×

تمويل امريكي للحفاظ على التراث في لبنان

تمويل امريكي للحفاظ على التراث في لبنان

قالت روبن هولزهاور، المسؤولة عن الشؤون العامة في السفارة الأميركية في بيروت، في حديث لها أمام مجموعة من الشباب في كل من واشنطن وبيروت، إنه “في الوقت الذي يُدمِّر فيه المسلحون والمقاتلون الأشياء في المنطقة، فإننا نحاول هنا بناء شيء ما.”

وقد استضاف مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية الأميركية والخدمات التعليمية التابعة للإذاعة العامة (PBS) التي تقدم خدمة مجانية إعلامية عند الطلب للمعلمين مصممة للاستخدام في الصفوف الدراسية، في 22 تشرين الأول/أكتوبر، طلاب مدارس ثانوية لبنانيين وأميركيين لإجراء نقاش على الإنترنت حول الحضارات القديمة. شاركت في هذا الحدث مدرسة بلا جدران في واشنطن ومدرسة الحكمة الثانوية في بيروت، وكانت هذه أول حلقة من المحادثات المباشرة المخطط لها على الإنترنت حول التراث الثقافي.

سلّط البرنامج الضوء على أهمية التراث الثقافي في الشرق الأوسط والجهود الأميركية للمحافظة عليه. شارك ممثل عن وزارة الخارجية في الحوار للإجابة على أسئلة الطلاب التي كانت تتنوع بدءًا من “كيف أثّرت بلاد ما بين النهرين على ما نقوم به اليوم في حقل التكنولوجيا؟”، وصولاً إلى “هل وجدت يومًا قطعة أثرية غيّرت وجهة نظرك حول طريقة التي كان يعيش فيها الناس؟”

يساعد مركز التراث الثقافي في مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في حماية هذه الموارد التي لا تعّوض وفي المحافظة عليها. يشرف على برنامج صندوق السفراء الأميركي للحفاظ على التراث الثقافي، الذي يرعى مشاريع المحافظة على التراث في مختلف أنحاء العالم. وكما أدرك أحد متلقي منحة صندوق السفراء الأميركي، إذ قال “يشكل التراث الثقافي موردًا مشتركًا، وتعود ملكيته إلينا جميعًا.”

تشمل مشاريع الشرق الأوسط المدعومة حاليًا من الولايات المتحدة، مبادرة التراث الثقافي العراقي، وهي شراكة مع مجلس الآثار والتراث العراقي الحكومي تهدف لتحقيق تحسينات في البنية التحتية، وإدارة المواقع، والتدريب المهني. وكذلك الأمر بالنسبة لمشروع أم الجمال في الأردن الذي يعمل على ترميم ودراسة وتوثيق إحدى أفضل المدن البيزنطية المُحافظ عليها في العالم من خلال التعاون بين منظمات لا تبغي الربح، وجامعات، ووكالات حكومية أميركية وأردنية، وخبراء فنيين والسكان المحليين.

كما تعمل الولايات المتحدة أيضًا على التصدي على نطاق واسع للتحديات الإقليمية ذات القدرة على إلحاق ضرر دائم بالمواقع، والقطع الثمينة الأخرى.

فعلى سبيل المثال، أعدت وزارة الخارجية، بالتعاون مع المجلس الدولي للمتاحف، “قائمة طوارئ حمراء للقطع الثقافية السورية المعرضة للخطر (نشرت باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية والألمانية) لمكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع التاريخية.

أعلن وزير الخارجية جون كيري، في تصريح أدلى به في 22 أيلول/سبتمبر حول التهديدات التي تشكلها داعش للتراث الثقافي في سوريا والعراق، إن الثقافة تشكل “بالنسبة لملايين الناس في الواقع أساس الحياة. إن تراثنا بات يتعرض للخطر في هذه اللحظة، ونعتقد أنه من المحتم علينا أن نتصرف الآن.” استندت برامج مثل برنامج التبادل الأخير بين واشنطن وبيروت إلى التزام الولايات المتحدة بحماية التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.

وفي العام المقبل، يستطيع طلاب مدرسة بلا جدران أن يتطلعوا قُدمًا إلى المشاركة في مناقشة افتراضية متنوعة على الإنترنت بدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية حول الحضارات القديمة التي يدرسونها. سوف تشمل البرامج المستقبلية مواضيع حول الهند وحضارة المايا (في العصور الأولى لأميركا) وذلك بمشاركة مدارس من تلك المناطق. وهذا الحوار يأتي في الوقت المناسب.

نقلا عن الخارجية الامريكية