×

تداعيات فيرغسون على تجارة الأسلحة

تداعيات فيرغسون على تجارة الأسلحة

لقي 14 فتى مصرعهم على يد الشرطة الأمريكية بعد المأساة التي وقعت في فيرغسون. وقد حظيت إحدى هذه الحالات على تغطية إعلامية خاصة، إذ قامت الشرطة في كليفلاند بقتل فتى يبلغ من العمر 12 سنة اسمه تامير رايس، الذي كان يلهو وبيده مسدس-لعبة. وتشير وسائل الاعلام الأمريكية إلى أن الاضطرابات التي شهدتها منطقة سانت لويس مؤخراً سببت في ازدياد حجم بيع الأسلحة والذي ارتفعت نسبته إلى 10 أضعاف.

يشير المراقبون إلى أن الوضع مضطرب ليس فقط في فيرغسون نفسها وإنما في المناطق المحيطة بها، حيث يسمع دوي لإطلاق النار تارة هنا وتارة هناك، وتندلع مسيرات عفوية على الرغم من عمليات قمع الاحتجاجات بقوة. حتى أن مناشدة أوباما لضبط النفس لم تؤثر على أحد، كما لم يكن لتذكيره بسيادة القانون أي وقع على قلوب المواطنين الغاضبين، لأن القانون بات مشكوك بأمره بعد صدور حكم المحكمة والمحلفين التي برأت شرطي أبيض قام بقتل فتى زنجي. بطبيعة الحال هناك مشاكل كثيرة في الولايات المتحدة، طفا معظمها على السطح أثناء هذه الاحتجاجات. أولاً، يحق لعناصر الشرطة اطلاق النار على أي شخص، حتى لو كانت حياته غير معرضة للخطر. واليوم، يقوم الأميركيون بشراء الأسلحة بشكل كبير بسبب خوفهم، مما يزيد فقط من إمكانية التوصل إلى نتائج مأساوية.

ووفقاً لصحيفة الغارديان، فقد لقي أكثر من 12 ألف شخص مصرعهم أي ما يعادل 30 شخصاً يومياً العام الماضي في الولايات المتحدة من جراء استخدام الأسلحة النارية. مع الاشارة إلى وجود حالات كان فيها الأطفال قتلة، علماً أنهم منذ نعومة أظافرهم يخضعون لتدريبات على استخدام الأسلحة. حتى أنه هناك موقع رسمي بعنوان “بندقيتي الأولى”، حيث يمكن للمرء عن طريق هذا الموقع شراء الأسلحة. لكن في العام الماضي تم إغلاقه بعد أن أطلق طفل يبلغ من العمر خمس سنوات النار على شقيقته البالغة من العمر سنتين. ولكن الآن لا شيء يعيق بيع بنادق للأطفال مرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية.

الملفت للنظر هو أن مشتريي الأسلحة لا يخضعوا للاختبار في جميع الولايات الأمريكية من قبل الأجهزة الأمنية المختصة. وبالتالي فإن المشكلة من حيث المبدأ لا تكمن في توفر الأسلحة، وإنما تكمن بعدم وجود هيئات مراقبة مختصة. حتى أن المشكلة الرئيسية برأي ديمتري فياتكين النائب في مجلس الدوما، ليست في إمكانية الحصول على الأسلحة، وليس في الصورة التي تتشكل من خلال الثقافة الشعبية، وإنما في التناقضات الموجودة داخل المجتمع الأمريكي، وأضاف قائلاً:

إن توفر عدد كبير من الأسلحة، التي غالباً ما تنتشر دون حسيب ولا رقيب، جنباً إلى جنب مع التناقضات الداخلية في المجتمع الأمريكي المبنية على الكراهية العنصرية، وانخفاض مستويات المعيشة والفقر وتوافر جيوب عرقية بأكملها، كل هذا يثير موجات مثيلة من العنف. فالصراعات العرقية ما زالت موجودة. وبالتالي فإن توفر عدد كبير من الأسلحة يثير أعمال العنف والاستفزاز.

ولعل هذا هو بالضبط ما يجعل الناس يخافون من عناصر الشرطة. وهؤلاء بدورهم يرون في أي طفل يحمل مسدس-لعبة تهديداً محتملاً. فمنذ ذلك الحين، عندما أطلق عنصر أمن النار على مايكل براون في فيرغسون، قتلت الشرطة 14 من الفتيان، منهم ستة زنوج. وفي هذا الاطار أكدت صحيفة ديلي بيست بأن بعض منهم، في الواقع، كانوا مسلحين. على سبيل المثال، جيفري ويتين البالغ من العمر 18 عاماً والذي كان ضحية الشرطة في ولاية كانساس، هو من أطلق النار أولاً على الشرطة. أما ميغيل بينتون، الذي أصيب بعيار ناري في جورجيا، سرق السلاح من الشرطة. ولكن في الحالات الأخرى، الامر ينطوي على كونه استخدام غير مبرر للسلطة من قبل الشرطة.

بحسب تقارير بلومبرغ، تزداد مبيعات الولايات المتحدة من الأسلحة الفردية في كل مرة بعد وقوع المجازر، وذلك لأن الناس يعمدون على حماية أنفسهم من المجرمين. على أي حال، هذا ما يعتقدون به.