×

هل أرسلت الولايات المتحدة بندر بن سلطان الى موسكو للتفاوض؟

هل أرسلت الولايات المتحدة بندر بن سلطان الى موسكو للتفاوض؟

حوار مع مدير مركز دمشق للدراسات الدكتور بسام أبو عبد الله أجراه راديو صوت روسيا

أجرى الحوار: نواف ابراهيم.

نص الحوار:

سؤال: مدير مركز دمشق للدراسات الدكتور بسام أبو عبد الله أهلا ومرحبا بكم. مدير الاستخبارات السعودية بدر بن سلطان التقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون أن يكون هناك أي تصريحات إعلامية واضحة أو تفاصيل عن هذا اللقاء، والسؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو أن رأس الدولة الروسية يستقبل بندر بن سلطان وليس شخص آخر، فما هي المواضيع التي يمكن أن تكون قد نوقشت برأيك؟ 

جواب: أولا بدر بن سلطان بشكل أو بآخر لا يمثل السعودية فقط، بل هو ممثل ما يمكن أن نسميه الولايات المتحدة الأمريكية أكثر مما يمثل السعودية هذا أولا، ثانيا أنا بتقديري أن استقبال الرئيس بوتين لبندر بن سلطان يدل على أن هناك شيء ما يحمله بندر بن سلطان، وإلا لما كان مستوى اللقاء على هذا المستوى، وهذا مؤشر مهم جدا وإلا كا ن يمكن الاكتفاء بلقاءات بمستوى أقل بكثير، لكن استقبال الرئيس بوتين وإعلان خبر الزيارة، لأنه عادة مثل هذه الزيارات يمكن أن حتى تكون سرية، ويدل على أن شيء ما سيتم التحضير له، وهناك بعض المؤشرات الأخرى التي يمكن أن نقرأها، أولا أن ما يسمى بائتلاف الدوحة هو ائتلاف يشرف عليه الآن بندر بن سلطان بشكل واضح، ثانيا رئيس ما يسمى برئيس الائتلاف الجربا أعلن أن الائتلاف مستعد لحضور جنيف 2 دون أي شروط مسبقة بالرغم من الردود الفعل السلبية من داخل الائتلاف، لكن هناك مؤشرات على أن السعودية تريد أن تجمع أوراقها في المنطقة لتجلس نفسها على طاولة جنيف-2 وهناك أطراف خرجت من هذه اللعبة وهناك أطراف منها السعودية تحاول جمع أوراق في العراق وفي السعودية وفي لبنان وكل هذه الأوراق يحاول بندر بن سلطان أن يجمعها ليس خدمة فقط أهداف السعودية بل لتحسين شروط التفاوض الأمريكية.

سؤال: دكتور بسام برأيك إلى أي حد تتعلق هذه الزيارة بالوضع في سوريا وبالتحديد ما هي المحاور وهل يمكن أن نقول أن السعودية قد سلمت بالأمر واعترفت ضمنيا بأن مفاتيح حل الأزمة في سوريا هي بيد روسيا؟

جواب: بتقديري أولا هناك تسليم بدور موسكو الأساسي، وليس فقط بندر الذي سلم وإنما واشنطن سلمت بذلك، الوقت ليس في مصلحة هذه الأطراف أي ليس في مصلحة لا واشنطن ولا حلفائها في المنطقة وخاصة بعد سقوط الأوراق المتتالية في كل من قطر وتركيا، والآن تولي بندر لهذا الملف، وهذا الملف قد يؤدي إلى تداعيات أيضا داخل السعودية في ضوء أيضا الصراع الذي يجري بين أطراف السلطة في داخل السعودية، وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أعتقد أن الخلافات السعودية الروسية كانت واضحة جدا خلال الفترة الماضية في تقدير الوضع في سوريا وفي تصادم بين المشاريع، وموسكو لا يمكن أن تقبل بالنمط الوهابي المصدر إلى سوريا وبنمط الإرهاب الدولي، ولا يمكن أن تقبل إلى بجنيف -2 وأولا يقر وحدة وسيادة سوريا، وثانيا يترك القيادة للسوريين في موضوع الحوار الوطني ونتائج هذا الحوار، هذا الأمر كان واضحا والروس لم يتراجعوا عن موقفهم في هذا الأمر، وايضا هذا يدخل في إطار صراعات أكبر تجري بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق في كيفية ما يمكن أن نسميه ليس مناطق النفوذ إنما بناء منظومة أمن إقليمي جديدة بعد أن اهتزت هذه المنظومة ودخل مشروع التفتيت والتقسيم إلى المنطقة، والسؤال هل الأمر يرتبط بالأمر السوري؟ أنا بتقديري أن الملف الأكثر أهمية بالنسبة لبندر بن سلطان هو الملف السوري لأنه يريد أن يحقق من خلاله أو يزيد أو يحسن شروط التفاوض.

