×

لوس أنجلس، مدينة الحالمين

لوس أنجلس، مدينة الحالمين

كتب جوناثان كيلرمان
على الرغم من كل ازدحام حركة السير الخانقة فيها، وأبنيتها الشديدة الاكتظاظ، يبقى الكثير من لوس أنجليس محافظاً على جماله الطبيعي بدرجة مثيرة للفضول، حيث تطوقها الجبال من ثلاث جهات ويكتنفها جمال المحيط الهادئ من الجانب الرابع.
إنها المكان الذي يقصده الحالمون، وكذلك المعذبون الذين تؤرقهم الكوابيس، لإعادة ابتكار أنفسهم.
لوس أنجلس تشجع التدفق الثابت للساعين إليها الحالمين بالنجومية. إنها مدينة الشركات حيث يشكل الخيال منتجهم الأول، ومن يدري متى ستهبط “النجمة الكبيرة التالية” من حافلة الركاب؟ 
أصحاب الرؤية الذين ابتكروا مفهوم الأفلام السينمائية كمشروع تجاري عند منعطف القرن العشرين جذبتهم لوس أنجلس بمساحات من الأرض المفتوحة الشاسعة التي كان من الممكن جعلها تحاكي أي مكان آخر من تكساس الى تاهيتي، وروح العصر التي تتيح لك أن تفعل ما ترغب به، وبالطبع مناخها المعتدل اللطيف. فالجذور التي زرعها كل من سينيت، وغولدوين، والأخوان وارنر، وأمثالهم تنامت بعمق وأصبحت متينة منذ ذلك الوقت. ولقد اختفت العديد من شركات صناعة الطائرات التي أغرت والدي في السابق، وأصبحت شركات التصنيع في مركز المدينة تكافح للتنافس مع المناطق التي تسود فيها الأجور المتدنية حول العالم. ولكن المؤسسة التي تسمي نفسها “صناعة” دون أي أثر للسخرية، وشركات الأعمال الفرعية التي أفرزتها – أي متاجر إيجار الملابس، والاختصاصيين بأداء الأدوار الخطرة، والمؤثرات الخاصة ومختبرات مونتاج الأفلام، ووكالات أصحاب المواهب- جميعها توسعت بصورة خيالية.
وأصبحت الأعمال السينمائية تسيطر على المشهد الثقافي، والاجتماعي، والسياسي في لوس أنجلس الى حد أكبر بكثير مما كانت عليه عندما انتقلت الى هنا قبل نصف قرن.
فالهوس برؤية مشاهير السينما يغذي خزينة المدينة بسخاء كبير من خلال اجتذاب آلاف السياح، والمغامرين، وحتى السكان المحليين، الذين تدور مخيلتهم حول مشاهدة نجومهم المفضلين.
فإذا ذهبت إلى أي مكان من العالم المتمدن ستجد أن الجميع قد سمعوا بهوليوود. ويصح هذا أيضًا على بيفرلي هيلز وماليبو.
ملاحظة المحرر: نشأ جوناثان كيلرمان، عالم النفس السريري، والأستاذ الجامعي، ومؤلف 37 كتاباً، في مدينة لوس أنجلس. وهذه المقتطفات مقتبسة من مقالته “أرض الأحلام”، التي كتبها كيلرمان لكتاب “مدينتي”.
في مدينة لوس أنجلس. وهذه المقتطفات مقتبسة من مقالته “أرض الأحلام”، التي كتبها كيلرمان لكتاب “مدينتي”.