يوم المحاربين القدامى: تكريم للذين خدموا في القوات المسلحة الأميركية
تحتفل الولايات المتحدة في11 تشرين الثاني/نوفمبر، بعيد المحاربين القدامى بتنظيم المواكب والاستعراضات وغيرها من مظاهر الاحتفالات في جميع أرجاء البلاد تكريمًا لكل أولئك الذين خدموا، والذين يخدمون حاليًا، في صفوف القوات المسلحة الأميركية.
قال الرئيس أوباما بمناسبة يوم المحاربين القدامى في العام 2010، “في طريق متواصل عظيم الأهمية، امتد عبر أكثر من قرنين من الزمان، سار قدامى المحاربين الأميركيين على درب المهالك، مُضحّين أحيانًا التضحية الكبرى، وذلك من أجل حماية الحريات التي تتنعّم بها أميركا.”
وكما جرت العادة في كل عام، سيظل المدرج التذكاري الذي بُني حول نصب الجندي المجهول في مقبرة آرلنغتون القومية القريبة من واشنطن هذا العام، المحور الرئيسي وقبلة الأنظار للاحتفالات القومية بيوم المحاربين القدامى. وقد نشأت لهذا اليوم تقاليد وترسخت، بما في ذلك استعراض مجموعة حرس الشرف والرايات التي تمثل كل فروع القوات المسلحة وتقديم عرض “تحية السلاح” عند قبر الجندي المجهول، وقيام الرئيس بوضع إكليل من الزهور على القبر ثم عزف البروجي “نوبة رجوع”، وهي النغمات المؤثرة التي تعزف عادة في الجنازات العسكرية.
في العام 1958، دفن في مقبرة آرلنغتون قتيلان أميركيان مجهولان أحدهما من الحرب العالمية الثانية، والثاني من الحرب الكورية إلى جانب جندي مجهول كان قد قتل في الحرب العالمية الأولى. وفي العام 1984 أضيف إليهم جندي مجهول قتل في حرب فيتنام. والأربعة المجهولون يرمزون إلى كل أولئك الأميركيين الذين ضحوا بأرواحهم في كل الحروب. (تم انتشال رفات جندي فيتنام المجهول من قبره في العام 1998؛ وجرى التعرف عليه بواسطة فحص الحمض النووي ودفن في مقبرة أخرى. ومنذ ذلك التاريخ ظل ذلك القبر شاغرًا).
من قبل، كان يوم الهدنة الأضيق نطاقاً يُعتبر إحياءً لذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى التي توقف القتال فيها بمقتضى اتفاق الهدنة الذي سرى مفعوله في الساعة 11 صباحًا من يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1918، أي “الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر”. وقد أعلن الرئيس وودرو ولسون الاحتفال بأول يوم هدنة بعد سنة من تطبيقها.
وفي العام 1938، أصدر الكونغرس قرارًا أعلن فيه يوم الهدنة عطلة رسمية مخصّصة لخدمة قضية السلام في العالم. غير أن آمال ولسون بأن الحرب العالمية الأولى ستكون “الحرب التي تنهي الحروب” لم تلبث أن تلاشت بتجدّد نشوب القتال في أوروبا. ودخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية في العام 1941.
وبهدف تكريم الـ16 مليون أميركي الذين حاربوا في الحرب العالمية الثانية (بمن فيهم 407 آلاف قتلوا) وغيرهم ممن خدموا الوطن في أي حرب من حروبه، قام الكونغرس والرئيس دوايت آيزنهاور في العام 1954، بإعادة تحديد يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر باعتباره “عيد المحاربين القدامى.” وكتب آيزنهاور في أول إعلان للاحتفال بيوم المحاربين القدامى قائلا: فلنعدّ تكريس أنفسنا لمهمة إحلال سلام دائم كي لا تكون جهودهم قد ذهبت سدى.”
وفي العام 2004، حضر المحاربون القدامى الفخورون، رغم تقدمهم في السن، احتفال تدشين النصب التذكاري القومي للحرب العالمية الثانية في المتنزه القومي الممتد بين نصب لنكون التذكاري ونصب واشنطن التذكاري في العاصمة واشنطن. أما محاربو الحرب الكورية فقد تم تكريمهم بإقامة نصب تذكاري قرب المتنزه القومي يضم 19 تمثالا تمثل فرقة عسكرية تقوم بأعمال الدورية. يذكر أن أكثر من 54 ألف جندي أميركي قتلوا في ذلك النزاع الذي دام ثلاث سنوات.
وفي العام 1982 تم تدشين النصب التذكاري لمحاربي فيتنام- أيضًا في المتنزه القومي بالقرب من نصب لنكون التذكاري، ويضم جدارين من حجر الغرانيت الأسود نُقشت عليهما أسماء أكثر من 58 ألفًا من العسكريين الأميركيين الذين قُتلوا أو فقدوا في حرب فيتنام.
وفي العام 1993، تم تدشين نصب نساء حرب فيتنام التذكاري. ويقع على بعد بضعة أمتار من النصب التذكاري الرئيسي، وهو عبارة عن تمثال لثلاث نساء تقوم إحداهن بالعناية بأحد الجنود. وقد خدم في القوات المسلحة أثناء حرب فيتنام حوالى 2.6 مليون رجل و7 آلاف و500 امرأة أكثر من 83 بالمئة منهن كن ممرضات.
ويفيد مكتب الإحصاء الأميركي بأنه في العام 2010 بلغ عدد المحاربين القدامى الأميركيين 22.4 مليون.
كان ظهور المتكلمين بلغة النافاهو، الذين أدوا دورًا فريدًا في الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، هو أحد أبرز اللمسات التي توّجت الاستعراضات الأخيرة ليوم المحاربين القدامى في نيويورك.
فبصفتهم شبابًا من أفراد مشاة البحرية الأميركية في ساحة المعركة، كان هؤلاء الأميركيون الأصليون ثنائيو اللغة ينقلون الاتصالات العسكرية السرية باستخدام شفرة قاموا بتطويرها مستخدمين فيها لغة قبيلة نافاهو الخاصة بهم. قام المتكلمون بلغة نافاهو بصياغة الرمز الوحيد الذي لم تُفك شفرته في التاريخ العسكري الحديث، مما أدى إلى إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح والإسراع بإنهاء الحرب. لقد خدموا بامتياز في كل مشاركة كبرى على مسرح الحرب من العام 1942 إلى العام 1945.