مشروع امريكي يحشد ١٥ بليون دولار لإنتاج الطاقة بإفريقيا
أطلقت حكومة الولايات المتحدة مبادرة ترمي لزيادة سبل الحصول على الطاقة للمجتمعات المحلية المحرومة من الخدمات الكهربائية في عموم أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء.
في إطار مبادرة الطاقة لأفريقيا للرئيس أوباما، تم إطلاق إطار مبادرة جديدة باسم “ما وراء الشبكة” من شأنها تسخير موارد المستثمرين والممارسين الـ27 الملتزمين باستثمار أكثر من بلیون دولار في التوصل إلى حلول لتوفير الطاقة على نطاق صغير بعيدًا عن الشبكة العادية. وسوف تساعد التزامات القطاع الخاص تجاه مبادرة الطاقة لأفريقيا، خلال فترة السنوات الخمس الأولى، في” تحقيق هدفها المتمثل في مد 20 مليون نسمة في أفريقيا جنوب الصحراء بالطاقة الكهربائية، جاء ذلك في بيان صحفي صدر عن وزارة الطاقة .
وقال وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز “إن مبادرة ما وراء الشبكة سوف تساعد في توسيع نطاق عمل حكومة الولايات المتحدة الذي قد بدأت القيام به بالفعل من خلال مبادرة الطاقة لأفريقيا للتمكن من توفير الكهرباء للمواطنين في أفريقيا جنوب الصحراء. ومع وجود ما يقرب من 600 مليون شخص بدون كهرباء في العصر الحديث، فإن من الواضح أن الوصول إلى شبكة مركزية لا يشكل حلا شاملا لهذه البلدان في واحدة من أقل القارات في العالم من حيث تواجد المناطق الحضرية فيها. ولكن من خلال الحلول بما في ذلك مشاريع الطاقة بعيدًا عن الشبكة ومشاريع الطاقة الصغيرة الحجم، يمكن مد هذه المناطق الريفية بالكهرباء.”
وقالت وزارة الطاقة إن من شأن التوصل إلى حلول للطاقة بعيدًا عن الشبكة ومن خلال مشاريع الطاقة الصغيرة الحجم التي تقرب الكهرباء من المستخدمين النهائيين أن تزيد أيضًا الاستخدامات المثمرة للطاقة وتولد الدخل. إذ يمكن، من خلال الشراكة مع المستثمرين، والممارسين، والجهات المانحة، لمبادرة ما وراء الشبكة أن تحشد الموارد الجديدة، والتكنولوجيات والمعرفة الفنية لمعالجة مشاكل الطاقة.
وأوضحت وزارة الطاقة أنه بالبناء على دعم مبادرة الطاقة بعيدًا عن الشبكة لعدد من الحلول الصغيرة المتميزة للطاقة في عموم أفريقيا، سوف تساعد مبادرة ما وراء الشبكة في التغلب على السياسة والقيود التنظيمية المفروضة على توفير الطاقة على نطاق صغير. وباﻹضافة إلى ذلك، سوف تساعد على زيادة إمكانية الوصول إلى المساعدات المالية والتقنية التي ظلت تاريخيًا غير متوفرة لشركات الطاقة الصغيرة.
وسوف تتضمن مبادرة ما وراء الشبكة أيضًا أدوات مالية جديدة، مثل تلك التي تمزج بين رأس المال المقدم من المانحين ورأس المال الخاص، أو تجميع مشاريع الطاقة الصغيرة في استثمارات أكبر حجما.
تحدي الطاقة بعيدًا عن الشبكة
بالبناء على ما ورد في إطار مبادرة ما وراء الشبكة، تعاونت المؤسسة الأميركية للتنمية الأفريقية مع شركة جنرال إلكتريك والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) من أجل إطلاق تحدي الطاقة من خارج الشبكة، الذي يهدف إلى تلبية احتياجات المجتمعات المحلية التي لا تخدمها الشبكة الكهربائية التقليدية. ومنحة التحدي هذه مفتوحة حتى 20 حزيران/يونيو، ويتم بموجبها تقديم مبلغ يصل إلى 1.8 مليون دولار من منح التمويل للشركات التي يديرها ويملكها رواد أعمال أفارقة والتي لديها حلول للطاقة المتجددة.
والجولة الثانية هذه من التحدي هي عبارة عن امتداد يشمل جميع البلدان الست التي تستهدفها مبادرة الطاقة لأفريقيا، والتي تضم- إثيوبيا وغانا، وكينيا، وليبيريا، ونيجيريا وتنزانيا– للجولة الأولى التي تم فيها تقديم 600 ألف دولار من منح التمويل لنماذج الأعمال التجارية للطاقة المتجددة في كل من كينيا، ونيجيريا، والتي تم تقديمها في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
تشكل مبادرة الطاقة لأفريقيا، التي أطلقها الرئيس أوباما في حزيران/يونيو في 2013، النهج الذي تتبعه الحكومة الأميركية فيما يتعلق بالتنمية الرامي إلى زيادة فرص الحصول على الطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء. وقد ساعدت المبادرة بالفعل في توفير حوالى 2800 ميغاوات من الطاقة وتأمين التزامات بإنجاز 5000 ميغاوات من مصادر الطاقة الأخرى، وهذ يمثل 75 في المئة من الهدف الأولي للمبادرة تقريبا وهو جلب 10 آلاف ميغاوات إضافية من الطاقة النظيفة التي يمكن الوثوق بها للدول الست محط التركيز وإضافة 20 مليون من التوصيلات الكهربائية للأسر والشركات.
وحتى الآن، استطاعت مبادرة توفير الطاقة لأفريقيا حشد 15 بليون دولار من القطاع الخاص تخصص لمشروعات إنتاج الطاقة من شبكات جديدة تقليدية، أو من شبكات صغيرة، أو من مشروعات بعيدة عن الشبكة.