×

نصائح وتجارب زيارة امريكا للاجانب

نصائح وتجارب زيارة امريكا للاجانب

زار الولايات المتحدة في العام 2011 عدد قياسي من السياح وصل إلى 62 مليون شخص. فمن طلاب وسياح إلى أكاديميين ومهنيين، يتقاطر زوّار من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة في كل عام للدراسة والعمل وتفقد المعالم التي يشاهدونها عادة في الأعمال الفنية والصور وأفلام هوليوود.

غير أن في زيارة الولايات المتحدة ما هو أكثر من مجرّد وجهات السفر الشهيرة- فمن سكان يتميزون بالتنوّع إلى عجائب الطبيعة الأخاذة، والمأكولات المتنوعة اللذيذة. فالسفر إلى الولايات المتحدة يتيح الحصول على طائفة من المزايا التي ربما لم تشاهدها في الأفلام السينمائية.

الحصول على التأشيرة

بناء على بلدك الأصلي، قد يتعيّن عليك تقديم طلب للحصول على تأشيرة قبل دخول الولايات المتحدة. وبإمكان السفارات الأميركية أن تساعد في الرد على أسئلتك عن شروط الحصول على التأشيرة. وسواء وددت السفر بهدف السياحة أو الأعمال التجارية أو الدراسة أو التبادل المهني أو لأسباب أخرى، فإن معرفتك المسبقة بكيفية التقدم لنوع التأشيرة المطلوبة يمكن أن تسهل العملية.

وحسبما قالت شوسميتا خان من بنغلاديش، وهي مشاركة حديثة في برنامج للتبادل المهني تموّله وزارة الخارجية، فإن عملية التقدم للتأشيرة كانت منظمة جدًا. أولا، كان عليها أن تملأ استمارة الطلب ثم تدفع الرسوم، وتحدّد موعدًا لمقابلة جرت في مبنى السفارة. وخلال المقابلة كان مسؤولو التأشيرات يتحلون بالكياسة والمهنية “ولمست أنه كان هناك مترجمون لمساعدة من لديهم إلمام محدود بالإنجليزية.”

أما طوماس بارلو من ليبيريا، فهو يذكر أنه سُئل أسئلة قليلة عن مهنته والغرض من السفر إلى الولايات المتحدة، فيما قال كريس رييس من الفليبين إنه لم يشاهد “طوابير طويلة أو “فترات انتظار مطوّلة”، حسبما كان يتوقع.

التجوّل في البلاد

حينما وصلت المشاركة البيروفية في برنامج للتبادل، أنجيلا مارين ريفيرا، إلى أراضي الولايات المتحدة، كان أول ما لاحظته استعداد الأميركيين للمساعدة. وقالت: “لقد ساعدني الناس طوال عملية الدخول حتى وجدت الشخص الذي كان في انتظاري.”

وأنجيلا، وهي كفيفة، طلبت أن يتوفر لها كرسي متحرك لمساعدتها على الحركة داخل المطار، وما أعجبها هو تشديد الولايات المتحدة على إتاحة الفرصة للجميع للحصول على كل الخدمات المتاحة ودخول كل المباني. وقالت: “لم أواجه مشاكل. وتعلمت كيف أتجول بأمان في المدن التي زرتها، وتعلمت كيف أستقل الأوتوبيس، وأسير داخل المناطق، وأن أتسوق.”

أما البنغلاديشية خان فتقول عن ذلك: “كل شيء كان منظمًا ومدروسًا، وكل شيء كان عليه ملصق يوضحه، وأي شخص يقرأ الإنجليزية يستطيع فهم أين يذهب وماذا يفعل.”

ويتفق مع هذا الرأي الليبيري بارلو، إذ أنه في كل مكان قصده “كانت هناك تعليمات تساعد القادمين الجدد على التجول والحصول على المساعدة التي يحتاجونها.” أما ماري ريفيت، من هايتي، فقالت: “لقد شعرت بالترحيب والأمان.”

لقاء الأميركيين

إن الأميركيين ودودون جدًا، كما تقول ناتيا جيكيا، وهي طالبة تبادل دراسات عليا من جمهورية جورجيا، أستطيع أن أتواصل معهم مثلما أتواصل مع مواطنيّ من جورجيا.

