الامريكيون ينتقمون من الديمقراطيين في الانتخابات
في انتخابات منتصف الولاية التي جرت يوم 4 الشهر الجاري، فاق أداء المرشحين الجمهوريين توقعات الخبراء — وربما توقعاتهم هم أيضًا— بإحراز نصر باهر حينما عمد الناخبون المحبطون من واقع الطريق المسدود بسبب الخلافات الحزبية في واشنطن خلال العامين المنصرمين إلى الاقتصاص من الرئيس أوباما والحزب الديمقراطي.
ومع حلول يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أي اليوم التالي للإنتخابات، لم تتقرر بعد نتيجة بعض السباقات إما لأن النتائج كانت متقاربة جدا بحيث سيستوجب حسمها على الأرجح إعادة فرز الأصوات أو بسبب فشل مرشح ما من الحصول على أغلبية أكثر من 50 في المئة من الأصوات ما سيستدعي إعادة إجرائها.
وقد زاد الحزب الجمهوري أغلبيته بما لا يقل على 10 مقاعد في مجلس النواب وقد يحقق أكبر غالبية له منذ أربعينيات القرن الماضي مع اكتمال فرز الأصوات نهائيا.
كما أن الجمهوريين فازوا بما يكفي من مقاعد مجلس الشيوخ لتحقيق غالبية في المجلس الذي سيعود للانعقاد في مطلع العام المقبل.
وللمرة الأولى، ستمثل سيدتان ولايتين في مجلس الشيوخ، هما وست فيرجينيا وأيوا.
ومقاعد مجلس الشيوخ التي انتقلت عضويتها من الديمقراطيين إلى الجمهوريين هي في ولايات كولورادو، وآركانسو، ومونتانا، وساوث داكوتا، ووست فيرجينيا، ونورث كارولاينا، وألاسكا.
في فيرجينيا يتفوق السناتور الحالي مارك وورنر على غريمه إد غيلسبي بفارق بسيط؛ لكن ذلك قد يستدعي إعادة فرز الأصوات. أما المنافسة على مقعد ولاية لويزيانا فستحسم مؤكدا بإجراء انتخابات إعادة في الشهر القادم.
وخلال الحملة الانتخابية، استغل المرشحون الجمهوريون الشعبية المنخفضة للرئيس أوباما من خلال الربط بين مرشحي الحزب الديمقراطي والرئيس في حين لم يتمكن الديمقراطيون من الإفادة من مبايعة رئاسية لتدعيم حملاتهم.
ويرجع المحللون نتيجة الانتخابات للطرح الخاطئ لمبادرة الرعاية الصحية لحكومة الرئيس أوباما – وربما يلومونه عليها — ولدواعي قلق الناخبين بشأن تحديات للأمن القومي، مثل داعش ووباء إيبولا، وهو ما يفسر التحول القوي للناخبين إلى اليمين في انتخابات هذا العام. وفي مؤتمر صحفي في اليوم التالي للانتخابات، علّق الرئيس أوباما على النتيجة بقوله: “ما بهرني هو أن الشعب الأميركي بعث برسالة وهو يريد منا أن ننجز المهمة.”
وأشار الرئيس إلى أنه اتصل هاتفيًا بزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، ورئيس مجلس النواب، جون بينر، لتهنئتهما على فوز حزبيهما الجمهوري.
وقال الرئيس: “بالتأكيد يمكننا أن نجد سبلا للعمل سوية” على ملفات وقضايا تستأثر بالأهمية لدى الشعب الأميركي.
وصرح ماكونيل الذي فاز بالانتخاب مرة أخرى بأنه إذا اختير لمنصب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ في دورة الكونغرس القادمة، فإنه سيتعاون مع الرئيس أوباما. وأضاف: “لمجرد أن لدينا نظاما يقوم على الحزبين لا يعني أن علينا أن نظل في حالة مناكفات أبدية. وبالرغم من الغالبية الجمهورية يرجح أن يواجه ماكونيل حزازات داخلية في تشكيل تحالف متجانس ومتماسك بين جمهوريين معتدلين وآخرين من الجناح الأكثر تزمّتًا في حركة ما يسمى بحفل الشاي.
وفي مؤتمر صحفي يوم 5 الجاري، عبر ماكونيل عن اهتمام خاص بالعمل مع الرئيس للترويج للتجارة العالمية.
كما حقق الجمهوريون نجاحات في مناصب حكام الولايات عبر البلاد؛ إلا أن فوز الديمقراطي توم وولف على الحاكم الجمهوري توم كوربيت في ولاية بنسيلفانيا منح الديمقراطيين سببا للاحتفال.
لكن في منافسات محتدمة في ولايتي فلوريدا وويسكونسن أمّن الحاكمان الجمهوريان الحاليان الفوز بمنصبيهما. وسجلت إحدى كبرى النكسات مساء يوم الانتخابات في ولاية ماريلاند حيث خسر نائب الحاكم الديمقراطي أنتوني براون أمام المرشح الجمهوري ورجل الأعمال لاري هوغان للفوز بمنصب الحاكم.