سؤال: دكتور بسام إذا ما انطلقنا من كل ما تفضلت به، وبندر بن سلطان والولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذه الأطراف ما الذي تنتظره، والطرفان ارئيس بوتين وبندر بن سلطان حسب ما ورد أنهما حاولا بالفعل الوصول إلى مسودة حل فيما يخص الأزمة السورية، برأيكم ما هي التنازلات التي يمكن أن يقدمها كل من الطرفين من أجل الوصول إلى الأزمة السورية تخدم مصلحة الطرفين؟

جواب: أقول أولا: يبدو أن العلاقة الروسية الأمريكية أيضا هناك عقبات بدأت تظهر وهناك نوع من الشد والرخي في هذه العلاقة، لكن الأمريكي في وضع أكثر صعوبة في ضوء أنه مع بداية عام 2014 سيبدأ موضوع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وهنا أن الأمريكي بحاجة موسكو كثيرا في هذا الموضوع، وبحاجة أيضا ايران كحليف إقليمي كبير ولكن يجب أن نقرأ بعض المؤشرات، أنا بتقديري فيما يتعلق بالوضع السوري، أن السوريين والروس حتى في هذه النقطة واضحون، فيما يتعلق بمسألة الرئاسة أصبح الموضوع خلف ظهرنا، لم يعد أحد يناقش هذا الموضوع، ثانيا هناك خوف أمريكي من موضوع انتشار القاعدة بالرغم من أنهم استخدموا هذه الأداة ولكن هناك خوف من موضوع التطرف وهذا مشترك أمريكي روسي يمكن أن نقوله، ويشكل بندر أحد مفاتيح الحل لهذه المسألة لأنه هو أصلا الذي يقود هذه المجموعات التكقيرية في سوريا، ولكن السؤال هل يريد الضغط من أجل تحسين شروط أفضل؟ الواقع الميداني لا يشير أنه مع مرور الوقت إنهم سيحققون شروطا أفضل، وخاصة مع التقدم اواضح للجيش السوري في حمص وقد تتجه المعركة باتجاه حلب، وهل هناك معركة حاسمة في حلب؟ وهذا سؤال يطرح لأن الأطراف دعني أقول السعودية ومنها تركيا تزج كل قواها فيما يتعلق بمعركة حلب التي ستقلب الأمور رأسا على عقب، وبالتالي هل التفاوض الآن أفضل بالنسبة لهذه الأطراف من ما بعد معركة حلب أيضا هذا سؤال مطروح، ولكن الأساس بالنسبة للسوريين الاستعداد للحوار، والاستعداد للحل السياسي، ولكن لا تنازل لا عن كوضوع السيادة ولا عن موضوع إدخال أطراف تكون ذات ارتباط خارجي، فهذا الأمر واضح، والخط السياسي واضح، ولكن فيما يتعلق بعملية محاربة الإرهاب لا تراجع عنه، ويجب أن نفصل بين محاربة الإرهاب على الأرض التي يقوم بها الجيش السوري، والتي ستستمر، وبين الحل السياسي الذي يجب أن يكون ضمن إطار حوار سوري سوري وهذا الأمر أيضا تدعمه موسكو.