وفي الواقع، حسبما قال ريّس، فإن الشعب الأميركي “يعبر عن مشاعره تعبيرًا جيدًا جدًا، ويتصف بالصراحة، والانفتاح على التنوّع الثقافي.”

أما رائد المكاوي الذي يوعمل في أنكوريدج بولاية ألاسكا، فقد شعر بالحفاوة فور وصوله. وقال: “لقد تأثرت جدًا بشعب ألاسكا، بودهم وكرم ضيافتهم، وهو ما جعلني أشعر بأنني في بلدي منذ اليوم الأول.”

وتتفق مع هذا الرأي بيلا خان وهي طالبة جامعية من باكستان، إذ قالت: إن الأميركيين “يتصفون بالود والترحيب، ولديهم قدر كبير من التسامح والاحترام للتنوّع.”

مشاهدة المعالم

إن احترام التنوّع هذا، حسبما تقول بيلا خان، ينعكس في مدن وبلدات أميركا المختلفة. وكانت مدينتها المفضلة سان فرانسيسكو التي وصفتها بأنها مدينة “لها روح” وهي أحبت بشكل خاص جزيرة ألكاتراز التي كانت تضم السجن السيء السمعة ذا التدابير الأمنية القصوى، والذي أغلق في العام 1963، ومنطقة التسوّق المحيطة بالمنطقة التاريخية بالمدينة التي تعرف باسم رصيف ميناء الصيادينFisherman’s Wharf .

أما رييس الذي قال إن الجزء المحبب لديه من المدينة هو حي كاسترو النابض بالحياة الذي يقطنه المثليون والمتحوّلون جنسيًا، مضيفًا: “لقد وقعت في غرام” المدينة.

أما جيكيا فهي تفضل مدينة نيويورك لما تحتويه من “ثقافة متميزة ونظرًا لتنوعها ووتيرة الحياة فيها.” وتشير إلى أن المدينة “تجسد الروح الأميركية الحقيقية.” فيما استمتع باليو برؤية ميدان تايمز، ومركز لينكون للفنون الأدائية، والهندسة المعمارية البديعة للكنائس العريقة بالمدينة.

وتنصح الهايتية ريفيت بزيارة واشنطن العاصمة وتقول: “تأثرت حينما مشيت بالقرب من البيت الأبيض ومبنى الكابيتول، فقد اشتممت ولمست الإحساس بالقوة والفخر. وأيضًا تأثرت بزيارة النصبين التذكارييين لمارتن لوثر كينغ وأبراهام لينكون.”

من جانبها فضلت بايغالاما باياندروج من مونغوليا التنازل عن مشاهدة المعالم الأثرية لتحضر مباراة بيسبول في بولتيمور شارك فيها فريق المدينة أوريولز، ومباراة كرة قدم أميركية بأنابوليس عاصمة ولاية ماريلاند. وقالت إن مشاهدة الرياضات الأميركية التقليدية بالحضور شخصيًا كانت تجربة “رائعة”.

وأكثر ما استمتع به المكاوي فكان الجمال الطبيعي لمدينة أنكوريدج وقال: “كنت محظوظًا جدًا بأن تكون زيارتي خلال فصل صيف باهر.” وهو استفاد من ساعات النهار الطويلة نظرًا لأن ألاسكا تقع في أقصى شمال الكرة الأرضية ليتسلق الجبال وجني الخضراوات. وأضاف: “لقد استمتعت بالطبيعة حقا.”

ومثله فعلت جيكيا التي استمتعت بعجائب الطبيعة في البلاد. ووصفت زيارتها لمنطقة الغراند كانيون (الوادي الكبير) بأنها “شيء عجيب حقًا.” إن هذا الوادي العميق “خلف انطباعات هائلة لديّ وكان كل شيء توقعت أن أراه بل أكثر بكثير.”

وتنصح الباكستانية بيلا خان زوار الولايات المتحدة “بتخصيص وقت لزيارة المناطق المحلية” بدلا من المعالم الرئيسية فحسب. فكل مكان يختلف عن غيره، وعلى السياح “الحرص على أن يتضمن برنامج زيارتهم التجول في كل أرجاء البلاد.”

