×

ضغوط على لبنان بعد مقتل خادمة

ضغوط على لبنان بعد مقتل خادمة

الولايات المتحدة، (أمريكا إن أرابيك) –   حثت جلنارا شاهينيان، مقررة الأمم المتحدة المعنية بالأشكال الحديثة للعبودية، الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق كامل حول وفاة إحدى عاملات المنازل المهاجرات في لبنان

وكانت السيدة الإثيوبية ألم ديشاسا البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاما قد انتحرت في الرابع عشر من آذار/مارس بعد أن شوهدت وهي تتعرض للضرب وتدفع بالقوة للدخول إلى سيارة في العاصمة اللبنانية.

وذكرت شاهينيان، في بيان صحفي، أن تلك الأفعال التي سجلت بالفيديو ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أن الضحية تصرخ وتكافح لمقاومة رجل يدفعها إلى السيارة فيما يشاهدها المارة.

وقالت شاهينيان “مثل الكثير من الناس في أنحاء العالم شاهدت فيديو إساءة معاملة ألم ديشاسا في أحد شوارع بيروت، وأحث الحكومة اللبنانية بشدة على إجراء تحقيق كامل في الظروف المؤدية إلى وفاتها وأعرب عن تعازي الحارة لأسرة ديشاسا وأصدقائها“.

وأضافت المقررة الخاصة التي زارت لبنان العام الماضي، إن قضية ديشاسا مثال على الوضع الذي تواجهه العديد من النساء المهاجرات العاملات في المنازل.

وقالت “إن النساء اللاتي وقعن ضحية لعبودية الخدمة في المنازل يخضعن للسيطرة التامة لمخدوميهم عبر الابتزاز الاقتصادي مع المعاناة الجسدية والنفسية والجنسية“.

كما دعا المقرر الخاص المعني بالمهاجرين، فرانسوا كريبو والمقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة، رشيدة مانجو، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، خوان منديز، الحكومة إلى إجراء تحقيق شامل في الجريمة والإعلان عن نتائج التحقيق.

يذكر ان ثمان منظمات من المجتمع المدني قد قالت إن على السلطات اللبنانية أن تتحرك سريعاً لإصلاح نظام الكفيل لعاملات المنازل ، وأن تتبنى قانوناً للعمل يحميهن ويتصدى لارتفاع معدلات الانتهاكات والوفيات بين عاملات المنازل الوافدات الى لبنان.وقالت انه  ينبغي على الحكومة أن تنشر نتائج التحقيق في واقعة الإساءة إلى عاليم ديشاسا-ديسيسا، عاملة المنزل الأثيوبية، ثم انتحارها.

المنظمات الثمان هي هيومن رايتس ووتش، ومركز كاريتاس للمهاجرين، وكفى عنف واستغلال، وحركة مناهضة العنصرية، ومؤسسة عامل الدولية، وإنسان، والمجلس الدنماركي للاجئين.

وكانت المؤسسة اللبنانية للارسال (LBCI) قد بثت في 8 مارس/آذار 2012 مقطعفيديو تم تصويره في 24 فبراير/شباط من قبل أحد المارة المجهولين، وفيه يقوم موظف بمكتب استقدام بضرب ديشاسا ديسيسا خارج القنصلية الأثيوبية في بيروت. بينما كانت هي تقاوم، قام هو ورجل آخر بجرجرتها إلى سيارة

. فيما بعد تعرفت قناة ال LBCIفي الرجل على المدعو علي محفوظ، وهو شقيق  رئيس مكتب الاستقدام الذي جلب ديشاسا-ديسيسا إلى لبنان، وقد وافق علي محفوظ على مقابلته على التلفزيون وزعم أن مكتب أخوه حاول إعادتها إلى بلدها لأن عندها اضطرابات نفسية.

وصلت الشرطة إلى مسرح الأحداث بعد قليل، ووجدت السيارة ما زالت في مكانها، فأخذت ديشاسا-ديسيسا إلى مركز الاحتجاز. بناء على طلب من مركز كاريتاس للمهاجرين – الذي يتواجد ممثلون له في مركز الاحتجاز – نقلوها إلى الرعاية الطبية بعد يومين، لكن لم تقبض الشرطة على من قاموا بالإساءة اليها.

وانتحرت ديشاسا-ديسيسا في مشفى دير الصليب النفسي في ساعات الصباح الأولى من يوم 14 مارس/آذار. قالت أخصائية اجتماعية من مركز كاريتاس للمهاجرين – وكانت قد زارت ديشاسا-ديسيسا في دير الصليب – قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن طبيباً شرعياً لبنانياً فحصها في 10 مارس/آذار.

وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “وفاة عاليم ديشاسا-ديسيسا فضيحة لسببين، بسبب المعاملة العنيفة التي تعرضت لها، وبسبب غياب أي تدابير حماية كان من شأنها منع هذه المأساة. على الحكومة أن تتبنى تدابير الحماية التي طال تأخرها، من أجل وقف الإساءات المتفشية بحق عاملات المنازل، ولكي تقل معدلات وفاتهن في لبنان”.

إثر انتشار مقطع الفيديو، أعلن وزيرا العمل والعدل في 10 مارس/آذار عن فتح التحقيق في ضرب وإساءة معاملة ديشاسا-ديسيسا. لم يتم الإعلان عن نتيجة التحقيق وليس من الواضح إن كان الادعاء سوف يوجه اتهامات جزائية إلى علي محفوظ. وحتى الآن لم تعلن وزارة العمل – الناظمة لشؤون مكاتب ا الاستقدام – عن أية إجراءات متخذة ضد مكتب محفوظ.