×

سوريون: نتعرض لقتل متعمد

سوريون: نتعرض لقتل متعمد

نيويورك، (امريكا إن أرابيك) – فر عشرات الآلاف من المواطنين السوريين من أعمال العنف التي تشهدها بلادهم منذ أكثر من عام إلى دول الجوار، مثل تركيا، ولبنان والأردن.

ولجأ العديد من السوريين الفارين من الاضطرابات التي تعيشها بلادهم إلى الأردن المجاورة، بحثا عن الأمان واللجوء.

غالبتهم توجهت إلى مدينة الرمثا، بشمال الأردن. وعلى الجانب الآخر من الحدود، تقع مدينة درعا السورية. وقد استقر من عبروا إلى الأردن، عبر نقاط غير رسمية في مساكن البشابشة بالرمثا.

السوريون الذين وفدوا على الأردن يمتزجون مع المواطنين.

 وتقدر الحكومة أعداد اللاجئين الذين دخلوا البلاد منذ بداية الأزمة بالآلاف. وإضافة إلى من استقروا منهم في الشمال، فقد انتشر آخرون في مختلف المدن الأردنية.

وقد قامت المفوضية العليا لشئون اللاجئين بتسجيل نحو ستة ألاف لاجئ سوري في الأردن، وما زال نحو ألفين آخرين بانتظار تسجيلهم. ومن بين هؤلاء اللاجئين، أبو محمد، الذي فر من سوريا في كانون الثاني/يناير الماضي، وقال إنه كان مستهدفا بسبب مشاركته في مظاهرات معادية للحكومة. ويروي قصته قائلا:

“حاصروا البيت، ورأيتهم قادمين، ونزلت من الطابق الثاني، والتوت رجلي، ولم يعد هناك مجال لأن أبقى في البيت، وقررت بإذن الله سبحانه وتعالى أن آتي إلى هنا في الأردن”.

وقد لحق بأبو محمد في الرمثا زوجته وطفلاه فيما بعد. وتشعر الزوجة بالخوف الشديد، وترفض أن يصورها أحد الصحفيين، أو أن تظهر صورها في وسائل الإعلام، خشية تعرض عائلتها لأعمال انتقامية في سوريا.

وفي العاصمة عمان، يعيش الآن مهيب، الذي يبلغ السادسة عشرة من العمر. مهيب أتى مع أسرته إلى الأردن في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وهو يعمل الآن في سوبر ماركت يقع بالقرب من مسكنه الجديد.

وكان مهيب قد تعرض لإصابة خطيرة أثناء مشاركته أيضا في إحدى المظاهرات. فقد اخترقت رصاصة ظهره، وفتتت مثانته وجزءا من أمعائه. وأجريت له إثر ذلك ست عمليات جراحية. كما يقول هو نفسه:

“كنت مع المتظاهرين، وكنت أقف في المنتصف، وطلعت على الشارع، وظللت أصيح الله أكبر الله أكبر، حتى يأتي من خلفي ويتجمعون، فأصبت، ولم يتمكن أحد من إسعافي، ووقعت في الشارع، ولم يتمكن أحد من إسعافي، وأتت امرأة، أرادت أن تسعفني، فأطلقوا النار عليها هي وابنها”.

أصدقاء مهيب حملوه في سيارة أخذت تجوب الشوارع لمدة ساعتين، قبل أن يلقوا به من فوق سور المستشفى. ويكمل مهيب حكايته:

“صرت أفكر، إلى أين أذهب، لم يظل هناك أحد، أخوتي سيحزنون، وأمي. سأفارق الكل، وأردت أن أودعهم، ولا أدري كيف أودعهم. كانت آخر لحظات عمري، وكنت أمضيها أتشهد، وأستغفر رب العالمين”.

أم مهيب هرعت إلى المستشفى حتى تكون إلى جانب ابنها. وقالت إنها لم تتمكن من إبداء أية انفعالات، ولكن قوات الأمن أتت مع ذلك واستجوبتها.

“دخلت إلى غرفة من غرف المستشفى، حتى أفرج عن نفسي قليلا، ولم أشعر سوى بأن الأمن أصبح على الباب، يريدون الصبي. صرت أقول لهم نحن مع بشار، استحلفكم بالله”.

ومع استمرار الاضطرابات في سوريا، فمن المتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين، إلى الدول المجاورة، والتي تبقي حدودها مفتوحة أمامهم، ومن بينها الأردن. ويقطع هؤلاء مسافة طويلة، ولكنهم يجدون في هذه الدول السلامة والمساعدات، وربما فرصة للعمل، بل، ويمكن للأطفال أن يذهبوا إلى المدرسة.