×

لاغارد: البطالة 13 في المائة في العالم العربي

لاغارد: البطالة 13 في المائة في العالم العربي

قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، أن مشكلة البطالة في منطقة التحول العربي بعيدة المدى، حيث تواجه هذه الدول أزمة طاحنة في فرص العمل ، فمعدل البطالة يبلغ 13% وبطالة الشباب تعادل ضعف هذه النسبة، حيث وصلت إلى 29% وهو من أعلى المعدلات على مستوى العالم، بالإضافة إلى ذلك تواجه المنطقة أكبر موجة على مستوى العالم فيما يتعلق بتضخم عدد السكان والشباب، حيث يطرق أبواب سوق العمل 3 ملايين شاب سنويا في العالم العربي ولتحقيق إنجاز في هذا الصدد نحتاج إلى مضاعفة معدلات النمو التي تبلغ مستوياتها الحالية نحو 3%

وقالت إن مسألة إلغاء الدعم الحكومي أو ترشيده ” ليس وصفة مفروضة من الصندوق، وإنما يأتي في إطار الإصلاح الاقتصادي للدول”.

وبحسب بيان من صندوق النقد في واشنطن وصلت لوكالة انباء أمريكا إن ارابيك نسخة منه فقد أوضحت لاغارد، خلال مشاركتها في الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر الإقليمي (بناء المستقبل: الوظائف والنمو والمساواة في العالم العربي)، الذي ينظمه الصندوق النقد الدولي في عمان ، أن الصندوق يتخذ قراراته مع المسؤولين في الدول الأعضاء ولا يفرض عليهم “وصفات” محددة لعلاج الأوضاع الاقتصادية في دولهم.

وأضافت أنه ينبغي تحويل الدعم الحكومي إلى الفئات الأكثر احتياجا، بدلا من توجيهه إلى جميع شرائح المجتمع بشكل عام، وبالتالي ستتحول قيمة الدعم إلى تحسين أحوال الفئات المهمشة والأكثر حرمانا، وأن تنفيذ ذلك يتطلب مزيدا من الحوار والإقناع.وأعربت مديرة صندوق النقد الدولي عن تفاؤلها إزاء إمكانية تحقيق استقرار اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط ، مؤكدة على أن اقتصادات دول المنطقة تتمتع بأسس قوية يمكن البناء عليها فهناك ارتفاع في الصادرات والاستثمارات العامة ودلائل على أن الاستثمار الخاص سيزداد نموا غير أنها تحتاج إلى مزيد من الإصلاحات الشاملة ومواجهة مشكلة البطالة وخاصة للمرأة.

وقالت ” إنه لو كانت دول المنطقة شجعت المرأة على دخول سوق العمل بقوة خلال العقد الماضي ، لكانت قد حققت مكاسب قدرها تريليون دولار أمريكي كناتج تراكمي للاقتصاد”. ولفتت إلى أنه على الرغم من البيئة الخارجية غير المواتية في بلدان التحول العربي إلى جانب الضغوط الداخلية المتصاعدة في بعض الدول على الجبهات الاجتماعية والاقتصادية والمالية إلا أن الموقف الاقتصادي في هذه الدول يبدو مبشرا ، داعية صناع القرار في الدول العربية الاستجابة لتطلعات المواطنين لتحسين مستويات معيشتهم والالتحاق بسوق العمل. ورأت أن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال مواصلة الإصلاح الهيكلي للاقتصاد لتوليد النمو اللازم لاتاحة فرص التشغيل مع التزام الشفافية حول سياسات الانفاق العام ،حيث يتقبل المواطنون الإجراءات اللازمة لترشيد الدعم الحكومي وتوجيهه إلى خدمات جماهيرية مثل تحسين التعليم والقطاع الصحي. وأكدت على أن المصداقية والشفافية وإقناع المواطنين هي أمور مطلوبة لكي يتقبلوا القرارات الحكومية ، مشددة على أن صندوق النقد الدولي ليس مجرد هيئة تضم مجموعة من كبار المحاسبين الذين يتعاملون مع الأرقام الصماء بموازنات الدول إنما هو مؤسسة دولية تضم العديد من دول العالم وتصغى لآراء السلطات المعنية في هذه الدول واحتياجات شعوبها.

وأوضحت أن الصندوق يتخذ قراراته مع المسئولين في الدول الأعضاء ولا يفرض عليهم “وصفات” محددة لعلاج الأوضاع الاقتصادية في دولهم ، مشيرة إلى أنها استمعت إلى شكوى الحكومة الأردنية من عبء استقبال أكثر من 600 ألف من اللاجئين السوريين ،حيث استجاب الصندوق مع هذه الشكوى وقدم الدعم اللازم. وفيما يتعلق بمواجهة مشكلة البطالة ، أيدت لاغارد التوسع في المشروعات المتوسطة ، قائلة “بما أننا في منطقة الشرق الأوسط فإنني أفضل كل ما هو متوسط.

وأعربت عن اعتقادها بأن هذا التصور هو أمر جيد لمنطقة الشرق الأوسط ، داعية إلى انتهاج سياسة النمو الشامل الذي يحتوي كل فئات المجتمع بحيث يزيل عدم المساواة ويحقق العدالة الاجتماعية ويساعد جميع الأفراد على الاستفادة من عوائد التنمية.

وتطرقت إلى قضية عمل المرأة ، قائلة إن المرأة هي ضحية للبطالة في المجتمعات خاصة في الدول النامية، حيث تجد صعوبة في الدخول إلى سوق العمل ومن الضروري منحها مزيدا من الفرص للتشغيل، مشيرة إلى اتساع الفجوة في التشغيل بين الإناث والذكور في منطقة الشرق الأوسط لتعادل ثلاثة أمثال المعدلات المسجلة في دول الاقتصادات الصاعدة.

وأضافت أن مؤتمر عمان سيتيح منبرا مفتوحا لكبار صناع السياسيات في المنطقة والخبراء لمناقشة استراتيجيات تحقيق النمو القوي والشامل للحد من البطالة وخاصة بين الشباب ورفع مستويات المعيشة في مختلف أنحاء العالم العربي.