الاونروا: انتشار شلل الاطفال والتهاب الكبد بسوريا
وفقا لقريرها السنوي، قالت دائرة الصحة في الأونروا إنه مع بقاء أكثر من نصف مراكزها الصحية في سورية مدمرة أو غير عاملة، فإن الوكالة قد قامت بتأسيس عشر “نقاط صحية” وعملت أيضا على تكثيف العمل بتلك العيادات التي لا تزال تعمل.
وقال بيان الامم المتحدة ان الدكتور أكيهيرو سيتا مدير دائرة الصحة بالأونروا: “لقد كان تحديا هائلا، إلا أننا استطعنا الاستجابة لوضع مدمر. لقد قمنا بتأسيس ثماني نقاط صحية في دمشق واثنتين في حلب. وقد سمحت لنا تلك النقاط بمواصلة الاستشارات التي هنالك حاجة ماسة لها، وذلك على الرغم من أن أكثر من نصف عياداتنا البالغ عددها ثلاثا وعشرين قد تعرضت للدمار أو أصبحت غير عاملة”.
وأضاف الدكتور سيتا “من خلال نقل الرعاية الصحية خارج بعض المناطق وبعيدا عن العيادات القائمة، تمكنت الأونروا من الاستجابة للقيود المفروضة على الحركة والتي أثرت على المستفيدين. وحتى الآن، قمنا بتحصين 23,583 طفلا ضد مرض شلل الأطفال”.
وحسب بيان الامم المتحدة ان الوكالة قامت بنقل العاملين الصحيين إلى المنشآت التي تستضيف اللاجئين، كالمدارس، بحيث تصبح الأونروا في بعض الأماكن قادرة على تقديم الخدمات الطبية على مدار الساعة. وقد تلقى أربعون فريقا صحيا تابعا للأونروا تدريبا خاصا في مجال الرعاية الطبية الطارئة. كما قامت الوكالة بزيادة الإعانات النقدية لمرضى الأونروا الذين يبحثون عن العلاج في مستشفيات غير تابعة للأونروا، “إلا أن الأنظمة الصحية الضعيفة وضعف سبل الوصول للرعاية الصحية قد تسببت بتفشي الأمراض المعدية والسارية مثل شلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائي”، وذلك وفقا للدكتور سيتا.
لا يزال الوضع الصحي ل 18,000 مدني في مخيم اليرموك للاجئي فلسطين في دمشق مستمرا بالتدهور؛ فقد تعطلت الرعاية الصحية الأولية التابعة للأونروا في المخيم، وهنالك انعدام حاد في الأمن الغذائي ونقص شديد في الأدوية المنقذة للحياة؛ إضافة إلى أن ربع المتطلبات الغذائية فقط قد تمت تلبيتها من خلال توزيع الأونروا للمعونات الغذائية في الأشهر الأربعة الماضية، الأمر الذي يزيد من المخاطر الصحية. إلا أنه وعلى الرغم من المخاطر الهائلة والانقطاعات المتكررة، فقد تمكنت الأونروا من تقديم الآلاف من الطرود الغذائية التي هنالك حاجة ماسة لها داخل اليرموك.
وتسبب النزاع السوري في نزوح أكثر من ربع مليون لاجئ فلسطيني داخل سوريا، العديد منهم يواجهون نزوحا متعددا وبحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة. كما أن هنالك أكثر من 50,000 لاجئ قد بحثوا عن الملاذ في لبنان إضافة إلى أكثر من 10,000 شخص قد بحثوا عنه في الأردن.
وقال الدكتور سيتا : “إن الأزمة التي طال أمدها لأكثر من ستة عقود قد تسببت بحدوث عجز كبير في مجالات الصحة والغذاء والسكن والتعليم وسبل المعيشة. إن المحددات الاجتماعية الفقيرة والضئيلة المزمنة للصحة قد أوصلت الصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية لجيل من لاجئي فلسطين إلى مقربة من نقطة اللاعودة”.