×

واشنطن: الاسد مسئول عن مذبحة الحولة

واشنطن: الاسد مسئول عن مذبحة الحولة

حذت الولايات المتحدة حذو العديد من الدول الأخرى وطردت دبلوماسيًا سوريًا رفيع المستوى ردًا على المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص من الرجال والنساء والأطفال في قرية الحولة السورية في 25 أيار/مايو، وتقول إنها ستواصل جهودها لزيادة الضغط على نظام بشار الأسد.
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد قُتل 108 أشخاص عقب إطلاق النار عليهم من مسافات قريبة في القرية التي تقع بالقرب من مدينة حمص. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، في 29 أيار/مايو إن المسؤولية عن المجزرة تقع “بشكل قاطع عند أقدام نظام الأسد” وميليشياته المعروفة بـ”الشبيحة.” 
وقالت نولاند إنه تم استدعاء القائم بالأعمال السوري زهير جبور إلى وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق من يوم 29 أيار/مايو، وأبلغه مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جفري فلتمان أنه “لم يعد موضع ترحيب في الولايات المتحدة” وأن لديه 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، قامت كل من أستراليا وكندا وإسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا بطرد دبلوماسيين سوريين رفيعي المستوى في أعقاب المذبحة.
“لقد اتخذنا هذا الإجراء ردًا على المذبحة البشعة التي تنم عن خسّة ووضاعة ولا يمكن تبريرها على الإطلاق ضد الأبرياء من الأطفال والنساء، والذين أطلق عليهم شبيحة النظام النار من مسافة قريبة، وبمساعدة وتحريض الإيرانيين الذين كانوا في الواقع يتفاخرون بذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع. فلقد قالوا علنًا إنهم كانوا فخورين بالدور الذي لعبوه في تدريب ومساعدة القوات السورية، وانظروا إلى ما جلبه هذا الأمر.” حسبما قالت نولاند، في إشارة إلى البيان الذي أدلى به نائب رئيس قوة القدس الإيرانية.
وأضافت أن قوات الشبيحة التي أسسها نظام الأسد تتكون من الشبان الصغار الذين يتم توظيفهم لكي “يعيثوا انتقامًا دون تمييز ويقوموا بهذا النوع من القتال الملتحم العنيف”، كما شهدنا في بلدة الحولة، وعلى غرار ما تفعله قوات الباسيج الإيرانية، وذلك باستخدام الأساليب التي نشرتها قوات الباسيج لقمع الشعب الإيراني بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في العام 2009.
وفي تصريح سابق، أشارت نولاند أيضًا إلى أن الاعتداء على المدنيين اشتمل على “الدبابات والمدفعية – وهي أسلحة لا يمتلكها سوى النظام،” وأنه كانت هناك تقارير تفيد بأن قوات النظام أعدمت كثيرًا من العائلات بسرعة في منازلهم.
وأضافت نولاند قائلة “إننا نحمّل الحكومة السورية المسؤولية عن قتل هذه الأرواح البريئة. فهذه المجزرة هي أوضح اتهام حتى الآن يدل على انتهاكات الحكومة السورية الصارخة لالتزاماتها أمام مجلس الأمن الدولي بموجب القرارين 2042 و 2043 جنبًا إلى جنب مع التهديد المستمر من قبل النظام للسلم والأمن.”
وفي حديثها للصحفيين، رحبت نولاند برغبة روسيا الواضحة لإجراء تحقيق كامل في المجزرة، وقالت إنها تأمل أن يكون ذلك بمثابة نقطة تحول في النهج الذي تعتمده روسيا في الصراع الدائر منذ 15 شهرًا في سوريا.
ومضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تقول “إننا نعتقد أن ما سيُظهره التحقيق لا يقبل الجدل. إنه سيُظهر أن هؤلاء سفاحون يرعاهم النظام، ذهبوا إلى القرى وداهموا المنازل و قتلوا الأطفال ووالديهم من مسافة قريبة، وأن المسؤولية عن ذلك تعود مباشرةً إلى نظام الأسد.”
وفي 26 أيار/مايو، أدانت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون المجزرة، وقالت: “إن الذين ارتكبوا هذا العمل الوحشي يجب تحديد هوياتهم ومحاسبتهم.”
وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تتضامن مع الشعب السوري، ومع أولئك الذين هبوا إلى الشوارع في مسيرات سلمية تجوب أنحاء البلاد للتنديد بعمليات القتل في الحولة، وذكرت الوزيرة أن حكومة أوباما ستعمل مع المجتمع الدولي على “تكثيف ضغوطنا على الأسد والمقربين منه، الذين يجب أن يصل نظام حكمهم الذي يستخدم القتل والخوف إلى نهايته.”