القوات الكندية والأميركية تشتركان في مناورة البحث والإنقاذ في القطب الشمالي
بقلم دونا مايلز | شعبة الخدمات الإعلامية للقوات المسلحة الأميركية
تقني كندي في عملية البحث والإنقاذ يرشد إلى نقطة تجمّع المصابين جنديًا أميركيًا يقوم بدور ضحية أُصيب من جراء تحطم طائرة في منطقة التدريب دونلي، ألاسكا، في 30 تشرين الأول/أكتوبر.
نُشرت هذه المقالة أصلاً على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
واشنطن- وصل النداء قبل يومين: سقطت طائرة كان على متنها 40 راكبًا في منطقة نائية في مكان ما على امتداد حدود ألاسكا -كندا. تلقت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية التي كانت ترصد الرحلة نداء الاستغاثة قبل أن تفقد الاتصال مع الطائرة.
وتمامًا كما لو كان الحادث حقيقيًا، اتصلت وكالة الطيران الفدرالية بمركز تنسيق عمليات الإنقاذ في ألاسكا الواقع في القاعدة المشتركة إليمندورف- ريتشاردسون.
وقال بول فاندر وايد، مدير برنامج البحث والإنقاذ في فريق المهمة المشتركة لشعبة الخدمات الإعلامية في القوات المسلحة، إن السيناريو النظري قد مهَّد الطريق أمام أكثر من 100 عنصر من القوات الأميركية والكندية لتمرين قدراتهم في البحث والإنقاذ في القطب الشمالي.
انطلق فريق المهمات المشتركة في ألاسكا، وحرس ألاسكا القومي، والجيش الأميركي في ألاسكا، وقوات خفر السواحل الأميركية والكندية، وقيادة العمليات المشتركة لتقديم الاستجابة السريعة والمنسّقة.
انتقل مركز تنسيق عمليات الإنقاذ في ألاسكا ومركز تنسيق عمليات الإنقاذ الكندية في مدينة فيكتوريا بمنطقة كولومبيا البريطانية الكندية إلى حالة تأهب قصوى للوصول إلى الموقع وتقديم المساعدة إلى الناجين. قال بول فاندر وايد: “إننا نعمل سوية معهم ونرسل فرقًا للبحث والإنقاذ.”
أرسلت الفرقة الجوية الحادية عشرة التابعة للحرس القومي الجوي في ألاسكا، التي تُشغِّل مركز تنسيق عمليات الإنقاذ في ألاسكا على مدار 24 ساعة في اليوم/7 أيام في الأسبوع منذ العام 1994، وسائل البحث والإنقاذ، بما في ذلك طائرة هليكوبتر من طراز HH- 60 وطائرات HC- 130 مخصصة لمهمات البحث والإنقاذ. وكان على متن كل طائرة طواقم من رجال الإسعاف المظليين، وضباط الانقاذ القتاليين المعروفين باسم “الحراس الملائكة.”
أرسلت قوات خفر السواحل طائرة C- 130، كما زوّد الحرس القومي التابع للجيش طائرة هليكوبتر من طراز UH -60، وأرسل الجيش في الخدمة الفعلية طائرة هليكوبتر طراز CH- 47.
أما الكنديون فقد أرسلوا طائرتين من طراز C- 130، إحداهما مخصصة لعمليات الانقاذ والأخرى للتموين الجوي، فضلاً عن طائرة هليكوبتر للإنقاذ.
وفي هذه الأثناء، وفي الموقع المفترض لتحطم الطائرة في منطقة التدريب “دونلي” الوعرة جنوب قاعدة فورت غريلي، تجمّع لاعبو أدوار ضحايا تحطم الطائرة في الطقس البارد بانتظار المساعدة.
قال فاندر وايد: على الرغم من أن الطائرات الحديثة تكون عادة مجهزة لإرسال المعلومات حول مواقعها بواسطة إحداثيات تحديد المواقع، فقد اختار مخطّطو المناورة تحدي عناصر البحث والإنقاذ للعثور على موقع تحطم الطائرة استنادًا إلى الموقع الأخير المعروف للطائرة.
وذكر فاندر وايد أن ذلك شمل إجراء عملية بحث واسعة النطاق-ليست غريبة على الموظفين في مركز تنسيق عمليات الإنقاذ في ألاسكا. وبصفته جزءًا من منظومة قومية ودولية لمراكز تنسيق الإنقاذ، فإن مسؤوليته تغطي منطقة شاسعة تعادل حوالي خُمس المساحة الإجمالية للولايات المتحدة القارية.
