أمريكا تسعى لتقويض القدرة المالية لتنظيم الدولة الاسلامية
وصف المسؤول في وزارة المالية الأميركية ديفيد كوين طبيعة الجهود الأميركية والدولية المبذولة التي ترمي إلى تقويض القدرة المالية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (الدولة الاسلامية) خلال كلمة ألقاها في 23 تشرين الأول/أكتوبر في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن.
صرّح كوين، الذي يشغل منصب وكيل وزارة المالية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أنه هو وفريقه في وزارة المالية يقودان هذه الجهود كجزء من إستراتيجية شاملة لإعاقة تنظيم الدولة الاسلامية وإضعاف قدراته وفي نهاية المطاف هزيمته.
وتابع يقول إن المجتمع الدولي قد وحّد قواه لإيقاف تهديد تنظيم الدولة الاسلامية .
وأشار إلى أن “الغالبية العظمى من ضحاياه هم من المسلمين، السنة والشيعة على حد سواء.”
وأفاد أن تنظيم الدولة الاسلامية يجذب الكثير من المقاتلين الأجانب ويزعزع استقرار منطقة بأسرها، ولذلك فإنه قد يطرح في نهاية المطاف تهديدًا مباشرًا خارج منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي بات “من الواجب مواجهته.”
وأوضح كوين إلى أن أحد الأسباب التي جعلت تنظيم الدولة الاسلامية يحظى باهتمام العالم هو ثروته الكبيرة. فهذا التنظيم يجمع عشرات الملايين من الدولارات شهريًا من خلال بيع النفط المسروق، وفرض دفع فدى على ضحايا الخطف، وسرقة وابتزاز الناس الذين يسيطر عليهم حاليًا، وإلى حد أقل تلقيه تبرعات من داعمين له من خارج سوريا والعراق.
لذا، وكجزء من استراتيجية أوسع للحطّ من قدرة تنظيم الدولة الاسلامية ودحره- بما في ذلك الضربات الجوية، ودعم القوات المسلحة العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وتقديم المساعدات الإنسانية، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، ومواجهة الخطاب الديني لتنظيم الدولة الاسلامية- بادرت الولايات المتحدة إلى تكثيف جهودها لتقويض القدرة المالية لتنظيم الدولة الاسلامية. وقال كوين إن هذا يُشكِّل جهدًا يشمل الحكومة بكاملها ويرتبط مع نظرائها الدوليين.
وأشار كوين إلى أن مكتبه في وزارة المالية، الذي أُنشئ عام 2004 لتطوير ونشر الأدوات المالية لمكافحة تمويل الإرهاب، يستخدم إستراتيجية قوامها ثلاثة عناصر متعاضدة:
قطع مصادر عائدات تنظيم الدولة الاسلامية لحرمانه من المال.
الحد مما يمكن أن يقوم به تنظيم الدولة الاسلامية بالأموال التي يجمعها من خلال تقييد قدرته على الوصول إلى النظام المالي الدولي.
الاستمرار في فرض عقوبات على كبار القادة في تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك على الذين يسهلون أموره المالية لتقويض قدرته على العمل.
إلا أن كوين شدد على أن الأدوات المالية وحدها لن تهزم تنظيم الدولة الاسلامية. إذ ينبغي شنّ حملة عسكرية لطرد تلك الجماعة من الأراضي التي تعمل فيها، وفي نهاية المطاف، فإن الحلول لتسوية النزاعين في العراق وسوريا يجب أن تكون حلولا سياسية.
وفي الختام، قال كوين إنه “علينا التصدي للأيديولوجية البغيضة التي يروجها تنظيم الدولة الاسلامية عن طريق المجتمعات المتسامحة التي تنعم بالحيوية الاقتصادية والحكومات التي تحكم بطريقة تشمل جميع الناس.” وخلص إلى أن “هذه هي الأهداف الطويلة الأمد التي تلتزم الولايات المتحدة التزامًا عميقًا بتعزيزها”.