×

لقاء لعملاقة القوات الخاصة في فلوريدا

لقاء لعملاقة القوات الخاصة في فلوريدا

اجتمع مندوبون في مجال العمليات الخاصة من 96 بلداً يوم 22 أيار/مايو في تامبا بولاية فلوريدا لحضور مؤتمر تستضيفه قيادة العمليات الخاصة الأميركية (سوكوم) كل عدة سنوات.
وقد عقد الأدميرال في سلاح البحرية، وليم إيتش. مكرايفن، قائد العمليات الخاصة الأميركية، ونظيراه من أستراليا وكولومبيا، مؤتمراً صحفياً لإطلاع المراسلين الصحفيين حول ما جرى البحث فيه في اليوم الختامي لهذا التجمع الدولي.
وقال مكرايفن إن المؤتمر “يشكل دائماً فرصة رائعة بالنسبة لنا لاستضافة شركائنا وحلفائنا وأصدقائنا من مختلف بلدان العالم لكي يأتوا ويتفاعلوا مع بعضهم البعض”، مضيفاً أن موضوع هذه السنة كان “بناء الشراكة العالمية لقوات العمليات الخاصة.”
انضم إلى مكرايفن، اللواء بيتر وارويك غيلمور، قائد القوات الخاصة في أستراليا، والعميد خِوان بابلو رودريغز باراغان، قائد القيادة المشتركة للعمليات الخاصة في كولومبيا. 
وخلال حفل عشاء أقيم يوم 23 أيار/مايو، شكرت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون، التي ألقت الكلمة الرئيسية في الحفل، المشاركين في المؤتمر على ما يقوم به في سبيل إبقاء الولايات المتحدة والدول الأخرى آمنة وقوية.
قالت كلينتون “إن خدماتكم تجعل العالم أكثر أماناً بالنسبة للناس أينما كانوا، وتتيح لهم العيش بسلام ووئام.” وأضافت “أن هذا سيكون التحدي الذي سيواجهنا في القرن الحادي والعشرين”.
وانطلاقا من إدراكها بأن قوات العمليات الخاصة الأميركية والقوات الشريكة لها تشكل رأس حربة، فقد أعربت عن ثقتها “بأن من الخير أن ندرك بصورة نهائية إنسانيتنا المشتركة ونقف معاً صفا واحدا ضد قوى الظلام.”
وأعرب مكرايفن عن امتنانه على كلمات كلينتون اللطيفة حول الطريقة التي تعمل بها قوات العمليات الخاصة الأميركية وقوات العمليات الخاصة الشريكة التابعة للحلفاء.
وتابع مكرايفن حديثه قائلا: “لدى وسائل الإعلام رغبة دائمة في التحدث عن تلك العمليات الحيوية جداً التي نقوم بها والتي تصنع الأخبار – الغارات وإنقاذ الرهائن، “ولكن، كما أشارت إليه الوزيرة كلينتون، إن هذه العمليات هي بالفعل أقل ما نفعله، بالمقارنة مع بناء قدرات شركائنا، وإقامة العلاقات، ومساعدة الدول الأخرى، وهو الجانب الأقل ظهوراً من العمليات الخاصة حيث يكون باستطاعتنا استباق المشاكل عن طريق التعامل مع شركائنا ومن خلال تمكين الدول الشريكة من التعامل مع مشاكلها الأمنية الخاصة”.
وأعلن مكرايفن للصحفيين بأن الأسبوع كان مثمرا جدا حيث جرى فيه تبادل الأفكار، إلى جانب تبادل الأساليب والتقنيات والإجراءات بين المختصين في العمليات الخاصة من مختلف دول العالم.
وكشف على أنه خلال تمرين واحد على القدرات، الذي شاركت فيه عشر دول مختلفة في “القفز من الطائرات، والتسلق السريع على الحبال، والقيام بغارات وهمية، كل ذلك في جهد منا للاستمرار في بناء هذه الشراكة.”
وأكد مكرايفن أن المؤتمر أتاح أيضاً لقوات العمليات الخاصة الدولية الانخراط مع الشركاء في القطاع الصناعي، إضافة إلى الدعم من جانب وكالة الصناعات الحربية القومية.