ورأى فاندر وايد أن “التحدي الأساسي بالنسبة لعمليات البحث والإنقاذ هنا و للكنديين في المنطقة الواقعة في أقصى الشمال يكمن في أن المنطقة واسعة للغاية، وليس فيها سوى بنية تحتية بدائية وموارد قليلة جدًا. يمكنك أن تكون على بعد ساعات من أقرب شيء إليك. وقد يستغرق وصول طائرة هليكوبتر أو سيارة إلى الناس يومًا واحدًا أو حتى عدة أيام.”
لذلك، وفور تحديد فرق الإنقاذ لموقع التحطم المفترض، بدأت تُنزل من الجو اللوازم الطارئة للناجين. وكان الكنديون قد أعدوا رزمة تحتوي على مواد غذائية، وتجهيزات لإقامة ملجأ ولوازم طبية يمكن إنزالها من الجو من طائرات ذوات أجنحة ثابتة.
وتابع فاندر وايد قائلاً: إن هذه المناورة تقوم بمثابة اختبار لإثبات صحة مفهوم “الرزمة المستدامة للقطب الشمالي”، وهي نسخة أميركية مصممة للمساعدة في إبقاء الناجين على قيد الحياة لمدة تصل إلى 72 ساعة في ظروف طقس القطب الشمالي إلى أن يتم إنقاذهم أو إعادة تزويدهم باللوازم. تحتوي كل رزمة على خيم قطبية خاصة مزودة بأجهزة تدفئة، وأغذية، وملابس دافئة تكفي للبقاء على قيد الحياة ولمساعدة 25 شخصًا.
ومضى إلى القول: “إن المفهوم بكامله هو القدرة على الإنزال الجوي لما هو ضروري لإبقائهم على قيد الحياة إلى أن يتم إجلاؤهم.”
وفضلاً عن الإنزال الجوي لمعدات النجاة، قفزت قوات الإنقاذ الأميركية المظلية وتقنيو البحث والإنقاذ الكنديون إلى الأرض للبدء بمعالجة المصابين ومساعدة الناجين الآخرين.
وأوضح فاندر وايد: “وهكذا، فإنك لا تقوم فقط بإنزال المواد على أمل أن يتصور الناس كيفية استخدامها، بل أنك تقوم أيضًا بإنزال الناس لتركيب تلك المعدات تحت ظروف طقس القطب الشمالي، وكذلك القدرات الطبية لرعايتهم، إلى أن تأتي طائرة هليكوبتر أو مركبة أخرى لإجلائهم.”
وقال إن الطائرات بدأت بالوصول إلى الموقع يوم أمس، ومن المتوقع أن تنقل جميع الناجين إلى المرافق الطبية هذا الصباح.
وقد وصف العقيد في سلاح الجو جوزيف كونكيل، مدير العمليات في قيادة ألاسكا وفريق المهمات المشتركة في ألاسكا، المناورة بأنها خطوة مهمة في تحسين قدرات البحث والإنقاذ المنسّقة في القطب الشمالي في المنطقة.
ويعتقد بأن “القدرة القوية في البحث والإنقاذ في القطب الشمالي ضرورية. ومع ازدياد النشاط البشري في القطب الشمالي، سوف تبرز ضرورة امتلاك تلك القدرة القوية في البحث والإنقاذ. وليست هذه المناورات سوى خطوة أولية نحو تحقيق ذلك.”
وعبَّر فاندر وايد عن أمله بأن تساعد المناورات على إعادة تنشيط برنامج مناورات البحث والإنقاذ في القطب الشمالي الذي بدأته الولايات المتحدة وكندا وروسيا في عام 1993، والذي استمر خلال سنوات متناوبة حتى عام 2007. ورأى بأن هناك إشارة إيجابية أخرى تتمثل في النشاطات ضمن مجلس القطب الشمالي التي تعزز التعاون الإقليمي في المنطقة.
وأكد كونكيل بأن إجراء مناورات البحث والإنقاذ سوية في القطب الشمالي يعزز الكفاءة والعمل الجماعي اللذين تتطلبهما بعثات البحث والإنقاذ.
وأكد: “إن ذلك يظهر بأننا نستطيع أن نعمل معًا بصورة جماعية لتحقيق ذلك، وأن ننجز بنجاح مهمة بحث وإنقاذ في بيئة قاسية مثل بيئة القطب الشمالي. إنها تعطي المشاركين الثقة في معرفتهم بأنه يمكنهم القيام بذلك.”
ثم خلص مدير العمليات في قيادة ألاسكا وفريق المهمات المشتركة في ألاسكا،إلى القول: “ولكن ينبغي أيضًا أن تعطي الثقة للناس بأنه في حال حصل أي حادث يتطلب البحث والإنقاذ في القطب الشمالي، فنحن مستعدون لمواجهة ذلك ومستعدون للاستجابة.”