×

العلماء في سباق مع الزمن لتطوير لقاح لفيروس كورونا لكن الأمر قد يستغرق وقتا

العلماء في سباق مع الزمن لتطوير لقاح لفيروس كورونا لكن الأمر قد يستغرق وقتا

يناضل الباحثون في جميع أنحاء العالم لاكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا الذي ظهر في الصين وأصبح يشكل تهديدا صحيا. وبعد أيام فقط من عرض العلماء الصينيين للخريطة الوراثية لفيروس كورونا، صمم باحثون في المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة مكونا محتملا للقاح يأملون في اختباره بحلول أبريل-نيسان المقبل، وبالموازاة مع ذلك، يسابق العلماء إلى جانب شركات التكنولوجيا الحيوية واللقاحات، الزمن لاكتشاف لقاح للفيروس.

وقام باحثون من تكساس بتجميد لقاح تجريبي تمّ تطويره في وقت سابق لمكافحة فيروس السارس، أو متلازمة التنفس الحاد، لكنهم دفعوا السلطات الأمريكية والصينية إلى تجربته هذه المرة حيث أكد الدكتور بيتر هوتز من كلية بايلور للطب ومستشفى تكساس للأطفال أن الفيروس الجديد قريب من السارس.

وجاءت هذه الاكتشافات في ظروف قياسية مقارنة بالأمراض المتفشية سابقا، ومع ذلك، يتفق العديد من الخبراء على أن الأمر قد يستغرق عاما، إذا سارت كل خطوة على ما يرام، حتى يكون أي لقاح جاهز للاستخدام على نطاق واسع. هذا إذا كانت هناك حاجة حتى ذلك الوقت.

التقديرات العالمية تشير إلى إصابة أكثر من 31400 شخص بفيروس كورونا، الذي تسبب في مقتل 630 شخصا أغلبهم في الصين. كما تمّ الإبلاغ عن إصابة 310 أشخاص آخرين بالفيروس في أكثر من عشرين دولة أخرى. في الوقت الحالي، تقوم السلطات الصحية بعزل المرضى للحدّ من انتشار الفيروس، الذي يسبب الحمى والسعال والالتهاب الرئوي. ومع عدم وجود علاج محدد، يقوم بعض الأطباء أيضا بتجربة الأدوية المضادة للفيروسات التي تمّ تطويرها لحالات أخرى.

وأكد بيتر هوتز، الذي سبق وأن ابتكر لقاح السارس مع زميلة له بمستشفى تكساس للأطفال ماريا إلينا بوتازي “لقاحنا تمّ صنعه بالفعل وقد يتمّ إطلاقه بسرعة كبيرة”، مضيفا: “لا يوجد حتى الآن خارطة طريق لما نقوم به لصنع لقاح في خضم اندلاع مدمر للصحة العامة”.

يقول المختصون في المعاهد الوطنية للصحة، إنه بدلا من محاربة ظاهرة تفشي الفيروسات، فقد حان الوقت لمتابعة تصاميم لقاح أولي يمكن أن تنجح في احتواء “عائلات” الفيروس بأكملها، وعلى استعداد لاستخدامها عند ظهور أول علامة لمرض جديد، وفي هذا الشأن قال الدكتور بارني غراهام، نائب مدير المركز الوطني لأبحاث لقاحات الحساسية والأمراض المعدية: “لدينا التكنولوجيا الآن، إنه أمر ممكن من الناحية الهندسية والبيولوجية. بدون هذه الخطوة، سنكون معرضين لخطر حدوث أوبئة جديدة”.

تقليديا، يتطلب صنع اللقاحات الكثير من الفيروسات المتنامية في المختبر حيث يتبع فريق المعاهد الوطنية للصحة طريقة أحدث وأسرع بكثير من خلال استخدام جزء من الشفرة الوراثية للفيروس، الذي يرشد الخلايا إلى إنتاج بروتين معين.

وقال الدكتور تل زاكس، كبير المسؤولين الطبيين في شركة “موديرنا”، التي تعمل على تطوير لقاحات “أي آر أن أم” للأمراض الأخرى وكذا العمل على فيروس كورونا الجديد: “نعتقد أن الحمض النووي الريبي هو برنامج الحياة”، مشيرا إلى أن حقن الجسم بالمصل المناسب سيجعل الجسم قادرا على صنع الدواء الخاص به، وبينما تنتج الخلايا هذا “البروتين”، يتعرف الجهاز المناعي عليه، ويكون مهيأ للهجوم على الفيروس بمجرد دخوله الجسم.

هناك بروتين يدعى على نحو مناسب “سبايك” ويتيح للفيروس الالتصاق بالخلايا. ويستقر على سطح فيروسات التاج – الفيروس الجديد وأبناء عمومته السارس ، الذي اندلع في الصين في عام 2002 وانتشر إلى 26 دولة ، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، التي ظهرت في عام 2012.

ركز فريق غراهام على الحمض النووي الريبي المسؤول عن إنتاج الفيروس الجديد للارتفاع ، وبعد أن أظهر بحث سابق أن البروتين يمكنه تغيير شكله ، صمم نسخة أكثر ثباتًا منه.

تقوم شركة “موديرنا” بتصنيع عينات من لقاح “أي آر أن أم” الصناعية من أجل المعاهد الوطنية للصحة لاستخدامه في الدراسات على الحيوانات، وتأمل في غضون ثلاثة أشهر، إجراء اختبارات السلامة في المرحلة الأولى على الأشخاص. وإذا أثبتت الاختبارات الإضافية نجاحها حقا، فإن الأمل هو أن يتمكن العلماء من المضي قدما في التطبيقات إذا ظهر فيروس جديد.

الأمر في غاية الأهمية بعد تفشي ثلاث حالات مرض قريبة في أقل من 20 عاما، كما تنبأ الدكتور مارك دينيسون، عالم الفيروسات في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، الذي يشدد على أهمية العثور على استراتيجيات اللقاح الخاصة بالأشياء الفريدة الشائعة لكل الفيروسات بما في ذلك كورونا.

وعلى صعيد آخر يتبع مختبر “إينوفيو” للأدوية نهجا مشابها مع الحمض النووي الاصطناعي، وقد أبلغ مؤخرًا عن نتائج واعدة من اختبار المرحلة الأولى من لقاح “ميرس”. ويتعاون “إينوفيو” مع شركة “بكين للقاحات” الصينية، على أمل التوصل إلى اختبار لقاح جديد في الصين في وقت لاحق من هذا العام.

وفي فرنسا، يقوم الباحثون بمعهد باستور باختبار لقاح ضد الحصبة بعدد أن حققوا بعض النجاح المبكر في خلط المواد الجينية من الفيروسات الأخرى في هذا اللقاح، ويأملون الآن في وضع نظام المناعة في حالة تأهب ضد الفيروس الجديد بنفس الطريقة. وقال عالم الفيروسات، فريدريك تانجي، رئيس قسم ابتكار اللقاحات بمعهد باستور: “العمل الذي نقوم به الآن يشمل صنع لقاح ضد الحصبة ولكن إعادة تصميمه بمعنى أنه يحتوي على مضادات من فيروس كورونا الجديد”.

ومن المقرر أن تجتمع منظمة الصحة العالمية الأسبوع المقبل لتحديد المرشحين الواعدين للأدوية واللقاحات لفيروس كورونا الجديد وتتبع تطورهم بشكل سريع، كما حدث مع فيروس إيبولا. وفي هذا الشأن قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “بصراحة، نحن في ملاكمة الظل”. “نحن بحاجة لإخراج هذا الظل إلى النور حتى نتمكن من مهاجمته بشكل صحيح”.