×

منظمات غربية تعارض استئناف معونات مصر

منظمات غربية تعارض استئناف معونات مصر

واشنطن، (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) –  أثار إعلان وزارة الخارجية الامريكية إستئناف المساعدات العسكرية لمصر لدوافع تتعلق بالأمن القومي، موجة عارمة من الإحتجاجات من قبل المنظمات الدولية المرتبطة بمنظمات المجتمع المدني المثيرة للجدل في مصر.

حيث صرح سانجيف بيري، مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوم 23 مارس أن المنظمة تعارض تمويل، وبيع، أو نقل الأسلحة حيث هناك احتمال كبير بأن تستخدم لإرتكاب أو المساعدة علي إرتكاب إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

ومن جانبه، صرح ديفيد جيه كرامر، رئيس مؤسسة فريدوم هاوس اليمينية التي تسعى لفرض النموذج الأمريكي على الدول العربية في بيان، أن إستئناف المساعدات العسكرية يرسل رسالة خاطئة إلى الشعب المصري “بأننا نهتم فقط بالعاملين في المنظمات غير الحكومية الأمريكية، وليس بتطلعات الشعب المصري لبناء الديمقراطية”.

وحذر من أن حكومة الولايات المتحدة تخاطر بتكرار أخطاء الماضي، أي بالتسامح مع المؤسسة العسكرية المصرية باسم الاستقرار الإقليمي، بينما تتجاهل إرادة الشعب المصري.

وشدد كرامر علي أن “أفضل طريقة لتحقيق الاستقرار في مصر تأتي من خلال دعم التحول الكامل إلى حكومة ديمقراطية تدعم الإنسان حقوق الإنسان والمجتمع الحر”.

وبدوره، أعرب عضو مجلس الشيوخ باتريك ليهي المعروف بتأييده القوي لإدارة باراك أوباما، عن قلقه إزاء إعلان إستئناف هذه المساعدات.

وقال أن تسليم كامل هذه المساعدات بمقدار 1.3 مليار دولار دفعة واحدة للجيش المصري يهدد “بتشتيت نفوذنا في المستقبل”.

يضاف إلي ذلك أن إستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب ونشرته يوم الجمعة 23 الجاري قد بين أن 56 في المئة من المواطنين المصريين إعتبروا -خلال الفترة ما بين شهري يناير وفبراير عام 2012- أن توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة “أمر سيئ”.

وكان عدد من المشرعين الامريكيين  قد تعهد باستمرار الضغوط على النظام العسكري الحاكم في مصر واستغلال المعونة الامريكية لمصر في قضايا مختلفة منها الموافقة على تسجيل منظمات اهلية ممولة أمريكيا.

وكانت الضغوط الامريكية قد نجحت في رفع حظر سفر عدد من الامريكيين المتورطين في تمويل مستتر لجمعيات مدنية مصرية والتدخل في الشأن السياسي المحلي.

حيث صرح السيناتور لينسي جرام، العضو البارز في لجنة المخصصات الفرعية بمجلس الشيوخ :”نأمل ان يعتنق الشعب المصري التسامح، وان يتم الترحيب بالمسيحيين الاقباط…وان يتم تمثيل الاقليات الدينية الا يتم ارجاع النساء للظلام مرة اخرى، وان يعكس الدستور دولة اسلامية تتفهم مبادئ التسامح والاعمال الحرة”. واضاف :”اننا سنراقب كل هذا”.

وتشهد مصر حاليا سجالا حول ولاء منظمات وافراد المجتمع المدني، والنشطاء والسياسيين الذين تدعمهم واشنطن في مصر في فترة ما بعد الثورة المصرية وتلقيهم انواعا من الدعم سواء كان مالي او عيني او سياسي.

هذا وقد تفجر  الجدل بعد انكشاف عدة وثائق لموقع ويكيليكس كشفت بدورها عدة لقاءات غير معلنة بين شخصيات اعتبارية مصرية ومسئولين اجانب تناولت الاوضاع في مصر مثل الكشف عنها مؤخرا صدمة للكثير من المصريين المتوجسين من التدخلات الخارجية في بلدهم.

وكانت منظمات اهلية مصرية تتلقى تمويلا من حكومة الولايات المتحدة قد استنجدت بواشنطن وطلبت تدخلا امريكيا لتهدئة الموقف المتصاعد ضدها في مصر.

يذكر ان جنديا امريكيا خدم في العراق قد سرب إلى موقع ويكيليكس الذي يروج للشفافية في السياسة الدولية بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2009 ومايو /آيار عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 الف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الاسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة  لعرب مع سفارات الولايات المتحدة الأمريكية.

Aina/ca/mk/dk/2012