×

واشنطن قد تفرض عقوبات على جنوب السودان

واشنطن قد تفرض عقوبات على جنوب السودان

قال وزير الخارجية جون كيري إن الولايات المتحدة تدرس حاليا فرض عقوبات على الأشخاص الذين يشجعون على إثارة القلاقل والاضطرابات الحاصلة في جنوب السودان، الذي شردت فيه أعمال العنف السياسي والطائفي أكثر من مليون نسمة.

وقال كيري في مقابلة أجرتها معه إذاعة صوت أميركا (VOA) في وزارة الخارجية يوم 28 نيسان/إبريل الجاري إن حكومة الرئيس أوباما تدرس بشكل جدي جدًا إمكانية فرض عقوبات، إلا أنه رفض الإفصاح عن الأشخاص الذين ستستهدفهم هذه العقوبات.

وقال إنه يعتقد أن القتال الدائر في جنوب السودان، الذي بدأ على شكل نزاع على النفط، والنفوذ، والتنافس العرقي، أصبح الآن صراعات شخصية. وقد اندلعت المعارك بين الطرفين في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك ماشار بالقيام بمحاولة انقلابية ضده.

وقال كيري لإذاعة صوت أميركا إن الأزمة الدائرة في جنوب السودان تعتبر مأساة، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار الكفاح الطويل الذي خاضه جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة.

واستطرد كيري يقول إن “تلك اللحظة كانت تبشر بأمل كبير، وحين نراها تنزلق إلى الحضيض بسبب الطموحات والعداوات الشخصية فإن ذلك يعد من نواح كثيرة بمثابة خيانة للثقة التي وضعها أبناء الشعب في قادتهم.”

وقال وزير الخارجية الأميركي إن الولايات المتحدة لا تزال تأمل في وضح حد للاشتباكات الدائرة بين الحكومة وقوات المتمردين من خلال الجهود الدبلوماسية.

ومن المقرر أن يبدأ كيري، في 30 نيسان/إبريل، جولة إلى شرق أفريقيا يزور خلالها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي أخفقت محادثات السلام فيها بين الحكومة وممثلي المتمردين في جنوب السودان في إحراز أي تقدم يذكر.

كما أنه من المزمع أن يزور أيضًا خلال هذه الجولة التي تستغرق سبعة أيام كلا من الجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا.

وقال كيري إن تحديات الحوكمة في جميع أنحاء المنطقة تشغل على الأرجح القدر نفسه من الأهمية التي شغلتها منذ أمد بعيد.

وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم الدعم المباشر للحكومة في نيجيريا، التي تخوض معركة ضد حركة تمرد إسلامية في شمال البلاد وأشار الوزير الأميركي إلى أن “المسألة معقدة جدًا، فهناك العنف، والحكومة يجب أن تكون أقوى، ونحن نعمل للمساعدة في تدعيمها وتقويتها.” وأوضح أن المعركة ضد المسلحين الإسلاميين تعتبر مشكلة يواجهها العديد من البلدان في المنطقة. وقال إن هذه المشكلة ليست فقط في نيجيريا، إنما أيضًا في مالي، وفي تونس، وفي ليبيا. إننا نرى هذه التوترات تنتشر في جميع أنحاء المغرب العربي والساحل. ونحن نقوم بكل ما في وسعنا. وقد عززنا وجودنا، وقمنا بزيادة المساعدات التي نقدمها، وسوف نستمر في فعل ذلك، والعمل مع أصدقائنا الفرنسيين وأطراف أخرى، في الجهود الرامية للسعي من أجل إحداث فرق.

وفيما يتعلق بموضوع جمهورية أفريقيا الوسطى، قال كيري إنه لمن المؤسف أن الصين وروسيا لم تؤيدا العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة؛ مضيفا أن روسيا “ظلت تعترض تقريبا على كل جهد ممكن في الأمم المتحدة”، وقال إنه “دون فرض عقوبات من قبل الأمم المتحدة فإن من الصعوبة بمكان أن نكون قادرين على اتخاذ الخطوات التي نعتقد أنها ضرورية.”

ومن الجدير ذكره أن جمهورية أفريقيا الوسطى تعاني من بلاء اقتتال طائفي شنيع اندلع في كانون الأول/ديسمبر، حيث تخوض الميليشيات التي تتألف أساسًا من المسيحيين اشتباكات عنيفة مع المتمردين المسلمين.

كما تحدث الوزير كيري أيضا عن جمهورية الكونغو، حيث قال إن المفتاح الأساس لتعزيز الاستقرار هو ضمان تجريد المتمردين الذين ينتمون إلى مجموعة M23 من سلاحهم. وقال إنه “من الأهمية بمكان أن يشعر الناس هناك بأن القوات الدولية تقوم بما يلزم القيام به لنزع سلاح المتمردين، وتنفيذ الاتفاقات المبرمة.

نُشر هذا المقال في الأصل على موقع “إذاعة صوت أميركا” الإلكتروني يوم 28 نيسان/إبريل الجاري.