ليبيا: القتال العنيف أجبر أكثر من 100ألف شخص على الفرار خلال شهر
ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المتناحرة في غرب وشرق وجنوب شرق ليبيا، أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم خلال الشهر المنصرم.
ويتركز الصراع في مدينتي بنغازي ودرنة في الشرق، وأوباري في الجنوب الشرقي للبلاد وككلة في الغرب. ويعيق انعدام الأمن تنفيذ العمليات الإنسانية.
ولا تزال وكالات الإغاثة تحاول تقييم حجم النزوح الداخلي. وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان ادواردز في جنيف، “لقد أكدت التقارير الواردة من المنظمات غير الحكومية الشريكة فرار 56.500 شخص من بنغازي في الأسابيع القليلة الماضية”، مضيفا أن العدد يشمل نحو 2،500 شخص من النازحين داخليا قادمين من تاورغاء.
وقد فر العديد أيضا من البلدة الساحلية الشرقية، درنة، ولم تتمكن المفوضية تأكيد العدد، فيما أكدت لجان الأزمة المحلية في الجنوب الشرقي فرار نحو 11،280 شخص من القتال في أوباري، في حين أبلغت جماعات مدنية في الغرب عن نزوح 38.640 شخص بسبب القتال في ككلة، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال.
وأضاف إدواردز “نحن نقدر أن ما يزيد عن 393.420 شخص أصبحوا مشردين داخليا في ليبيا منذ تصاعد العنف في شهرأيار/ مايو. وهم منتشرون في 35 بلدة ومدينة وبحاجة ماسة إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والسلع الأساسية الأخرى.”
وقد دارت أشرس المعارك في بنغازي، حيث فر الناس إلى المدن القريبة ومنها المرج، وأجدابيا، والبيضا، ومصراتة. وقد استنفدت هذه المدن قدرة استيعابها لاستضافة ومساعدة النازحين.
وأعربت المفوضية عن قلق خاص إزاء وضع نحو 2،500 نازح من تاورغاء فروا من مخيماتهم في بنغازي في منتصف شهر تشرين أول/أكتوبر، ويقيمون الآن في الحدائق العامة والمدارس ومواقف السيارات في اجدابيا والبلدات المجاورة، في ظل صفائح رقيقة من البلاستيك، وبعض الخيام للاحتماء. وسيواجه النازحون الرياح والأمطار خلال أشهر الشتاء المقبلة والتي سيكون تأثيرها أقسى على النساء والأطفال وكبار السن الذين يفتقرون إلى الملابس الدافئة، والخيام المعزولة حراريا والملاجئ.
وقال البيان إن قوافل المساعدات عبر الحدود هي الطريقة الوحيدة للحصول على الإمدادات. وفي حين قامت المفوضية وشركاؤها بتسليم المساعدات لنحو 19 ألف نازح من خلال قوافل عبر الحدود في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، تواجه المفوضية قيودا في التمويل والوصول.
كما أعربت المفوضية عن قلقها أيضا إزاء وضع نحو 14 ألف نازح من أصل 37 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجل (نصفهم تقريبا من سوريا) في ليبيا، تقطعت بهم السبل في مناطق النزاع، أو غير قادرين على توفير الغذاء لأنفسهم ولعائلاتهم.
وغالبا ما ينظر إلى اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين بعين الريبة خلال أوقات النزاع، ويعانون من العداء تجاه جميع الأجانب. ومع عدم وجود بدائل، غادر كثير منهم على متن قوارب المهربين إلى أوروبا. وحتى الآن خلال هذا العام، وصل أكثر من 156 ألف شخص إلى إيطاليا – 85 في المائة منهم أتوا من ليبيا.