×

كلمة المبعوث الأميركي في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط

كلمة المبعوث الأميركي في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط

كلمة المبعوث الأميركي في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط

بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة

نيويورك، ولاية نيويورك

كلمة السفير ديفيد برسمان، المندوب الأميركي المناوب لدى الأمم المتحدة للشؤون السياسية الخاصة، خلال النقاش المفتوح بمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2014

نص الكلمة كما أُلقيت

شكرًا لكِ، السيدة الرئيسة، وشكرًا لكَ، وكيل الأمين العام فلتمن، للموجزين اللذين أدليتما بهما.

إننا نشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في القدس، وعلى وجه الخصوص خلال الأسبوعين الماضيين. إننا نعيش اليوم في زمن تسوده الاضطرابات الهائلة في منطقة الشرق الأوسط. إنه زمن يتطلب قيادة شجاعة. زمن يتطلب اتخاذ خيارات صعبة – خيارات تعزز السلام، خيارات تعزز الاستقرار، خيارات تعزز الأمن.

هذا وقت يدعو إلى اتخاذ قرارات مسؤولة من جانب قادة وشعبي الطرفين، وكذلك من جانب المجتمع الدولي، لدفع أهداف الأمن والسلام قُدمًا.

إن الوضع الحالي لا يزداد صعوبة إلا من جراء الإجراءات التي تلوث أجواء السلام وتؤدي إلى زيادة تقويض عناصر الثقة بين الجانبين. إننا نستمر في حثّ الجميع على الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تصعيد التوترات، بما في ذلك النشاط الاستيطاني والخطاب غير المساعد من الجانبين.

إن تدهور الوضع في القدس، في وقت يتوق فيه الكثير من الناس لرؤية إشارات تقدم نحو السلام، بات مقلقًا للغاية.

من الصعب أن نتصور مواقع أشد حساسية من تلك الموجودة في القدس، واليوم، يساورنا قلق شديد بسبب التوترات الأخيرة حول جبل الهيكل/الحرم الشريف. من المهم للغاية أن يقوم جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس، والامتناع عن أية أعمال استفزازية أو إطلاق خطابات تحريضية، والمحافظة على الوضع التاريخي القائم حول جبل الهيكل/الحرم الشريف – من خلال الكلمة والممارسة.

لهذا السبب اكتسبت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الأخيرة مثل هذه الأهمية، إذ أعرب فيها عن حرصه على المحافظة على الوضع القائم هناك وعدم إجراء أية تغييرات في الموقع. إننا نرحب بتصريحات رئيس الوزراء.

إن الالتزام المستمر من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين في الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في هذا الموقع المقدس أمر بالغ الأهمية. وأية قرارات أو إجراءات لتغييره ستكون استفزازية وخطيرة. كما نحث قادة الأطراف الثلاثة على ممارسة القيادة الحاسمة والحازمة والعمل معا بصورة تعاونية لتقليل حدة التوترات ونزع فتيل العنف، وتخفيف القيود على المصلين المسلمين، وإعادة تنشيط آليات التنسيق والعلاقات القائمة منذ وقت طويل التي خدمت على مدى عقود في المحافظة على الوضع التاريخي القائم فيما يتعلق باحترام الشعائر الدينية والوصول إلى الموقع. إن هذه الترتيبات ضرورية للمحافظة على الهدوء في هذا الموقع المهم والمقدس.

إن الخطط التي أعلنت عنها إسرائيل مؤخرًا حول تنفيذ مشروع لبناء ما يربو على 1000 وحدة سكنية في القدس الشرقية أمر مثير للقلق الشديد. وفيما نتجاوز هذه التطورات الأخيرة، شاهدنا أيضًا تقارير تفيد بأن السلطات الإسرائيلية اجتمعت اليوم وناقشت الموافقة على العشرات من المشاريع التي تهدف إلى توسيع البنية التحتية الاستيطانية في الضفة الغربية – بما في ذلك مشاريع المياه وتوسيع شبكة الكهرباء وبناء الطرق – إلى جانب ما يسمى “تشريع” البؤر الاستيطانية التي تعتبرها الحكومة الإسرائيلية نفسها غير قانونية. إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء هذه التطورات. ونحث جميع الأطراف على التوقف عن ممارسة الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك النشاط الاستيطاني من قبل السلطات الإسرائيلية. إن النشاط الاستيطاني لن يؤدي سوى إلى زيادة تصعيد حدة التوترات في وقت يشهد توترات كافية.

تعتبر الولايات المتحدة أن النشاط الاستيطاني غير شرعي. وقد أوضحنا بصورة لا لبس فيها معارضتنا للخطوات الأحادية الجانب التي قد تحكم مسبقا على مستقبل القدس، تمامًا كما أوضحنا معارضتنا لأية محاولات أحادية الجانب للالتفاف على العمل الشاق اللازم للمفاوضات.

ومقابل هذه الخلفية، لا تزال دوامة العنف مستمرة. فالهجوم الذي لا يقبله الضمير على محطة القطار الداخلي (الترام) في القدس الأسبوع الماضي، الذي أسفر عن مقتل طفل صغير من مواطني الولايات المتحدة، هو عمل غير أخلاقي. ونحن ندينه بأشد العبارات الممكنة. ونعرب عن أحرّ تعازينا لعائلتي الطفل الذي قتل والضحية الثانية التي قضت نحبها نتيجة الجراح التي أصيبت بها. كما نعبر عن مواساتنا للذين أصيبوا بجروح في هذا الهجوم ونتمنى لهم الشفاء العاجل في أقرب وقت.

كما تعرب الولايات المتحدة أيضًا عن تعازيها الحارة لعائلة المواطن الأميركي البالغ من العمر 14 سنة الذي قتلته قوات الدفاع الإسرائيلية خلال اشتباكات سلواد في 24 تشرين الأول/أكتوبر. كنا قد طلبنا من السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيقات سريعة وشفافة حول هذا الحادث، ونتوقع منها القيام بذلك.

في هذه البيئة المشحونة بالمخاطر، أصبح من الأهمية بمكان أن يستعيد جميع الأطراف الهدوء وأن تتخذ الخيارات الصعبة لنزع فتيل التوتر والعودة إلى الانخراط في العمل الشاق للمفاوضات. فالإجراءات الأحادية والطرق المختصرة لا تشكل بديلاً عن العمل الصعب الذي يتطلبه تحقيق السلام.

ينبغي أن يتمثل هدفنًا في إرساء الأسس لاتفاقية تفاوضية تقود إلى قيام دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن. وكما قلنا في السابق، فإن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للحياة مستقبلاً، وإن المفاوضات تشكل الوسيلة الوحيدة لحل هذا النزاع في نهاية المطاف. فإذا كانت الأطراف مستعدة وملتزمة للانطلاق في هذا المسار – بالأقوال كما بالأفعال – فنحن أيضًا على استعداد لتقديم الدعم لهم في كل خطوة يخطونها في هذه الطريق.

شكرًا سيدتي الرئيسة.