تذوق المأكولات الأميركية المتنوعة

يزخر المطبخ الأميركي بالمأكولات المتنوعة كما تقول خان. فهناك “المطبخ المكسيكي والإسباني والإيطالي والصيني والتايلاندي، وعليك أن تتذوق كل شيء موجود هنا.”

وتوافقها في هذا الرأي جيكيا التي تصف مختلف المأكولات الإثنية بأنها “نوع من أنواع المغامرة، ومدهشة” وبتقدير رييس فإن أميركا “مكان رائع تزوره لفهم التنوع، وتجربة الانفتاح، وتذوق الأطعمة التي يمكن أن تتنوع بين الأكثر روعة والأكثر تفردًا.”

وبالرغم من كل هذا التنوع في المأكولات، فإن الأطباق أو الوجبات التقليدية الأميركية مثل الهامبيرغر والبيتزا والذرة وقطع الكعك الصغيرة (البسكويت) لا تزال تتصدر قائمة أطعمتها المفضلة.

وما هو الأكل المفضل لدى خان؟ فطيرة الدجاج المطهوة في الفرن وهي مكوّنة من لحم الدجاج والبطاطا المحشو داخل فطيرة. فيما بقي ذوق المكاوي متفقًا مع ميوله نحو الطبيعة المحلية، “فكوني في ألاسكا، أتاح لي ميزة تذوق سمك السلمون الطازج.”

تراكم الذكريات

سيتذكر المكاوي ما هو حتى أكثر من العجائب الطبيعية لأميركا “الشعب المدهش والأصدقاء الأعزاء” الذين كوّن صداقات معهم فترة إقامته. وتقول جيكيا “نميت صداقات مدهشة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتي.” وفي الحقيقة حينما تتأمل في ما أكثر ما ستتذكره عن إقامتها في الولايات المتحدة تقول إنها “الروابط التي أقمتها مع أصدقاء لي.” وهذا هو الأهم.

وسيتذكر رييس “روح المساعدة المتأججة.” التي شعر بها خلال تجواله والتي جددت شعوره “بكيف نترابط ونتشابك جميعا فيما بيننا.”

ويقول: “تعلمت كيف يعمل الشعب الأميركي جاهدًا من خلال التطوع للمساعدة في إيجاد حلول لقضايا المجتمع،” مثل التشرّد. “وبصرف النظر عن تنوع الثقافات والتقاليد في الولايات المتحدة “هناك فعلا شعور قوي بالعزة الوطنية.”

وكانت ذكرى مارين المفضلة من إقامتها في لينكون بولاية نبراسكا أكثر بساطة فقد قالت: “إن الثلج لا يسقط في بلادي لكني استمتعت بلمسه والإحساس به… كانت خبرة رائعة لي.”

الاستعداد لرحلتك

لأن الولايات المتحدة مجتمع “بالغ التنوع” ينصح الليبيري بارليو بأن تبحث لتدرس المجتمع الذي ستزوره “فتفكير الناس وطرق عملهم أمور تختلف كثيرا عن خبراتي في بلدان أخرى زرتها.”

وتشير مارين إلى أن غالبية الأميركيين “لديهم عقل وقلب مفتوحان تجاه شعوب البلدان الأخرى. وللإفادة إلى أقصى حد من سفرك ينصح المكاوي بمحاولة “الالتقاء بالناس كي تتبادل ثقافتك معهم.”

ويوافقه في الرأي آخرون إذ تقول ريفيت “كن منفتحا، ومتنبهًا لما يلوح من فرص، ولا تخشى أن تعبر عن وجهة نظرك. وفكر في أمور أكبر، وكن فخورًا بثقافتك وشخصيتك.”

أخيرا، وكما ينصح مارين: “أطلب المساعدة إذا اقتضى الأمر.” وتتفق معه جيكيا، ثم تضيف: كن منفتحا واطرح أسئلة وكن إيجابيًا وابتسم. فهنا كل شيء ممكن.”