وأفاد غيلمور أن إجراء تمارين العمليات الخاصة مع الشركاء الدوليين “يوفر الفرصة للعمل على الصعيد العالمي ولفهم التحديات القائمة حول العالم”، وأضاف أن المشاركة في هذه التمارين تتيح أيضاً لقواته الفرصة “للإطلاع على الأساليب المختلفة لإدارة الاستقرار والأمن على النطاق العالمي، وهي فرصة ثمينة بالفعل”.
وشكر رودريغز الحكومة الأميركية، وبنوع خاص قوات العمليات الخاصة الأميركية على ما تقدم من مساعدات في تعطيل النشاطات الإرهابية للعدو اللدود لدولته، القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
وأشار العميد إلى أن “الوضع في كولومبيا مختلف جداً (اليوم) لأن ديمقراطيتنا تتمتع الآن بدعم من البلدان الأخرى، وعلى الأخص من الولايات المتحدة.”
واعتبر رودريغز أن الإرهاب سوف يظل “يشكل تهديداً وخطرا علينا جميعا في المستقبل.
وأضاف أن “الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها تعطيل العمل الإرهابي هي العمل معاً، والتعاون مع كل البلدان، وتكامل مخابراتنا والعمل سوية”.
ورداً على سؤال من الصحافة حول أفغانستان، قال مكرايفن إنه ناقش هو ونظراؤه مجموعة واسعة من المواضيع بما في ذلك العمليات الخاصة في أفغانستان بعد العام 2014، والعقلية المتبعة لدى قوات العمليات الخاصة.
أوضح الأدميرال مكرايفن، “لدينا الآن خطة للبقاء في أفغانستان بعد العام 2014 للقيام بدور المشورة وتقديم المساعدة” للأفغان”، وأضاف “لا أعرف الآن بالذات ما سيكون عليه حجم قوات العمليات الخاصة الأميركية، كما أن تفاصيل ذلك لا يزال قيد الإعداد بين الأعضاء الكبار في حكومتنا وفي الحكومة الأفغانية وحكومات التحالف”.
واعتبر مكرايفن أن أعضاء قوات العمليات الخاصة “فخورون جداً، وهم يبذلون الكثير من الجهود في قدراتهم على القيام بالأعمال المباشرة. إنها قدرات هامة بالنسبة لأي دولة، كي تكون قادرة على إنقاذ مواطنيها، والقضاء على التهديدات التي تواجه الدول، أياً كانت البلدان المعنية”.
وأضاف أن هذا هو السبب في أن جميع قوات العمليات الخاصة تتدرب “وفقاً لمعايير رفيعة للغاية لتتمكن من القيام بأعمال مباشرة”.
واستطرد الأدميرال يقول إن قوات العمليات الخاصة تقوم في معظم الأوقات بأنواع أخرى من الأعمال، تدعى أحياناً مساعدات عسكرية، أو مساعدات قوات أمنية، أو بناء لقدرات دول شريكة.
ولمثل هذه المهمات، يكون حجم قوات العمليات الخاصة صغيراً، وتتألف مما يسميه مكرايفن “حفنة من الشُبّان الذين يتحدثون بلغة البلد، ويعرفون ثقافته، ولديهم فيه مكانة تتيح لهم المشاركة مع الدولة المضيفة بناء على طلبها، ويعملون من خلال بعثة أميركية، من خلال وزارة الخارجية، وعبر قادة مقاتلين في الأماكن الجغرافية”.
وأكد الأدميرال أن هذه القدرة الكبيرة لقوات العمليات الخاصة مهمة وفعالة من حيث الكلفة ونجني منها عائداً كبيراً على الاستثمار، “وتسمح للدولة المضيفة بتطوير قدراتها الخاصة للتعامل مع مشاكلها الأمنية الخاصة.”
وشدد على أن الهدف “هو استباق المشاكل أو ما نميل إلى تسميته “ما تبقى من دوي الانفجار”.”
وشرح الأدميرال “إذا كانت هذه هي النقطة التي تسير الأمور فيها بشكل سيء حقاً، فإن ما نريد أن نكون قادرين على القيام به هو المشاركة مع الدولة المضيفة في وقت مبكر جداً لبناء قدراتها وتمكينها من التعامل مع المشكلة، بحيث لا نصل إلى النقطة التي تتفجر فيها الأمور.”