×

انتقادات لبرنامج لبيع الادوية الرخيصة في امريكا

انتقادات لبرنامج لبيع الادوية الرخيصة في امريكا

واشنطن، (امريكا ان ارابيك)- أعلنت شركة وول مارت، كبرى شركات تجارة التجزئة في الولايات المتحدة والعالم، مؤخرا عن عزمها القيام ببدء برنامج تجريبي لبيع الأدوية الرخيصة غير ان القرار وصف بانه محاولة لتحسين صورة الشركة الثرية التي لا تعطي عمالها ما يكفي من الرعاية الصحية. 

والجدير بالذكر ان حقوق الملكية الامريكية تعطي الشركات المصنعة للادوية حق رفع ثمن الادوية لفترة معينة من الزمن ثم السماح بعد ذلك للشركات الاخرى استخدام نفس الدواء وطرحه في الاسواق بسعر ارخص. وهو ما يعني ان الكثير من الامريكيين يضطرون للانتظار لسنوات قبل ان يحصلوا على ادوية هامة ما زالت تحت حقوق الملكية الفكرية حفاظا على ارابح الشركات وحماية للاقتصاد الراسمالي الامريكي.

وقد أصدر بول بلانك، مدير حملة “استيقظي وول مارت” بيانا ينتقد فيه هذا الإعلان من جانب شركة وول مارت.

وتعد شركة وول مارت، أكبر شركة لتجارة التجزئة في الولايات المتحدة والعالم؛ حيث تمتلك 1379 منفذ بيع كبير، و19% من مبيعات البقالة في البلاد.

 وقد احتلت الشركة المرتبة الأولى في قائمة أفضل 500 شركة وفقا لمجلة فورتشن. كما حققت الشركة أكبر يوم للمبيعات في التاريخ وصلت فيه قيمة المبيعات إلى 1.43 مليار دولار.

ويُشار إلى أن حملة “استيقظي وول مارت”، والتي تضم 256 ألف أمريكي، هي حملة شعبية تهدف إلى جعل وول مارت، باعتبارها من كبرى الشركات الامريكية والتي تحقق ارباحا تتعدي البلايين من الدولارات كل عام،  شركة مسئولة تراعي الأخلاقيات.

وجدير بالذكر أن الشركة تضم مئات العاملين من المهاجرين، حيث يقول مراقبون ان  الشركة تقوم باستغلالهم، ويُجبرون على العمل سبعة أيام في الأسبوع دون الحصول على أجر إضافي أو تأمينات أو مزايا إضافية، وهو حال الكثير من العاملين في الشركة أيضا من غير المهاجرين.

وجاء في البيان: “رغم أن خفض تكاليف برامج الأدوية يعد أمرا جيدا إلا أن وول مارت تتجاهل بقسوة حقيقة أنها تفشل في توفير الرعاية الصحية في الشركة لأكثر من نصف العاملين بها (أي حوالي 775 ألف شخص)، وهو ما يدع 46 بالمائة من أطفال العاملين بها غير مؤمن عليهم أو يعتمدون على الرعاية الصحية العامة”.

ويضيف البيان أن “الأسوأ من هذا هو أن أزمة الرعاية الصحية في وول مارت سوف تتواصل لتكلف دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من 1.2 بليون دولار سنويا، ومن المتوقع أن تكلف دافعي الضرائب ما يصل إلى 9.1 بليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة.”

لكن الأمر “المأساوي” بحسب منظمة “استيقظي وول مارت” هو أن “شركة وول مارت تريد أن تتجاهل حقيقة أن ما يُسمى بالأسعار المنخفضة لمنتجاتها يأتي على حساب العاملين بها وأطفالهم وأُسرهم”.

وأضاف بيان المنظمة: “إن وول مارت في حاجة إلى الإجابة على سؤال واحد بسيط للغاية، لكنه في خطير في نفس الوقت، وهو: لماذا لا تقوم بتحسين تغطية الرعاية الصحية للعاملين بها؟”

ومضى البيان يقول: “إن الحقيقة هي أن أزمة الرعاية الصحية في وول مارت تتنامى يوميا، ومما يؤسف له أن هذه المبادرة الخاصة ببرنامج الأدوية لن تؤدي إلى تأمين عامل واحد من بين العاملين في وول مارت، أو تغطية تأمين طفل غير مؤمن عليه، أو ستقلل من البلايين التي يدفعها دافعو الضرائب”.