×

قصة مصابين بالايدز في مصر

قصة مصابين بالايدز في مصر

نيويورك، (وكالة أنباء أمريكا إن ارابيك) –  عادل وندى شاب وشابة مصريان متزوجان منذ أعوام قليلة يكافحان معا مثل أي زوجين لمواجهة أعباء الحياة التي يزيدها صعوبة وتحديا حقيقة أنهما متعايشان مع فيروس نقص المناعة البشرية. ولكنهما وجدا أملا جديدا في الحياة من خلال إحدى مبادرات الأمم المتحدة

لا يعرف الكثيرون من المحيطين بالشاب عادل وزوجته ندى أنهما متعايشان مع فيروس نقص المناعة البشرية، قد يكون السبب الرئيسي في ذلك الخوف من الوصم والنظرة السلبية من المجتمع.

قابلت زوجتي هنا في جمعية أصدقاء الحياة وبدأنا مشوارنا من هنا، كنا مريضين فقررنا أن نكمل بعضنا البعض، لأننا سنشعر ببعض أكثر من أي شخص آخر.”

تردد ندى نفس المشاعر، وتتحدث عن مشوارها مع رفيق الدرب. تزوجنا منذ أربع سنوات، والحمد لله لا نواجه صعوبات، فلا تعني إصابتنا بالمرض أن حياتنا قد توقفت بل لدينا أمل وطموح في الدنيا.”

في عامي 2010 و2011 عقد برنامج الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالإيدز في العالم العربي سلسلة من ورش العمل التدريبية في مصر لبناء المهارات القيادية للسيدات المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشرية.

وبعدها قام البرنامج ببناء شراكة مع عدة جهات منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر لتقديم الدعم الفني والمالي للمتعايشين مع الفيروس لتمكينهم من تصميم وتنفيذ مشاريع خاصة صغيرة مدرة للدخل.

ماجد شفيق المسئول بالبرنامج الإنمائي شدد على أهمية دعم ومساندة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية.

أي برنامج متكامل وشامل للتعامل مع مرض الإيدز لابد وأن يشمل عنصرا مهما جدا وهو دعم ومساندة الأشخاص المتعايشين، فكلما عاشوا حياة إيجابية خالية من الوصم والتمييز وحياة منتجة كلما أثر ذلك على فرص تقليل انتشار الوباء.”

وأضاف ماجد شفيق أن تطبيق برنامج تقديم الدعم الفني والمالي واجه عدة تحديات تعلق بعضها بالمتعايشين أنفسهم، إذ كان من الصعب عليهم في البداية أن يتصوروا قدرتهم على القيام بعمل ناجح في الحياة والحصول على قرض مالي لإقامة مشروع خاص بهم.

قبل تقديم مشروع القروض نفسه، قمنا بالتمهيد ببرنامج لرفع القدرات القيادية، وكان الهدف الأساسي له هو أن يعيد الأشخاص النظر في هدفهم في الحياة وسبب وجودهم وطاقتهم وقدرتهم ومواهبهم ويخرجوا بفكرة مشروع ينفذونه لحياتهم ومستقبلهم.”

 وكان ندا وعادل من أوائل المستفيدين من تلك المبادرة:

أحضرنا بعض الملابس وبدأنا بها، والحمد لله أعمل الآن في مجال الملابس الجاهزة الحريمي والرجالي وللأطفال.”

 يقول عادل إن ذلك القرض غير حياته إلى الأفضل:

إن القرض المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاء في وقته وكان مثل طوق النجاة بالنسبة لي، فبدأت في تنفيذ مشروع صغير يدر ربحا لأنفق منه طوال الشهر. فأنا أحتاج أدوية وطعاما طازجا طوال الوقت إلى جانب دفع الإيجار. وقد ساعدني القرض على الوفاء بالتزاماتي وعدم الاحتياج إلى أي شخص آخر.”

 وقال ماجد شفيق المسئول ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه لمس التغيير الذي أحدثه مشروع التمويل في المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية حيث أصبحوا أكثر تقبلا لأنفسهم وتحديا لإمكاناتهم وتفاؤلا في المستقبل.

شعرت بأنني موجودة في الدنيا وقادرة على الإنتاج وأن استفيد وأفيد الآخرين، أشعرني بأنني موجودة ولي حياة بدلا من أن استسلم للمرض وأيأس من الدنيا، لا أنا موجودة.”

أجرى الزملاء في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقابلات الواردة في التقرير.