سبعة أشياء لا يعرفها المغيبون عن سياسة أوكرانيا تجاه العرب
كتب عماد مكي – وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك
مع إغراق بعض العرب في السطحية والانفعالية في التعامل مع الازمة الدولية في أوكرانيا ومع الاقبال الملحوظ نحو استهلاك البروباجاندا الغربية او حتى الروسية وجب على العرب معرفة سبعة أمور مجردة عن أوكرانيا وعن سياسة أوكرانيا — او على الأقل حكومة أوكرانيا — تجاه القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصى الأسير والقدس المحتلة.

١- أوكرانيا دولة أعلنت انها ستقوم بالاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة ابدية لإسرائيل. ففي ١٦ ديسمبر من العام الماضي قال
السفير الأوكراني يفغن كورنيشوك لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي إنه سيتخذ خطوات عملية لإنشاء فرع للسفارة في القدس المحتلة بمجرد ان يأتيه الامر المباشر الذي هو في انتظاره في “خلال شهور لا سنوات” على حد تعبيره.
٢- السفير الأوكراني قال ما نصه ” لا يمكن لإى وزير خارجية او سفير ان يطلق على القدس أى شىء سوى انها عاصمة اسرائيل ” متوقعا في حينها ان تفتتح البلاد فرعا جديدا للسفارة فى القدس المحتلة قريبا. جاء ذلك في تصريح لمنشورة “تايمز اوف ازرائيل”. وحتى الان باستثناء الولايات المتحدة لم يقم بهذه الخطوة سوى هوندوراس وغواتيمالا وكوسوفو وهي دول هامشية لكن قرار أوكرانيا كان سيعني انضمام دولة بها ٤٥ مليون نسمة للقرار.
٢-أوكرانيا ، التي تطالب الان باحترام الحقوق والحدود، هي نفسها تغاضت عن قرارات مجلس الامن وتفسيرات أساسية للقانون الدولي فيما يتعلق بقانونية او وضع مدينة القدس المحتلة. فالأمم المتحدة لا زالت، رغم الضغوط الامريكية والصهيونية، تصنف القدس الشرقية على أنها “أرض فلسطينية محتلة”، ولا تعترف بضمها في عام 1967. كما تحث كل من الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي على تسوية وضع القدس المحتلة حتى الان من خلال مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. كما ذكرت محكمة العدل الدولية في أحد أحكامها أن القدس الشرقية محتلة بصورة غير قانونية.
٣-رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي زار الأراضي المحتلة وقام بزيارة دينية مع الحاخام الذي يتبعه في طائفته اليهودية عند حائط المبكى وحضر المنتدى العالمي الخامس لإحياء ذكرى المحرقة.
٤-حينما اعلن مجلس الامن تنديده في اعقاب القرار الجائر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة لإسرائيل أعلنت أوكرانيا غيابها عن جلسة قرار التنديد ولم تشترك في الشجب مع باقي الدول.
٥- وزير شئون القدس المحتلة في حكومة الاحتلال زائيف ايكن ولد وتربي وترعرع في أوكرانيا مثله مثل الكثير من اليهود الاوكرانيين الناشطين في الحركة الصهيونية العالمية قبل انتقاله لدولة الاحتلال.
٦- حينما طالب الرئيس الاوكراني زيلينسكي ان تعقد جلسة مباحثات بين روسيا لمناقشة الغزو الروسي لبلاده لم يطلب ان تعقد المباحثات في في لندن مثلا ولا في الرياض ولا في موسكو حتى وانما تعقد في القدس المحتلة وبرعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت مباشرة. والمدهش ان المقابلة من المفترض ان تشمل احترام القوانين الدولية وقرارات مجلس الامن.
وجميع الانباء تشير الى ان زيلينسكي اثار هذا الامر قبل ذلك وحتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
٧- في مايو ٢٠٢١، تضامن الاوكرانيون مع إسرائيل حتى ان بعض شباب أوكرانيا ربطوا علم ضخم لإسرائيل بطائرة مسيرة ليحلق فوق البلاد خصوصا في كييف العاصمة، وفق ما أوردته “يوكرين جويش انكونتر”. وذلك في الوقت نفسه الذي كانت فيها قوات الاحتلال تهدم البيوت الفلسطينية وتهدم مباني وكالات الانباء ويموت مدنيون فلسطينيون تحت القصف حتى ان “المنظمة الصهيونية الدولية” شكرت أوكرانيا رسميا على موقفها الرسمي ومواقفها الشعبية.
هذه بعض الحقائق السريعة المجردة بلا لون ولا تجميل اردت وضعها امام العقلاء فقط من القراء العرب ليعرفوا اين يمكن للواحد منهم ان يستثمر مشاعره وتعاطفه ويعرف ان رواية الأبيض والأسود هذه لا يصدقها الا من يفتخر بسذاجته. ان المنطقة العربية تتعرض لبروباجاندا عميقة فعلا من كل الاتجاهات. غير ان القدس وفلسطين ستبقى القضايا الحقيقة والتي نستطيع ان نحكم من خلالها على من هو القريب او من هو العدو ومن هو الحليف ومن هو الصديق.
عماد مكي
وكالة أنباء أمريكا ن أرابيك