كميات زائدة من الأسمدة، ويخفض من تسرب المواد السامة إلى جداول المياه. كما أن الجرارات المجهزة بالنظام العالمي لتحديد المواقع تسمح للمزارعين بالإدخال الدقيق للأسمدة في التربة حيث تمّ غرس البذور تمامًا. وأضاف، “أصبحت اليوم المعدات الزراعية أكثر دقة بكثير”.

فوائد البذور المعالجة بالتكنولوجيا البيولوجية وغيرها من التقنيات الزراعية الحديثة كالري بالتنقيط أصبحت منتشرة على نطاق واسع. فبين العام 1990 والعام 2004 انخفضت في البلدان الـ 34 الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) كميات المياه المستخدمة للري بنسبة 9 بالمئة، وانخفض النيتروجين الزائد بسبب الإفراط في استعمالات الأسمدة بنسبة 17 بالمائة، وهبط استخدام مبيدات الحشرات بنسبة 5 بالمئة، وانخفضت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الزراعة بنسبة 3 بالمئة. وأوضح بارلبرغ أنه بسبب نشر الجرارات لكميات أقل من مبيدات الحشرات والأسمدة الزراعية، فإن استخدام الطاقة في الزراعة يزداد بنسبة سدس معدل استخدام الطاقة في قطاعات أخرى من الاقتصاد.

وأشار بارلبرغ إلى أن هناك “حرب ثقافية” قائمة في الدول الغربية حول الأغذية والعمل الزراعي. فالمناصرون للزراعة التقليدية وبينهم المزارعون وشركات التصنيع الزراعي، أما أنصار الزراعة العضوية فمن بينهم أصحاب المطاعم. وأوضح بارلبرغ أنه في حين أصبحت الزراعة العضوية هي الظافرة فيما وصفه بـ “السوق الثقافية،” أي الثقافة السائدة، فإن الزراعة التقليدية هي الظافرة في السوق التجارية.

كما لاحظ بارلبرغ أن محاصيل الزراعة العضوية أقل من تلك التي تنتجها الزراعة التقليدية. وأن الزراعة العضوية تحتاج إلى عدد أكبر من العمال لنشر السماد العضوي والسماد الحيواني واستعمالهما طوال موسم النمو. وهذا يعني زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ورأى بارلبرغ أن “هناك بعض الناس الذين يقبلون دفع سعر مضاعف للسلع الزراعية في حال جرت زراعتها عضويًا، ولكن لا يوجد كثيرون على استعداد لفعل ذلك في كافة الأوقات”، أطلق بارلبرغ على سوق المواد العضوية لقب السوق “الخاصة” وأفاد أن الاتجاه الأحدث يميل….  نحو نظام غذائي عالمي يدفعه الانخفاض في تكاليف النقل والقدرة على التجميد الفوري للمنتجات المقطوفة عند بلوغها ذروة القيمة الغذائية.”

وخلص إلى القول، تزداد صعوبة منافسة “الزراعة التقليدية بفضل الارتفاع القوي والمتسارع في الإنتاجية الزراعية “.

بارلبرغ هو عضو في مجلس الزراعة والموارد الطبيعية لدى المجلس القومي الأميركي للأبحاث ومستشار لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وهو يعمل أستاذًا للعلوم السياسية في كلية ويلزلي بمدينة ويلزلي، في ولاية مساتشوسيتس.