×

كيري: الشرق الأوسط يحتاج إلى التزام طويل المدى

كيري: الشرق الأوسط يحتاج إلى التزام طويل المدى

ألقى وزير الخارجية الأميركية جون كيري خطابًا أمام الحضور في المنتدى السنوي الثالث للسياسات الاستراتيجية التحولية الذي عُقد في واشنطن في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، قال فيه: “تنتهج الولايات المتحدة في كل يوم سياسات لتعزيز الأمن والازدهار الاقتصادي وحماية البيئة وحقوق الإنسان والتنمية، إلا أنني اليوم أريد أن أركز على … منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.”

وشدّد الوزير كيري على أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى منخرطة بعمق في هذه المنطقة لأنها ذات أهمية حيوية لأمن واقتصاد الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص في “عالم لا تستطيع فيه المسافات ولا المحيطات ولا الأسوار ولا جدران الحماية الإلكترونية وقايتنا حقًا من الخطر.”

وأشار الوزير إلى سبب آخر وراء انخراط الولايات المتحدة، سبب قد يكون “ملموسًا بدرجة أقل لكنه يتساوى من حيث العمق”، لأن جذور الحضارة الحديثة يمكن أن تعزى إلى التقاليد الروحية والأخلاقية الغنية التي بدأت في منطقة الشرق الأوسط وتطورت إلى القيم والمثل العليا التي تسترشد بها الولايات المتحدة اليوم.

وقال: “إن أمتنا نفسها أمة متنوعة في أثنيتها وأعراقها وخلفيات ومعتقدات مواطنيها؛ ولكن ما يوحدها هو إيمانها بأهمية كل إنسان؟”

وأضاف كيري “إن أميركا لن تكون أميركا الحقيقية لو أدرنا ظهورنا” للملايين من الناس الأبرياء الذين يعانون الآن في منطقة الشرق الأوسط. إن الولايات المتحدة ليست طرفًا في التناحرات الطائفية أو في الخصومات بين الأعراق المختلفة التي تقسم معظم مناطق الشرق الأوسط”، ولكنها تؤمن بضرورة دعم حقوق الجميع، بمن فيهم الأقليات.”

وأكد وزير الخارجية أن نشاطات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تتعارض مباشرة مع هذا الإيمان>

وتابع كيري قائلاً: إن إستراتيجية الدولة الاسلامية تقوم بالكامل على أساس بث الذعر؛ ثم سرد الأدوات التي يستخدمها هذا التنظيم وتشمل التعذيب والإعدام والخدمة العسكرية الإجبارية والاختطاف والاستعباد والاغتصاب وتدمير المواقع التراثية.

وقال: “لقد جرى تدنيس عدد من المزارات الثقافية والدينية، من ضمنها أضرحة أنبياء وأولياء يوقرهم جميع أبناء إبراهيم.”

وذكر الوزير كيري أن الولايات المتحدة لا تقف وحدها في معارضتها لتنظيم الدولة الاسلامية. فقال :”فالحكومات التي تكاد لا تتفق على أي شيء آخر فيما بينها، اتفقت على الضرورة الملحة لمجابهة هؤلاء الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بهم. وهذا ينطبق على الزعماء السنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان وأعضاء في مجموعات أقليات أصغر.”

وأكد وزير الخارجية الأميركية أنه مع استمرار الدولة الاسلامية في حملتها ضاعفت الولايات المتحدة جهودها لإطعام الجياع وإيواء المشردين ومداواة الجرحى. وقال: “هذا التزام نأخذه على محمل الجد،”

وأفاد كيري بأنه يدرك أن البعض يعتقد بأن الضربات الجوية الأميركية ضد الدولة الاسلامية في سوريا ستساعد الديكتاتور بشار الأسد الذي يحكم البلاد منذ زمن طويل، “لكن تلك الفرضية تستند في الواقع إلى قراءة خاطئة للواقع السياسي في سوريا.”

وشرح ذلك بقوله: “إن نظام الأسد والدولة الاسلامية متكافلان بحكم المنفعة المشتركة. إذ أن الدولة الاسلامية كتنظيم يطرح نفسه كبديل وحيد للأسد، فيما يرمي الأسد إلى الادعاء بأنه يمثل آخر خط دفاع ضد الدولة الاسلامية، والنتيجة أن الأثنين أصبحا أقوى.”

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية إن الولايات المتحدة وشركاءها يسعون إلى “طرح إمكانية وجود خيار جديد يكون بناءً بدرجة أكبر … وسيرحب به كل سوري يرغب في العيش في بلد يتسم بالتحضّر وضم كل الفئات، ويسوده الحكم الرشيد والسلام”، مضيفًا أن الولايات المتحدة تعتقد بأن غالبية السوريين تبحث عن مخرج من الفوضى وإراقة الدماء.

وأكد الوزير كيري أنه، “مع مرور الوقت، سوف نربح المعركة “

وقال :”يجب أن تكون هناك بدائل واضحة وجذابة للعدمية التي يبثّها أمثال الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة وخراسان، وتلك البدائل الموجودة اليوم.”

وشدد كيري على أن الولايات المتحدة وشركاءها ملتزمون في جعل تلك البدائل أقوى وأكثر نجاحًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

غير أن المسؤول الأميركي لاحظ أن “هناك بلدانًا كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعيق تقدمها سياسات اقتصادية متقاعسة وغير منصفة، ومؤسسات سياسية لا تستجيب لتطلعات مواطنيها، واستثمارات غير كافية في التعليم، فضلاً عن إجحاف النساء”.

ثم خلص وزير الخارجية الأميركية إلى القول: إن “تصحيح كل ذلك هو بمثابة مسألة قد تتحقق على المدى البعيد، غير أن الالتزامات الطويلة المدى هي بالضبط ما نحتاج إليه في الوقت الحالي. ولا يمكن أن نسمح للإحباط في تلك الدول بأن يتفاقم بوتيرة أسرع من الفرص.”

State Department Photo