تقرير: الفتيات الامريكيات بلا حقوق في سجون الاحداث
كريم الحفناوي
نيويورك، (امريكا ان ارابيك)- في الوقت اذي تضغط فيه امريكا على الدول العربية من اجل معاملة افضل للنساء، وجدت تقارير حقوقية هنا ان الفتيات في سجون الأحداث الأمريكية تعاني من قدر كبير من المعاناة والإساءات البدنية والنفسية.
وقد صدر تقرير عن اثنتين من كبرى المنظمات الحقوقية في أمريكا، ويقدم نظرة عميقة على حجم ما تعانيه الفتيات في منشأتين من منشآت الأحداث في نيويورك، كما يلقي الضوء على تجاهل السلطات لهذه المؤسسات وعدم سعيها إلى تحسين أوضاعها أو النهوض بنزلائها.
وقد صدر التقرير بعنوان “الرعاية والتحكم: أوضاع الاحتجاز في سجون الأحداث الخاصة بالفتيات في نيويورك”، عن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ويركز على دراسة مؤسستي تريون ولانسنج في نيويورك، مؤكدا على أن مؤسسات الأحداث حريصة بشكل أكبر على إيجاد بيئة عقابية أكثر من حرصها على توفير الرعاية والعلاج.
ويوثق التقرير الممارسات المسيئة بحق الفتيات، كما يورد شهادات لقاصرات يصفن فيها ما يواجهنه في مؤسسات الأحداث من إساءات نفسية وجسدية بالغة تبرز حجم المعاناة الموجودة في هذه المؤسسات، المفترض أنها مؤسسات تربوية وعلاجية لكونها تتعامل مع قاصرين وليس مع بالغين.
ويؤكد التقرير الذي اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك أن العاملين بمؤسستي لانسنج وتيرون كثيرا ما يقومون بتقييد الفتيات والتعامل معهن بشكل عنيف.
ورغم أن بعض هذه الإجراءات ربما تكون مناسبة في حالة الطوارئ إلا أن الإشارات تؤكد أن العاملين بالمؤسستين يستخدمون هذه الأساليب لعقاب الفتيات على أفعال بسيطة، مثل عدم ترتيب أسرّتهن بشكل جيد أو عدم رفع أيديهن قبل الحديث.
وتتسبب هذه الأساليب العنيفة في جروح وسحجات، وفي أحيان نادرة تسبب ارتجاجا في المخ أو كسرا لأحد الأطراف.
وقال التقرير إن الفتيات أيضا يتعرضن للإساءات الجنسية؛ حيث قامت المنظمتان صاحبتا التقرير بتوثيق ثلاث حالات في السنوات الخمس الماضية تفيد قيام أفراد من العاملين في المؤسستين بإقامة علاقات جنسية مع القاصرات.
كما يكشف التقرير وجود انتهاكات جنسية أخرى للفتيات مثل الملامسة والتعليقات الجنسية، والإشارة إلى تاريخ الفتيات من الناحية الجنسية، أو الإساءات الجنسية التي تعرضن لها سابقا، أو الإصابة بأمراض تنتقل بالاتصال الجنسي.
ويشير التقرير إلى أن ما يفاقم الإساءات في المؤسستين هو الافتقاد الكامل للمعلومات العامة بشأن ما يجري داخل هذه المؤسسات، وضعف المنظمات الرقابية في الولاية، مما يفقدها القدرة على المحاسبة، إضافة إلى أن الوكالة المسئولة عن هذه المنشآت، وهي مكتب خدمات الأطفال والأسرة، ترفض التدقيق العام في عملها، كما ترفض دخول الباحثين إلى منشآتها.
وتشكل الفتيات 19 بالمائة من الشباب الذين يدخلون سجون الأحداث في نيويورك، لكن المنشآت تظلم هؤلاء الفتيات بحرمانهن من الحصول على التعليم الضروري.
وتشكو الفتيات من أنهن لديهن الكثير من الوقت، لكنهن يُحبسن في غرفهن دون الحصول على تعليم مفيد.
وقال معدو التقرير إن معاناة الفتيات في هذه المؤسسات لا تقتصر على التعليم والمعاملة السيئة والمهينة، بل تتعدى ذلك إلى عدم تقديم الخدمات الصحية والعلاجية والعقلية الكافية للفتيات اللاتي يحتجنها.
ويجدر التأكيد هنا على أن المشكلات المشار إليها في التقرير ليست مقصورة على نيويورك وحدها، بل هي ظاهرة منتشرة في منشآت الأحداث في كافة الولايات الأمريكية.
المصدر: وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك