×

انتاج الطاقة من الحبوب يهدد الامن الغذائي في العالم

انتاج الطاقة من الحبوب يهدد الامن الغذائي في العالم

واشنطن، (امريكا ان ارابيك) – قال تقرير جديد صدر في واشنطن ان صراع الغرب من اجل تامين المزيد من مصادر الوقود من المحاصيل الزراعية كالذرة بعيدا عن نفط الدول العربية والاسلامية قد يؤدي الى عواقب كارثية في الامن الغذائي العالمي جراء التنافس على حبوب الغذاء بين راكبي السيارات الأغنياء في الغرب والمستهلكين منخفضي الدخل في الدول الفقيرة. 

وقال ليستر براون، رئيس معهد سياسات الأرض، وهو معهد بحثي مقره واشنطن اصدر هذا التقرير، انه قد تحدث عواقب غير مقصودة نتيجة حدوث “طفرة في انتاج الوقود الحيوي”.

 ويحذر براون من إمكانية كبيرة لحدوث صدمات في أسعار الذرة، حث يرتب أصحاب المصارف في وول ستريت ومزارعو مين ستريت لاستثمار البلايين من الدولارات في انشاء قدرات تكريرية جديدة للوقود الحيوي المستخرج من المزروعات.

ويشير التحليل الذي قدمه براون إلى أن الحبوب المطلوبة لاستخراج ما يكفي من الوقود لملء خزان الوقود في سيارة الأنشطة الخارجية (الجر الرباعي) بـ25 جالونا من الإيثانول سوف تكفي لتغذية شخص لمدة عام كامل اذا ما بقيت على حالها في شكل مأكولات.

كما أن الحبوب المطلوبة لملء الخزان كل أسبوعين خلال عام سوف تكفي لتغذية 26 شخصا.

وقال بروان، وهو خبير مخضرم في مسأئل الطاقة والبيئة والتنمية، :”السيارات، وليس الأفراد، هي التي ستكون مسئولة عن ارتفاع الاستهلاك في الحبوب على مستوى العالم هذا العام.”

وحذر براون قائلا:” مادام كل شيء نأكله تقريبا يمكن تحويله إلى وقود للسيارات، بما في ذلك القمح والذرة والأرز وفول الصويا، فإن الخط الفاصل بين اقتصاديات الغذاء والطاقة يتلاشى في الوقت الحالي”.        هذاو يُنظر إلى إيثانول الذرة بشكل كبير باعتباره علاجا سحريا لاعتماد امريكا على النفط العربي.

ويقفز المستثمرون ورجال الاعمال على هذا التوجه المربح نحو الوقود الحيوي بدرجة سريعة – مدفوعين في رغبة برغبة واشنطن واليمين المتشدد في التخلص من النفط العربي –  لدرجة أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يتم الإعلان عن معمل جديد لتقطير الإيثانول أو معمل لتكرير الديزل الحيوي في مكان ما من امريكا او من العالم.

وفي بعض ولايات ما يسمى بحزام الذرة الأمريكي تسيطر معامل تقطير الإيثانول على إمدادات الذرة. ففي ولاية إيوا يوجد عدد مذهل من مصانع الإيثانول يبلغ 55 مصنعا تعمل حاليا أو تم اقتراحها.

 ويشير الاقتصادي بوب ويزنر بجامعة إيوا أنه إذا تم بناء جميع هذه المصانع فإنها سوف تستخدم فعليا جميع الذرة التي يتم زراعتها في ولاية إيوا. وفي ولاية جنوب داكوتا، وهي من بين الولايات العشر الأولي في زراعة الذرة يتم استخدام نصف انتاج الذرة لانتاج الطاقة.

ومع بناء الكثير من معامل التقطير يتخوف منتجو الماشية والدواجن من عدم وجود ما يكفي من الذرة لإنتاج اللحوم والألبان والبيض. وحيث إن الولايات المتحدة تقدم 70 بالمائة من صادرات الذرة في العالم فقد شعرت الدول المستوردة للذرة بالقلق بشأن إمدادها من الذرة.

ويشير التحليل الى انه تاريخيا كان مصنعوا الأغذية ومنتجو الماشية الذين حولوا هذه السلع الزراعية إلى منتجات توضع على أرفف المتاجر هم المشترون الوحيدون. أما الآن فهناك جماعة أخرى، والتي تضم هؤلاء الذين يقومون بشراء الذرة من أجل معامل تقطير الإيثانول ومعامل تكرير الديزل الحيوي التي توفر الوقود لمحطات التزويد بالوقود.

ومع ارتفاع أسعار النفط أصبح من المربح بشكل كبير تحويل السلع الزراعية إلى وقود للسيارات، إما الإيثانول أو الديزل الحيوي. وفي الواقع أن سعر النفط هو السعر المدعوم للسلع الغذائية؛ فمتى انخفضت قيمة سلعة ما كغذاء إلى أقل من قيمتها كوقود فإن السوق سوف يحولها إلى وقود.

والجدير بالذكر ان إنتاج الوقود المعتمد على المحاصيل في الوقت الحالي يتركز في البرازيل و الولايات المتحدة وغرب أوروبا وهي الاماكن التي تسعى جاهدة للتخلص من النفط العربي.