×

جولة أوباما تركّز على علاقات الولايات المتحدة ومصالحها مع شرق آسيا

جولة أوباما تركّز على علاقات الولايات المتحدة ومصالحها مع شرق آسيا

صرّحت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أن الرئيس أوباما يتبنى استراتيجية تدعو لإعادة توازن المصالح الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية مع منطقة أسيا-المحيط الهادي (الباسفيك) في ضوء مكانتها كأكبر منطقة ناشئة في العالم.

واستطردت رايس تقول إن إعادة توازن أهداف السياسة الأميركية تبرز بضوح في الوقت الذي يستعد الرئيس للقيام بجولة تشمل أربع دول وتستغرق ثمانية ايام. وكان الرئيس قد أفصح للمرة الأولى عن هدفه بإعادة توازن المصالح الأميركية عبر آسيا ومنطقة البحر الهادئ في العام 2011.

وقالت رايس في مؤتمر صحفي عقدته بالبيت الأبيض يوم 18 نيسان/أبريل، إن البلدان التي سيزورها الرئيس، والتي تضم اليابان وماليزيا وكوريا والفليبين، تتقاطع مع أولوياتنا القصوى وهي تحديث أحلافنا، ودعم التطور الديمقراطي، وتشجيع الروابط التجارية، والشراكة ما بين دول المحيط الهادئ، والاستثمار في المؤسسات الإقليمية مثل آسيان، وتعميق التبادلات الثقافية وبين الشعوب.

وهذه ستكون خامس جولة للرئيس في شرق آسيا وستتيح له زيارة ماليزيا والفليبين التي لم يتمكن من زيارتهما في خريف العام الماضي بسبب أزمة الموازنة الأميركية، كما أفاد نائب مستشارة الأمن القومي، بن رودز في المؤتمر الصحفي ذاته. وسيسافر أوباما إلى طوكيو؛ وسيؤول، كوريا الجنوبية؛ وكوالا لومبور، ماليزيا؛ ومانيلا، الفيليبين خلال الفترة من 22 إلى 29 الشهر الجاري.

وأشارت رايس إلى أن جولة الرئيس الحالية، وعلى عكس الزيارات السابقة العديدة التي قام بها الرئيس إلى الخارج، لا تتضمن اجتماعات قمة كبيرة وهو ما سيتيح له التركيز على “تفعيل علاقاتنا الثنائية ودفع مختلف عناصر استراتيجيتنا الأسيوية قدما.”

وأضافت المسؤولة: “في وقت تعتريه التوترات الإقليمية الراهنة لا سيما مع كوريا الشمالية وبسبب النزاعات الأقليمة، فإن جولة الرئيس التي بدأها اليوم توفر فرصة للولايات المتحدة كي تؤكد على التزامنا بالنظام القائم على القواعد في المنطقة.”

وسيتوقف أوباما أولا في بلدة أوسو بولاية واشنطن حيث أودت الإنجرافات الأرضية في الآونة الأخيرة بحياة عشرات الناس.

وسيستهل الرئيس زيارته عند وصوله إلى طوكيو يوم 23 الجاري بحضور مأدبة عشاء خاصة يقيمها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بحسب ما ذكر رودز الذي أضاف أن الرئيس سيحضر في صباح اليوم التالي حفلا خاصا في القصر الإمبراطوري يستهل به زيارته لليابان. ثم سيعقد سلسلسة من الاجتماعات مع آبي وغيره من مسؤولين يابانيين.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس في فعالية ميرايكان للأحداث والعلوم التي تشمل جولة في أحد المعارض. وقال رودز إن الإبتكار هو من مواطن القوة الأساسية في العلاقات الأميركية-اليابانية وزيارة المعرض تهدف إلى إعطاء دفعة لتلك العلوم والتعاون التقني والإبداع.

وأثناء وجوده في اليابان سيتوقف الرئيس في مزار “ميجي” ويحضر لقاء طاولة مستديرة مع رجال الأعمال ما سيتيح له فرصة للترويج لمبادرة “إختاروا الولايات المتحدة الأميركية” أوSelectUSA. وأوضح رودز أن الرئيس سيحضر حفل عشاء رسميا يقيمه الإمبراطور أكيهيتو.

بعد ذلك سيتوجه الرئيس إلى سيؤول حيث سيزور نصبًا تذكاريًا حربيًا قوميًا للمشاركة في احتفال وضع أكاليل الزهور ثم يقوم بجولة ثقافية في قصر جيونبوك. ولفت رودز إلى أن الرئيس سيلتقي رئيسة كوريا بارك جون-هاي على أن تعقب ذلك اللقاء لقاءات مع مجموعة رجال الأعمال لمناقشة العلاقة الاقتصادية الأميركية-الكورية وبحث سبل تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين المعروفة بـ”كوروس”..

وأثناء وجوده في كوريا الجنوبية سيجتمع أوباما مع قيادة القوات المختلطة ويتوقع أن يلقي كلمة في حامية يونغسان أمام الجنود الأميركيين.

وأشار رودز إلى أن زيارة الرئيس لليابان وكوريا الجنوبية تعقب اللقاءات الثلاثية التي حضرها الزعماء الثلاثة على هامش قمة الأمن الإقليمي، في فترة 24-25 الشهر الماضي بلاهاي، هولندا. وقال رودز: “كنا نقوم بالاستثمار في هذه التحالفات وفي التعاون الثلاثي الجوانب مع شمال شرق آسيا.”

وزيارة أوباما لكوالا لومبور هي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس أميركي منذ زيارة الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون في منتصف ستينيات القرن الماضي. ويشارك الرئيس في مجلس ملكي ويحضر عشاء رسميا يوم 26 نيسان/أبريل.

وأثناء وجوده في كوالا لوكور سيزور الرئيس المسجد الوطني قبل اجتماعاته المقررة مع رئيس الوزراء نجيب رزاق وسيزور الإثنان مركز الإبداع والإبتكار العالمي.

وفي وقت لاحق سيحضر الرئيس اجتماعا شعبيا في جامعة مالايا بحضور القادة الشباب من جميع أنحاء جنوب شرق آسيا بمن فيهم شبان وشابات من 10 من الدول الأعضاء في رابطة آسيان. قال رودز إن أوباما سيلقي خطابا ويجري حوارا مع الشباب الحاضرين.

وأوضح رودز أن الخطاب واللقاء الشعبي سكونان بمثابة تدشين لمبادرة القادة الشباب لجنوب شرق آسيا وهي مبادرة شبيهة بمبادرة الشباب بين الولايات المتحدة وأفريقيا. وهي ترمي إلى إقامة علاقات عبر جنوب شرق آسيا بالتنسيق مع الإستراتيجية الأميركية الأعم للتعاطي مع الدول الأعضاء في منظمة آسيان.

وفي مانيلا سيجري أوباما سلسلة من الاجتماعت مع رئيس الفليبين بينيو أكينو ويحضر مأدبة رسمية. وأثناء وجوده هناك سيشاهد الرئيس عربة إلكترونية جديدة يجري بناؤها بفضل تكنولوجيا مصنوعة في الولايات المتحدة.

وسيذهب الرئيس أوباما إلى فورت بونيفاسيو “حيث سيلقى كلمة أمام مستمعين يضمون عسكريين أميركيين وفيليبينيين وقدامى محاربين للتوكيد على التعاون الأمني المعمق على مدة السنوات. في آسيا-الباسفيك، وتعاوننا الأمني في المناخ الراهن في منطقة آسيا-الباسفيك بالتزامن مع سعينا لبناء ودفع قدما الروابط بين مؤسستينا العسكريتين.